أكد حسين أمير عبد اللهيان، مساعد وزير الخارجية الإيراني للشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن إيران لا تنظر بنظرة مذهبية لأي مكان في مصر سواء ديني أو سياحي أو غير ذلك فهذا شأن داخلي مصري. وشدد المسئول الإيراني في مؤتمر صحفي عقده اليوم بالقاهرة على أنه ليس لدى إيران أي أجندة لإدارة المساجد المصرية معتبرا هذه مجرد اتهامات وافتراءات كاذبة تبثها بعض الأطراف بقصد الاستفزاز وتحريض بعض الأطراف ضد إيران.
وقال حسين أمير عبد اللهيان، "إن زيارته للقاهرة استهدفت التشاور مع المسئولين المصريين وبعض الشخصيات الإقليمية"، مشيرا إلى أنه التقى الأخضر الإبراهيمي مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية للملف السوري والدكتور نبيل العربي أمين عام الجامعة العربية ووزير الخارجية محمد عمرو.
وأضاف "إنه تم التباحث مع المسئولين المصريين حول التطورات الجارية بالمنطقة، إضافة للعلاقات الثنائية بالإضافة إلى ملف سوريا والقضية الفلسطينية والبحرين"، حيث قدم الشكر لجهود المسئولين المصريين لعقد اجتماع لإيران مع الدول الست بالنسبة للملف النووي بمبادرة مصر.
أوضح أن علاقات مصر وإيران تتقدم في العديد من المجالات خلال العامين الماضيين ووصف مستوى العلاقات بالجيد والمناسب، مشيرا إلى أن بلاده على استعداد كامل للتعاون ومساعدة الرئيس محمد مرسى والحكومة والشعب المصري.. وشدد على أن للرئيس مرسى دورا هاما للغاية في تقدم مصر في مجالات مختلفة في الشئون الاقتصادية والسياسية، وقال "في رأينا فإن كل الأطراف المصرية سيكون لديهم رؤية لمساعدة الإدارة المصرية من اجل مستقبل جيد وسيكون هناك تقدم أكبر".
وأضاف " إن إيران تعتبر زيارة مرسى لطهران وزيارة نجاد للقاهرة تمثلان منعطفا جديدا في تطوير مستقبل العلاقات" ، مشيرا إلى أنه قدم تقريرا حول آخر المفاوضات التي تمت في ألما أتا عاصمة كازاخستان بين إيران والدول الست حول الملف النووي.
وقال مساعد وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان "إن بلاده تعتبر التطورات الفلسطينية أهم قضية في الوقت الراهن وان العالم العربي والإسلامي مطالبان بمتابعة هذه القضية لتحقيق الحقوق الكاملة العادلة لشعب فلسطين، كما أن التطورات الإيجابية بالمنطقة تثبت أن الكيان الصهيوني على حد وصف المسئول الإيراني في أسوأ وضع وهناك محاولات يائسة من بعض الأطراف لإنقاذه من هذا الوضع".
وشدد على أن إيران ستستمر في دعم محور المقاومة في الشرق الأوسط .. وفى هذا إطار فان إيران تدعم بقوة الشعب السوري وإصلاحات بشار الأسد وتدعم آلية الحل السياسي السلمي وتعتبر أن القرارات الصادرة من خارج سوريا تمثل أخطاء إستراتيجية.
ودعا مساعد وزير الخارجية الإيراني كل الأطراف الداخلية السوية وكذا الإقليمية والدولية لبذل كل جهد لوقف العنف ونزيف الدم في سوريا وتمهيد الأرضية المناسبة لإجراء الانتخابات في سوريا في جو هادئ وآمن وأن يقرر الشعب السوري عن طريق الحوار الوطني والميثاق القومي مستقبل بلده ومصيره.
وأضاف "إن إيران لديها قلق مما يحدث بالبحرين ولكن رؤية إيران للتطورات الإقليمية رؤية موحدة في كل من الدول الثلاث سوريا والبحرين واليمن.. ونحن نعتقد بعدم التدخل الأجنبي.. والآلية الوحيدة لكل هذه الدول الثلاثة تكون الحوار الوطني.. وبالحوار الوطني والحل السلمي على حكومات هذه الدول العمل بشكل جاد لتطبيق الإصلاحات الشاملة والاهتمام بحقوق شعوبها، غير انه وللأسف هناك بعض خطوات من جانب بعض الأطراف لتوسيع أزمة سوريا لبلدان الجوار".
