قال مسؤولون اليوم الثلاثاء إن الرئيس السوداني عمر حسن البشير غادر نيجيريا حيث مثل وجوده هناك تحديا لمطالب المحكمة الجنائية الدولية باعتقاله لاتهامات بارتكاب إبادة جماعية. وكان البشير في نيجيريا لحضور قمة تابعة للاتحاد الافريقي عن الايدز. ونفى المتحدث الصحفي باسم البشير ومستضيفوه من نيجيريا تقارير اوردتها وسائل الإعلام المحلية عن أنه غادر البلاد مبكرا خشية الاعتقال. وكان أمس الاثنين هو اليوم الرئيسي في القمة التي تستمر يومين. وقال مسؤول هناك ان رئيس الوزراء الاثيوبي هيلا مريم ديسالين رئيس الاتحاد الافريقي هو الزعيم الوحيد الذي حضر الافطار الذي اقيم للزعماء الافارقة في الرئاسة صباح اليوم الثلاثاء. لكن الرئاسة النيجيرية قالت ان اثنين آخرين هما رئيس كينيا أوهورو كينياتا ورئيس الجابون علي بونجو أونديمبا بقيا أيضا في اليوم الثاني من اجتماع القمة. وقال عماد سيد المسؤول الإعلامي للبشير لرويترز "عاد الرئيس البشير بشكل عادي إلى الخرطوم بعد المشاركة في القمة بأبوجا لاستئناف عمله في الخرطوم." ووصل البشير إلى نيجيريا يوم الأحد مما أثار استياء المدافعين عن حقوق الإنسان. والبشير متهم بتدبير مذابح وجرائم أخرى خلال الصراع في منطقة دارفور السودانية والذي سقط فيه نحو 200 الف قتيل. وأبدت منظمة هيومن رايتس ووتش التي تتخذ من نيويورك مقرا والحكومة البريطانية استياءهما من قرار السماح بدخوله وقدمت جماعة محلية التماسا للمحكمة يطالب باعتقاله وفقا لالتزامات نيجيريا بموجب معاهدة المحكمة الجنائية الدولية. وجاء رد فعل وزارة الخارجية السودانية غاضبا إزاء التصريحات السلبية التي أدلى بها مارك سيموندس وزير الشؤون الافريقية البريطاني. ووصفت الخارجية السودانية في بيان بريطانيا بالرياء بسبب مشاركتها في حرب العراق. وقالت الوزارة "بريطانيا شاركت في غزو العراق عام 2003 يعد ان ضللت الراي العام المحلي والعالمي بمبررات كانت تعلم أنها كاذبة" وان العراق مازال يعاني من الدمار. وقالت المحكمة الجنائية الدولية اليوم الثلاثاء إنها طلبت من نيجيريا اعتقال البشير وتسليمه إلى المحكمة في اليوم السابق. وكانت نتيجة اقتراع أجراه الاتحاد الافريقي في 2009 عدم التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية في الاتهامات التي وجهتها للبشير. وتقول الرئاسة النيجيرية إن قرار السماح له بالدخول يتسق مع ذلك القرار. وانحسر حماس الدول الافريقية للمحكمة بمرور السنوات لاسباب منها انها ترى أن الادعاء يستهدف بالتحديد الزعماء الأفارقة وهو ما تنفيه المحكمة الجنائية الدولية.