مرفت فهد بسبب التغيرات المناخية التى يشهدها العالم، أصبح النظام الزراعي أقل قدرة علي التزامن مع النظام المناخي الجديد القائم. فمنذ عام 1970، إرتفع متوسط درجة حرارة الأرض بمعدل أكثر من درجة "فهرنهايت" (حوالي نصف درجة مئوية) سنويا. وإذا إستمرت الأمور علي هذا النحو، وواصلت البشرية أسلوب حياتها المعتاد، وحرقت أكثر من أي وقت مضى كميات من النفط والفحم والغاز الطبيعي، يتوقع الخبراء أن ترتفع درجات الحرارة بنحو 11 درجة فهرنهايت (ست درجات مئوية) بحلول نهاية هذا القرن. و يشير الخبراء إلى أن هذا الارتفاع سيكون متفاوتا. فسيكون أكبر بكثير في مناطق خطوط العرض العليا منه في المناطق الاستوائية، وأكبر على اليابسة منه فوق المحيطات، وأكبر أيضا في المناطق الداخلية القارية منه في المناطق الساحلية. وهنا تجدر الإشارة إلي أن ارتفاع درجة حرارة الأرض يؤثر على الزراعة في نواح كثيرة. فتتداخل درجات الحرارة العالية في عمليات التلقيح، وتقلل من التمثيل الضوئي للمحاصيل الغذائية الأساسية، وتذوى النباتات. ويؤثر ارتفاع درجة حرارة الأرض أيضا علي المحاصيل الزراعية بشكل غير مباشر عن طريق ذوبان الأنهار الجليدية الجبلية. وهكذا تتقلص الأنهار الجليدية بمعدلات أعلي، بل وتختفي أصغرها عن الوجود، وبهذا تتقلص أيضا أنظمة الري التي تعتمد عليها الزراعة. كذلك فيتسبب فقدان الأنهار الجليدية الجبلية وانخفاض جريان المياه الذائبة، نقصا لا يسبق له مثيل في المياه، وهو ما يؤدي إلي عدم الاستقرار السياسي في بعض البلدان الأكثر كثافة سكانية في العالم. كما يتوقع العلماء أن يجلب ارتفاع درجات الحرارة المزيد من الجفاف، كما تشهد عليه الزيادة الكبيرة في مساحة الأراضي المتضررة من الجفاف في العقود الأخيرة. وأفاد فريق من العلماء في المركز الوطني لأبحاث الغلاف الجوي في الولاياتالمتحدة أن مساحة اليابسة في الكرة الأرضية تعاني من ظروف جافة جدا، توسعت من أقل بكثير من 20 في المئة في الفترة بين الخمسينات والسبعينات، الى 25 في المئة في السنوات الأخيرة. وبارتفاع درجة حرارة الأرض، يتوقع العلماء أيضا أن تكون موجات الحرارة أكثر تواترا وأكثر شدة. وبمعني آخر، سوف تتقلص المحاصيل وتصبح موجات الحرارة جزءا إعتياديا من المشهد الزراعية. وهذا يعني، من بين أمور أخرى، أن يتحتم علي على العالم زيادة مخزونات الحبوب لتوفير الأمن الغذاء الكافي.