أعلن مسؤولون أمنيون باكستانيون أن زعيم الحرب الباكستاني الملا نذير، الذي أرسل رجالا لمقاتلة القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الاطلسي في أفغانستان، قُتل اليوم مع خمسة مقاتلين آخرين، في غارة شنتها طائرة أمريكية بدون طيار في باكستان. ونذير هو واحد من أهم القادة الذين سقطوا في السنوات الأخيرة في الضربات التي توجهها طائرات أمريكية بدون طيار في شمال غرب باكستان، المنطقة التي تُستخدم كقاعدة خلفية لمقاتلي طالبان الأفغان والباكستانيين، ومجموعات مرتبطة بتنظيم القاعدة. وقصفت الطائرة سيارته بصاروخين في سار كاندا في قطاع برميل في المنطقة القبلية، كما أضاف المسؤولون. وقال أحد هؤلاء المسؤولين، طالبا عدم كشف هويته، إن "الملا نذير وخمسة من مقاتليه قُتلوا على الفور"، موضحا أن بين القتلى "قائدين محليين"؛ هما عطاء الله ورافع خان. وأكد مسؤول آخر أن الضربة وُجِّهَتْ في الساعة العاشرة و35 دقيقة مساء (الخامسة و35 دقيقة بتوقيت جرينتش) أمس، لكن التأكد من المعلومات يحتاج إلى الوقت، لأن الهجوم وقع في منطقة نائية وجبلية محاذية لأفغانستان. وفي وانا، كبرى مدن جنوب وزيرستان، قال احد السكان إن المساجد تعلن عن جنازات اليوم. وقتلت طائرة أمريكية أخرى بدون طيار، اليوم، أربعة متمردين آخرين على الأقل في إقليم شمال وزيرستان، كما قالت مصادر أمنية، ما يرفع إلى عشرة على الأقل عدد القتلى الذين سقطوا في الساعات ال24 الأخيرة. وكان الملا نذير (30 عاما)، القائد الرئيسي للناشطين في المنطقة القبلية في جنوب وزيرستان، استُهدف عدة مرات من قبل طائرات أمريكية بدون طيار، قتلت أعضاء في محيطه، كما نجا في نوفمبر من هجوم انتحاري في سوق في وانا. وهو حليف حفيظ الله بهادور، أحد قادة حركة طالبان في شمال وزيرستان. وحول الرجلان إقليم وزيرستان إلى قاعدة خلفية لشن عمليات على قوات التحالف في أفغانستان المجاورة. وقال المحلل الباكستاني امتياز غل إن "الأمريكيين والأفغان يشتبهون بأن الملا نذير كان يؤمِّن ملاذا لمقاتلين عرب في تنظيم القاعدة". وأضاف أنهم "(الولاياتالمتحدة وشركاؤها في الحلف الأطلسي) يريدون القضاء على كل العناصر الفاعلة على الحدود، لتخفيف الخطر الذي يشكله تنظيم القاعدة على القوات الأمريكية في أفغانستان". وتعرضت قاعدة شابمان الأمريكية في ولاية خوست شرق أفغانستان، قرب الحدود الباكستانية، لهجوم قُتل فيه أفغان. وتوصل الملا نذير إلى اتفاق سلام في 2007 مع السلطات الباكستانية، ويقيم علاقات متوترة مع حركة طالبان الباكستانية التي تهاجم القوات الباكستانية، خلافا لطالبان الأفغان التي تركز عملياتها ضد جنود حلف شمال الاطلسي وحلفائهم في أفغانستان. وكان نذير أيضا أحد القادة الاكثر تأثيرا في قبيلة وزير، المنافسة لمحسود، وهي قبيلة قادة حركة طالبان الباكستانية. وقال سيف الله خان محسود، مدير مركز الأبحاث حول المناطق القبلية في إسلام أباد، إن "الملا نذير كان يمكنه وقف تقدم حركة طالبان الباكستانية (في وزيرستان)، وكان يجمع بين قبيلة وزير ومقاتليه. موته يسبب مشكلة كبيرة لقبيلة وزير وللجيش الباكستاني". وأضاف أن مقتل نذير سيُعَقِّد الأمور على السلطات الباكستانية، التي تواجه هجمات طالبان الباكستانيين، ويمكن أن يؤدي إلى "مزيد من الفوضى" في المنطقة.