قال مسئولون اليوم، الثلاثاء، إن الرئيس السوداني عمر حسن البشير غادر نيجيريا حيث مثل وجوده هناك تحديا لمطالب المحكمة الجنائية الدولية باعتقاله لاتهامات بارتكاب إبادة جماعية، وذلك أثناء حضوره قمة تابعة للاتحاد الأفريقي لمدة يوم واحد عن الإيدز. ونفى المتحدث الصحفي باسم البشير ومستضيفوه من نيجيريا تقارير في وسائل الإعلام المحلية عن أنه غادر البلاد مبكرا خشية الاعتقال. وقال مسئول، خلال إفطار في مقر الرئاسة صباح اليوم، إن قمة يوم الاثنين استغرقت يوما واحدا وكان رئيس الوزراء الإثيوبي هيلا مريم ديسالين هو الزعيم الأفريقي الوحيد الذي بقى حتى اليوم. وقال عماد سيد، المسئول الإعلامي للبشير، لرويترز: "عاد الرئيس البشير بشكل عادي إلى الخرطوم بعد المشاركة في القمة بأبوجا لاستئناف عمله في الخرطوم". ووصل البشير إلى نيجيريا يوم الأحد مما أثار استياء المدافعين عن حقوق الإنسان، والبشير متهم بتدبير مذابح وجرائم أخرى خلال الصراع في منطقة دارفور السودانية والذي سقط فيه نحو 200 ألف قتيل. وأبدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" التي تتخذ من نيويورك مقرا والحكومة البريطانية استياءهما من قرار السماح بدخوله وقدمت جماعة محلية التماسا للمحكمة يطالب باعتقاله بما يتوافق مع التزامات نيجيريا بموجب معاهدة المحكمة الجنائية الدولية. وقالت المحكمة الجنائية الدولية يوم الثلاثاء إنها طلبت من نيجيريا اعتقال البشير وتسليمه إلى المحكمة في اليوم السابق. وكانت نتيجة اقتراع أجراه الاتحاد الأفريقي في 2009 عدم التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية في الاتهامات التي وجهتها للبشير، وتقول الرئاسة النيجيرية إن قرار السماح له بالدخول يتوافق مع ذلك القرار. وانحسر تحمس الدول الأفريقية للمحكمة بمرور السنوات لأسباب منها أنها ترى أن الادعاء يستهدف بالتحديد الزعماء الأفارقة وهو ما تنفيه المحكمة الجنائية الدولية.