وتابع قائلا " لا يمكن أن يبقى الكيان الصهيوني في موقع آمن بعد أن يكون هناك انتقال للازمة إلى دول الجوار"، وأضاف "هناك خطوات بالنسبة لانتقال الأزمة السورية عن طريق بعض الجماعات المتشددة ولا يمكن ضبطها إلا عن طريق التعاون الشامل الإقليمي الدولي"، مؤكدا أن أساس إستراتيجية إيران تجاه دول الجوار والعالمين العربي والإسلامي يتركز على الصداقة والعلاقات الأخوية مع الجميع.
في سياق آخر، قال المسئول الإيراني "إن هناك من يردد من الأطراف الأجنبية قضية ما يسمى بالخلاف بين والشيعة وهؤلاء لديهم فكرة لتوسيع هذه الفتنة.. ونحن كنموذج وعلى سبيل المثال كما قمنا بدعم حزب الله الشيعي في لبنان وندعم حركة حماس السنية وحركة الجهاد السنية بفلسطين، ونحن نعتبر الأمن لدول الخليج هو امن إيران.. ونحن في إيران أعلنا مرارا مدى استعدادنا للتعاون مع الجميع إلا الكيان الغاصب".
وردا على سؤال حول ما نشر عن صفقة لإدارة إيران للمساجد الفاطمية في مصر مقابل ثلاثين مليار دولار.. وحول موضوع السنة والشيعة ومخاوف التغلغل الشيعي في مصر وماذا ستفعل إيران لوأد الفتنة قال حسين أمير عبد اللهيان "إنه بالنسبة لفكرة السنة والشيعة فهو موضوع فتنة يبثه أعداؤنا.. وقد أكد وزير خارجية إيران صالحي في زيارته الأخيرة للقاهرة صراحة انه لو كان المقصود بالسنة هو تطبيق سنة الرسول (ص)فنحن نعتبر أنفسنا في إيران أكثر سنية من إخوتنا السنة.. وانه وإذا كانت محبة آل البيت هي الشيعة فانتم في مصر أكثر شيعية مقارنة بنا".. وقال أننا لا نعتبر ذلك الآلية السياسية أو الموقف السياسي بل هي إستراتيجية دينية قومية لإيران.. وشدد على أن إيران لا تنظر بنظرة مذهبية لأي مكان في مصر دينيا أو سياحيا أو غير ذلك فهذا شان داخلي مصري.
وشدد على انه ليس لدى إيران أي أجندة لإدارة المساجد المصرية معتبرا هذه مجرد اتهامات وافتراءات كاذبة تبثها بعض الأطراف بقصد الاستفزاز وتحريض بعض الأطراف ضد إيران.
وأضاف انه إذا ما كان المقصود دعم إيران لمصر الجديدة فى هذه الفترة فانه إذا كان هناك طلب من المسئولين المصريين للتعاون في أي مجال فنحن مستعدون للتعاون في مختلف المجالات مع مصر.
وأشار إلى انه وقبل يومين دخلت أول مجموعة سياحية إيرانية مصر وستشاهدون حضورا سياحيا إيرانيا لمصر ودوره في دعم الشئون التجارية والاقتصادية لمصر .
وحول العلاقات الثنائية بين إيران ومصر قال أمير أننا اليوم في أحسن وضع وأحسن ظروف.. وزيارة الرئيس محمد مرسى لطهران وزيارة نجاد لمصر نعتبرها نموذجا بارزا للإرادة والعزم الموجود لدى مسئولي البلدين لتطوير وتقوية علاقاتنا في كل المستويات.. وقال أن رؤساء مكاتب رعاية المصالح الإيرانية والمصرية في البلدين على مستوى سفير ولديهم أنشطة واسعة في هذا الاتجاه.. أما الإعلان عن العلاقات الرسمية بين البلدين ورفع مستوى العلاقات لدرجة سفارة فنحن سنحيل الأمر للأخوة المصريين قائلا "إن المفتاح لدى الأخوة في مصر".
