أ ش أ قال حسين أمير عبد اللهيان مساعد وزير الخارجية الإيرانية" إن الأطراف التي تدعم الإرهاب في مصر هى أعداء لإيران أيضا وللعالم الإسلامي" , مشددا على أن إيران لا ولن تفكر في تدمير أي شيء في مصر ولا أن يسود هناك مذهب على آخر, وأن مصر الراهنة أسمى لدى العالم الإسلامي , ورفض المسؤول الإيرانى القول بأن حماس تستخدم أسلحة إيرانية لإثارة فتنة في مصر. وأضاف " إن إيران تأخذ الإرادة الشعبية المصرية بعين الاعتبار, وأن أي قرار يتخذ في مصر من قبل الشعب المصري ترحب به إيران وتقبله تماما لكنها تدعو إلى الحفاظ على إنجازات الثورة التي راح ضحيتها الكثيرون". وأكد عبد اللهيان - خلال لقاء اليوم مع وفد الدبلوماسية الشعبية المصري (الذى يزور طهران حاليا ) برئاسة الدكتور صلاح الدسوقي رئيس التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة في حضور السفير المصري لدى طهران خالد عمارة - إن البلاد ليست لديها مطلقا أية أطماع توسعية بالنسبة لأي منطقة من مصر , وقال " إن هناك بعض الكلمات التافهة التي تثير نعرات طائفية بين السنة والشيعة , لكن هناك عدة عوامل وأسباب تدل على أن مصر قريبة من إيران". وأضاف " إن الشعب المصري له احترام خاص لدى الشعب الإيراني تاريخيا وحضاريا وثقافيا , وأنه في 25 يناير تحددت الحدود بين الديمقراطية والديكتاتورية , وأن هذه الحدود لابد ألا تتزحزح , مشيرا إلى أن التطورات التي حدثت في الأشهر الماضية أدت لقلق لدى أصدقاء مصر التي "نود أن نراها تتلألأ" , حسب تعبيره, لأن أمريكا والصهيونية هما المستفيدان من مثل هذا المناخ المتوتر . وتابع قائلا "نؤمن أن التطورات يجب أن توجه بشكل يتسنى للشعب الواعي المصري بفضل قيادته الحكيمة بأن يقرر مصير البلد بجو ومناخ مليء بالتلاحم بين شرائح المجتمع ونرى أن هناك بعض دول تواجه تحديات مثل سورياوالبحرين ولنا نفس النظرة بالنسبة لهما." وعن العلاقات الثنائية بين إيران مصر , أوضح أنه في الأسبوع المنصرم جمعه لقاء بوزير الخارجية المصري على هامش اجتماعات وزراء الخارجية لمنظمة التعاون الإسلامي في بلد أفريقي , وأنه خلص من الحوار أنه سيكون هناك تقارب بين البلدين وستكون هذه أرضية ملائمة للتعاون بين البلدين الشقيقين. وأشار إلى أنه على ثقة بأن توثيق العلاقات بين مصر وإيران يجب أن يتم تواصله بهدفين أساسيين أن يكون ناجما عن إيمان الشعبين بأن المكانة المرموقة للبلدين لدى العالم تمكنهما من القضاء على المشاكل في المنطقة وتعزيز أواصر المحبة والمودة والارتقاء بمستوى العلاقات السياسية, والاستفادة المثلى من الإمكانيات الكاملة في إطار تطوير العلاقات في شتى المجالات , وقال إن هناك خطوات جبارة اتخذت من أجل تعزيز العلاقات مع القاهرة , وأضاف " إنه بعد الثورة التي شهدتها الساحة المصرية وبصورة خاصة خلال السنوات الثلاثة المنصرمة , وكما يشهد السفير المصري , قامت إيران بتقديم مبادرات عديدة وكذلك أخذت كل الظروف التي عاشتها مصر بوضع الاعتبار" . وأضاف أنه "خلال رئاسة مرسي كانت هناك لقاءات مع المسئولين المعنيين وشرح لموقف إيران من هذا وبكل صراحة قلنا للسيد مرسي ومن كانوا حوله إن مصر يجب أن يتم إدارتها بواسطة كل شرائح المجتمع المصري وحتى أخيرا في الظروف الراهنة يجب أن يتم الاعتناء بهذا أن مصر تستحق أن يتم إدارتها بواسطة جميع الفئات المتواجدة في مصر مع التأكيد أنه لا شك أن الشعب الأبي لن يسمح للطرف الآخر بالتدخل في شئونها". وفى سياق آخر , قال " إنه خلال العدوان الصهيوني على لبنان الذي استمر 33 يوما ساندت إيران الحركة الشيعية هناك , وفي الحرب التي استمرت 22 يوما في غزة ساندت حماس وهي سنية تماما إذن لا فرق بين الشيعة والسنة بالنسبة للموقف الإيرانى". وحول القضية الفلسطينية , قال " لا شك أننا نرى أن الشعب الفلسطيني في غزة يعانى كثيرا بالنسبة لسد حاجياتهم ونوع من التوتر يخيم على غزة والكيان الصهيوني يثير الأزمات المفتعلة والنعرات الطائفية ويعمل على جر الفلسطينيين للمساومة والاستسلام , وعلينا أن نشعر بالمسؤولية الناجمة عن الواجب الديني والإقليمي , لذلك مستعدون للتعاون مع الحكومة المصرية في القضية الفلسطينية." وفيما يتعلق بالحوار والنقاش بالنسبة للملف النووي الإيرانى مع دول 5 + 1 , قال " هناك بعض الدول العربية في المنطقة تتصور أن ما جاء خلال هذه المباحثات سيؤثر سلبيا على الشعوب في المنطقة بينما مباحثات إيران مع الدول مرتكزة تماما على الملف النووي الإيراني ولن يثار أي موضوع آخر على هامش هذا الملف " , مشددا على أن إيران لا تنوي التفريط في مبادئها وأسسها فيما يتعلق أيضا بالكيان الصهيوني , وأنه لا نية للمساومة مع هذه الدول على قضية غير النووية - حسب المسؤول الإيرانى- . وتابع عبد اللهيان قائلا " إن تخصيب اليورانيوم خط أحمر لدى طهران, كما أن إنتاج الوقود النووي للمفاعل الكهربي خط أحمر فهو الذي يساعد في حصول إيران على أكثر كفاءة للطاقة النووية للأغراض السلمية , التي يقومون وسيواصلون إنتاجها في بلدهم" , مشيرا إلى أنه من أجل طمأنة الدول في العالم هناك ترحيب بالإشراف الشرعي والقانوني للمراقبة على المنشآت واتخاذ الإجراءات والخطوات اللازمة. وحول القضيتين السورية والبحرينية , قال " إن المواقف تجاه القضايا والتطورات الإقليمية والصحوة الإسلامية والربيع العربي بداية من تونس حتى مصر وحتى البحرين واليمن تكون النظرة فيها موحدة , وهناك رفض كامل للازدواجية والكيل بمكيالين. وأضاف "نؤمن بأن التدخل الأجنبي مرفوض تماما فالتدخل الأمريكي من منظورنا مرفوض تماما والتواجد العسكري السعودي في البحرين مرفوض تماما . وكذلك إرسال الأسلحة إلى سوريا للحكومة أو المعارضة , نافيا بشدة إرسال أي قوة عسكرية لسوريا ", ومشيرا إلى أن ذلك لن يتم في المستقبل لأن هناك إيمانا بأن احتواء الأزمة السورية لا يكمن في الحل العسكري ومن هذا المنطلق لا يمكن أن تقوم إيران بتزويد سوريا بأي سلاح لأسباب منها إيمان إيران بأن الحل العسكري لا يفيد سوريا , وأن سوريا لديها ما يكفي من الذخائر الحية والأسلحة , وأن هناك أكثر من 40 دولة زودت المعارضة السورية بأحدث الأسلحة. غير أن المسؤول الإيرانى قال " " نتشاور مع السوريين عسكريا لمحاربة الإرهابيين . فالجميع يجب أن يساعد سوريا فى القضاء على الإرهاب ويجب على العالم برمته مساعدة الشعب السوري لينال حقوقه المشروعة , ونحن لدينا تواصل مع الحكومة السورية وعلاقات وتواصل وعلاقات مع كل المعارضة السورية . وما يستثنى من هذا المعارضة المسلحة والإرهابيين والتكفيريين . " واعتبر أن الحل في أي دولة يجب أن يكون سلميا لمواجهة أي مشكلة في تلك الدولة وأن المسار الذي يحدده يكمن في الحوار الوطني مع كل الفئات . وبالنسبة لعلاقات إيران مع دول المنطقة , قال " إن العلاقات معززة مع هذه الدول , وأنه بالنسبة للمملكة العربية السعودية ليست لدى إيران أي مشكلة في العلاقات الثنائية غير أنه ربما هناك تباين في الأفكار ووجهات النظر في القضايا الإقليمية" , وبالنسبة لعلاقة إيران الاقتصادية والتجارية مع الخليج أوضح أن حجم التبادل التجاري مع الإمارات بلغ 20 مليار دولار. من ناحيته طالب جمال زهران نائب رئيس وفد الدبلوماسية الشعبية والقيادي بالجمعية الوطنية للتغيير الحكومة الإيرانية بالتعامل مع مصر بنفس لغة المبدأ : عدم التمييز بين طرف وآخر وأن يكون المعيار دعم الإرادة الشعبية , والالتزام بمبدأ التعامل مع ما حدث على أنه ثورة الشعب المصري وعدم الانحياز لطرف يزعم أنه إسلامي , وكأن البقية غير إسلاميين. وقال زهران "عانينا كثيرا في رحلة القدوم إلى طهران بالسفر لخمس عشرة ساعة ولو كان هناك طيران مباشر لما استغرق الأمر أكثر من 4 ساعات , وأقترح أن يتم افتتاح خط الطيران الآن وإعادة العلاقات". من جانبه , قال أحمد دراج القيادي بالجمعية الوطنية للتغيير وكيل مؤسسي حزب الدستور " إنه يجب أن تكون هناك مصارحة حقيقية بأن هناك مشاكل في إعادة العلاقات لابد من حلها بمنتهى الصراحة " , داعيا إلى تعاون علمي حقيقي وأكاديمي, وأضاف " إنه لا بد أن تتوافق جهود أربع دول (إيران , تركيا , السعودية ومصر ) وأن تتم إزالة خلافاتها لأن هذه الدول هى الأعمدة الحقيقية للمنطقة".