يسير قطار الوطن بنا جميعا باقصي سرعه في طريقه للصدام المروع ، وينادي كل معسكر علي اتباعه ويهيب بهم حشد قواهم ليوم 30-6 ، وغيوم الخطر الداهم تنتشر ثقيله كئيبه علي بلد مرهق ، عصبي مستقطب ، منقسم علي نفسه ، معظم شبابه عاطل ، فيه سلاح كثير ، داخليته لم تسترد عافيتها بعد ، كان الامل ومازال ان يتدخل حكماء الامه للوصول الي كلمه سواء في كيفيه تجنيب البلاد مخاطر لاتتحملها، وكان الامل الذي يكاد يخبو تماما . في ان يتصرف النظام بجديه تليق بالموقف ، خاصه وانه سيكون في كل الاحوال اكبر المتضررين ( اما ان ينتصر علي جثث وامال المصريين ، او يهزم ويسقط علي ايديهم ) ، ومازال الامل ان تبذل القوات المسلحه قصاري جهدها لحمايه المؤسسات الحيويه ، وصون ارواح الشعب وحقه في التعبير عن رأيه طالما يفعل ذلك بشكل سلمي في اطار القانون والنظام ، اخيرا فإن المرء لايملك الا القول " والله غالب علي امره ولكن اكثر الناس لايعلمون " صدق الله العظيم . ولعل اكبر خطأ نقع فيه جميعا ، جماعات وافراد ، ان نخلط الاوراق ، سواء عن عمد او بحسن نيه ، فرفضنا للنظام القائم لفشله الذريع في تحقيق أي انجاز ملموس ، لايعني مطلقا منح صك براءه للنظام السابق واخلاء سبيله من مسئوليته الرئيسيه فيما وصلنا اليه . وتعثر الثوره لايعني ابدا الكفر بمبادئها واهدافها وعدم تقدير تضحيات شهدائها الحقيقيين ، ونكسات الجمهوريه الاولي ( منذ ثوره يوليو وحتي سقوط مبارك ) لايعني فشل النظام الجمهوري وتمني عوده مستحيله للملكيه ، الامر ببساطه ان الثوره يجب ان تستمر حتي يتم تحقيق اهدافها في العيش والحريه والعداله الاجتماعيه ، واقامه نظام ديمقراطي وحكم رشيد في دوله مدنيه عصريه متقدمه ، واول خطوه في هذا الطريق هو صياغه الدستور الذي يترجم هذه المبادئ والاهداف .