وقال مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في مؤتمره صحفي أن إيران ترفض بشدة أي نوع من الادعاء حول التدخل الإيراني في أي من الدول العربية لاسيما حين تصدر هذه الادعاءات من أطراف لها تدخل واضح عن طريق تسليح مجموعات إرهابية في سوريا.
وأضاف "إن إيران ليست بحاجة للتدخل فى أى دولة عربية فلديها مصالح مشتركة مع الجميع كما ان لها نفوذ معنوى فى بعض الدول" ، وتابع قائلا " إن ملك البحرين كلف فريقا للتحقيق فى احداث جرت فى الاشهر الماضية فى هذا البلد وقال ان الفريق المعين للتحقيق برئاسة السيد بيومى اعلن نهاية المطاف بصراحة ان ايران لم تتدخل فى الاحداث الأخيرة بالبحرين.
وحول مباحثاته مع الأخضر الإبراهيمي قال "أن إيران قدمت مبادرة خاصة حول الأزمة السورية في الماضي".. وهناك أوجه شبه عديدة وكبيرة بين المبادرة الإيرانية والمبادرة المصرية ومبادرة الإبراهيمي.. وقد أعلننا أمام الإبراهيمي أن منح أو إعطاء مقعد سوريا في الجامعة العربية لفريق قليل العدد لا شرعية له ولا يمثل الشعب هو خطأ استراتيجي.
وقال "لقد أعلنت إيران أمام نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية أن هذه سابقة خطيرة يمكن تكرارها مستقبلا وتطبيقها في بقية الدول"، وأضاف إن هناك خطأ كبيرا آخر يتمثل في إعطاء السفارة لهذه المجموعة الصغيرة وللأسف من جانب دولة صغيرة بمنطقتنا".
وقال " إن هاتين الخطوتين نعتبرهما لا قيمة لهما سياسيا بل نعتبرها خطوة دعائية ضخمة.. وقد اتفقنا مع الإبراهيمي على تفعيل الآلية السياسية وإيقاف كل أشكال العنف بشكل فوري في سوريا.. وإيران تعتبر وتعتقد أن تحقق الأمن والاستقرار في سوريا يعتمد على ضبط الحدود من جانب دول الجوار.
وحول رسالته للأطراف التي تعارض تقدم العلاقات المصرية الإيرانية ومن بينها بعض الدوائر السلفية في مصر، قال "إن الموجود في العلاقات الثنائية بين مصر وإيران هو رؤية موحدة شاملة من جانبنا.. ورؤية إيران لمصر هي "رؤية موجهة لجميع الأطراف المصرية " واليوم يكون رمز البلد في وجود الرئيس محمد مرسى".
وفى سياق آخر، قال "بخصوص الاتهام بإرسال سلاح من إيران لسوريا فنحن نرفض هذا الأمر بشدة.. وسوريا ليست بحاجة لأسلحة.. والأسلحة دخلت من كثير من نقاط الحدود من جانب مجموعات مجهولة متطرفة لداخل سوريا.. وغالبية الأسلحة المستوردة حاليا بيد الحكومة السورية.. والحكومة السورية ضبطت هذه الأسلحة القادمة من الخارج".
وأضاف "إن حكومة سوريا أمام الكيان الصهيوني المعتدى حسب وصف المسئول الإيراني وهى ليست بحاجة لأي سلاح من إيران.. ولكن نحن في إيران فتحنا خطا مباشرا جوا وأرضا لمساعدة الشعب السوري وحكومتها إنسانيا ومعالجة مشاكلهم.. ونحن نرسل بشكل مستمر للشعب السوري مساعدات من بينها الدقيق والأدوية والغذاء وهذه المساعدات كثيرة وأرسلناهم لتحسين الوضع الإنساني للسوريين".
وحول اتفاق السياحة بين مصر وإيران وعدد السياح، قال "إنه عدد مفتوح ويتوقف على الإمكانيات بين الجانبين وحاليا هذا الخط المباشر بين البلدين يتمثل في إطار شارتر وفى المستقبل القريب سيزيد عليها خط طيران مباشر من البلدين".
وحول نقاط الاتفاق مع مصر في موضوع سوريا في ضوء مباحثاته، قال "المباحثات أثبتت أن هناك أرضية وإمكانية التعاون بين البلدين لمساعدة الشعب السوري.. وتنفق مع مصر على عدم التدخل الأجنبي وعلى ضرورة إيقاف العنف وكذا حول الآلية السياسية والحل السلمي لإجراء انتخابات في سوريا.. وهناك توافق مع مصر بشان أن يأخذ الشعب السوري قراره ويقرر مصيره".
وردا على سؤال حول السياحة والمناطق المحددة للسائح الإيراني قال "إن كل الأماكن يكون لدى السائح اهتمام بزيارتها سواء تاريخية أو دينية أو غيرها.. وكيفية زيارة هذه الأماكن تكون في ظل اتفاقيات بين البلدين".
وحول الاتهامات باضطهاد السنة في الأحواز بإيران، قال مساعد وزير الخارجية الإيراني "إن أعداءنا هم من يبثون هذه الاتهامات والشائعات للتفرقة بين المسلمين ورفع مكانة الكيان الغاصب وانه لا مشكلة بين سنة وشيعة في إيران وهناك تلاحم وتعاون وتعايش وزواج مشترك".
وحول مطالبة المعارضة السورية بشغل مقعد سوريا في منظمة التعاون الإسلامي والأممالمتحدة، قال "إن الحل في رأى إيران يكون في الحوار الوطني بين كل الأطراف الفاعلة داخل سوريا وبين كل المعارضة غير المسلحة مع الحكومة السورية الشرعية".
وشدد على أن منح مقعد سوريا في أي منظمة نعتبره تدخلا واضحا وصريحا من جانب الآخرين وعلينا بذل كل جهدنا لكي يتخذ شعب سوريا قراره المستقل بالنسبة لمستقبل بلده، والطبيعي أننا كإيران وكذا أطراف أخرى لا يمكن أن نسمح بإعطاء مقعد سوريا في أوساط الدولية أو الأممالمتحدة لمجموعات مجهولة.. وما حدث في الدوحة لن يكون له قيمة سياسية أو قانونية بل هو عمل دعائي فقط.
وحول ما تردد عن مبادرة بين إيران وإبراهيمي لعقد جنيف 2 وتشكيل حكومة في سوريا ذات صلاحيات واسعة وحول ما طرح من استضافة مصر الجولة بعد القادمة لحوار إيران النووي مع الدول الست قال إننا أجرينا مباحثات مفيدة بناءة مع الإبراهيمي حول متابعة الآلية السياسية الموجودة في أجندة إيرانوالأممالمتحدة ومتابعة المبادرة المصرية .. ووزير خارجية مصر أشار خلال مباحثاتنا إلى عقد اجتماع قريبا لمجموعة الًرباعية أو المبادرة المصرية بشان سوريا ،وقال "إن إيران تعتبر المبادرة المصرية وآلية مؤتمر حنيف قريبان للمبادرة الإيرانية".
وحذر مساعد وزير الخارجية الإيراني من أن هناك أطرافا خارجية لديهم فكرة لتقسيم سوريا في ضوء دخول أسلحة عبر الحدود مع سوريا.. ونحن على ثقة انه إذا قامت دول الجوار لضبط الأسلحة ومنع دخولها من الحدود لداخل سوريا فان الحكومة السورية وهى المسئولة عن الأمن والاستقرار وعن الشعب السوري لن تستخدم السلاح أمام أي مجموعة.
وأضاف أن هناك على الأرض في سوريا حربا مع الإرهابيين، ووجود عناصر متطرفة وعناصر أجنبية تدل على هذا الإرهاب ونحن نقدر مواقف سوريا حول المقاومة.
وحول إعادة العلاقات بين تركيا وإسرائيل قال "إننا على ثقة أن القيادة التركية ستعمل بمنطق عقلاني وستراعى مصالح العالمين الإسلامي والإقليمي، وليس لدى القيادة التركية أي ثقة "بالكيان الصهيوني" ولكن بعض أطراف من خارج منطقتنا لديهم فكرة لاستغلال هذه الأجزاء ولديهم رأى بالاحتفاظ بأمن "الكيان الصهيوني" واستقراره ولا شيء آخر.
وحول إمكانية وجود توافق مصري إيراني على شكل القيادة الجديدة في سوريا قال أننا نتصور انه يجب تركيز جهودنا على وقف العنف في سوريا.. والآلية السياسية هي التي ستقرر مستقبل البلد بأصوات شعبية.