عندما تعرف طبيعة مهنتك وظروفها تنظر إلى الأمور بعين ثاقبة شاملة، لا يكفى أن تكون رقماً فى مسلسل الأسماء اللامعة، ويأتى اسمك ليتحول إلى إضافة ترصدها العيون والعقول بسهولة هكذا يتبادر إلى الأذهان.. فما إن تجلس إلى الإعلامى الكبير عماد أديب حتى تطاردك أحاسيس مضطربة تمتزج فيها الرهبة بالقوة الجبارة، وعندما تحاور رائد «التوك شو» تجد مشاعر مترددة لصحفى يقرأ جيداً ما تفكر فيه وسياسياً محنكاً يعرف جيداً كيف يرى الحاضر ويتنبأ بالمستقبل، وفى لحظات تصل إلى نهاية المطاف وتشعر كأنك لم تسأل عن شىء ومازال لديك العديد والعديد من التساؤلات لتطرحها على هذا العملاق، ليداهمك الوقت ويسرق اللحظات الجميلة. أتيحت لى الفرصة كى أتحدث إلى صحفى متميز وإعلامى فوق العادة وسياسى محنك.. وفور دخولى إلى منزله وقعت عيناى على مكتبه الذى يطل على سفح النيل، فهنا مخاض الأفكار المتميزة، والعديد من الأعمال الجريئة والتى فجرت قضايا تهم الوطن والمواطن. «أديب» شخصية ثرية تطرح العديد من التساؤلات الإعلامية والسياسية والثقافية، ولكن مهما طال الحديث تجد رؤيته الثاقبة تفرض نفسها، ورغم نقاشنا فى العديد من القضايا التى لم يتح الورق مكاناً لكتابتها إلا أن رؤيته للحاضر وللمستقبل منحتنى الحق فى أن أجسده وأنقله إليكم.. عميد برامج التوك شو فى مصر وتمثل مدرسة إعلامية تخرج فيها الكثيرون، إلا أنك توقفت فجأة ولفترة طويلة دون إبداء أسباب، ما سر غيابك واحتجابك عن الشاشة طيلة هذه الفترة؟ - ظللت مدة 11 عاماً متصلون أقدم برنامجاً يومياً على قناة «أوربت» خمسة أيام فى الأسبوع وهو أمر مرهق جداً، وعلى مدى هذه السنوات ظهرت قنوات وبرامج جديدة، ووقتها فكرت هل التواجد على الشاشة يضيف لى أم لا، فأنا من الشخصيات الذين يحاسبون أنفسهم، واكتشفت أننى يجب أن أتوقف عند هذه المحطة فى عمرى، لأظهر بشكل مختلف فتابعت شاشة التليفزيون ووجدت أننى لابد أن أعود برسالة مختلفة، بشرط ألا أدخل فى حالة شجار وتلاسن مثلما يحدث بين بعض القوى السياسية والتيارات الموجودة، ففكرت أن أقدم برنامجاً يعطى فرصة للمعلومة أكثر من الرأى وإذا طرح رأياً لا يكون رأياً واحداً ولكن عدة آراء مختلفة ويكون برنامجاً به محاولة للفهم وطريقة للاقتراب من الحقيقة. هل الثورة كانت سبباً لعودتك؟ - ظهرت أثناء ثورة يناير 26 مرة كضيف فى القنوات الفضائية لخوفى أن يتحول المشروع النبيل للثورة إلى حالة من الصدام والفوضى، ومن متابعتى للحدث نشأت لدى فكرة تقديم برنامج يعتمد على الحوار الهادئ فجاء برنامج بهدوء، ولكنى وجدت الأمور ساخنة ولا تستوعب أى نقاش هادئ بعدها سافرت إلى الخارج لمدة ثمانية أشهر إلى أننى وجدت مجالاً مفتوحاً أن يتقبل الناس الاستماع إلى أصوات أخرى غير صوت واحد لأن أزمة مصر دائماً إما حالة من التقديس للحاكم أو الثورة أو الانقلاب أو حالة من الكراهية لنفس الأشخاص، كراهية شديدة أو تقديس شديد، على عكس الموجود بالعالم الذى لا توجد به حالة الكراهية الشديدة التى تظهر على الشعب المصرى الآن، والذى سيطرت عليه غياب النظرة الموضوعية للأمور وهى آفة الشعب الآن. بحكم خبرتك الإعلامية هل توقعت نجاح البرنامج منذ لحظاته الأولى؟ - فى البداية وجد الجمهور حالة من الاستغراب، لبرنامج لا يوجد به خناقة، كما تعود فهو بعيد عن التوابل التى تعمدتها بعض البرامج، وكنت أعلم أن الجمهور حتى يعتاد على هذه الطريقة سيأخذ وقتاً طويلاً، وبعدها ظهر نجاح البرنامج من التقارير التى تقيس نسبة المشاهدة، بالإضافة إلى آراء الزملاء التى وجدت أنها إيجابية جداً، ثم الجمهور وبدأت أقابل الناس فى الشارع وفاجأونى بأنهم كانوا يرغبون بالفعل فى حوار هادئ معرفى، وجاءت ذروة البرنامج وقت تغطية الانتخابات وقدمنا الاستوديو التحليلى بشكل يومى وبدأ الناس يقبلون عليه بشكل كبير، وبمعنى آخر يقبلون على الموضوعية بدلاً من الانحياز لرأى بعينه، ونجحنا فى تجربة مناقشة الناس بدلاً من أن أمدحهم أو أسبهم وثبت أن الإنسان المصرى ليس بالضرورة أن يدخل فى مشاجرات كلامية أو منحازة مع شخص ضد الآخر. لماذا اتجهت فى برنامج بهدوء لتقديم حلقات متخصصة للكبار فقط عن الخيانة الزوجية وغيرها، وبعيدة عن تحليلاتك السياسية؟ - قدمت هذه التجارب من قبل على قناة الأوربت على الهواء من خلال برنامج منوعات وحققت نجاحاً وقتها، وعندما زادت حلقات برنامج بهدوء من حلقتين فى الأسبوع إلى أربع، وجدت أن الجمهور شعر بحالة من الإنهاك السياسى فالناس تتحدث فى كل لحظة عن السياسة لكن هناك قضايا أخرى من الممكن ألا تتحدث عن السياسة فيها ويكون الجمهور مهتم بها، بالإضافة إلى أنه هناك فهم خاطئ لكلمة سياسة، فالكلمة ليست نخبة ولا صراعات لكن مجالات الحياة تخضع تجاه السياسة فالتعليم والبطالة والعنوسة والطلاق والإدمان وزيادة حالات الخيانة الزوجية والتحرشات كلها فى علم الاجتماع السياسى الذى يرى ويحلل الظواهر الاجتماعية ويحاول أن يفهم منها أثر السياسة على الناس وتأثير الناس على السياسة، ففى محطات التليفزيون الأمريكية نرى أن البيئة وتلويث المياه قمة الجدل السياسى وأحياناً حاكم المدينة ينجح أو يخسر بسبب قضية تلوث لكننا للأسف لدينا فهم خاطئ للسياسة فكلما دخلنا فى الناس وهمومهم وبيوتهم وتفاصيل حياتهم نجحنا، وقدمت مؤخراً حلقة كانت عبارة عن تقارير مع المواطنين فى منطقة التوفيقية حول رأيهم فى إغلاق المحال فى العاشرة مساء، وفى رأيى أن هذا قمة السياسة، بالإضافة إلى أن الناس طوال الوقت لا تتحدث إلا فى ثلاثة موضوعات هى الثورة والدستور والأخونة، لدينا 280 قناة كل قناة تقدم خمسة برامج تنافس تلك البرامج، وتقارير نسب المشاهدة تؤكد أن المسلسلات التركية هى الأكثر نجاحاً بعدها برامج المسابقات الغنائية ثم البرامج الدينية غير السياسية، بالإضافة للكرة الممنوعة الآن وفى تاريخ المحطات الفضائية ستجد السياسة دائماً فى القاع، إلا إذا كان هناك شىء مختلف أو تقديم زاوية جديدة أو شخص لم يتحدث من قبل أو قدمت طريقة معالجة موضوعية أو قدمت معلومات جديدة للموضوع، فأنا أقدم سلعة للجمهور وهو من يختار. كثير من القنوات حاولت التعاقد معك فلماذا اخترت قناة ال«سى بى سى» دون غيرها؟ - لأننى وجدت فى تلك القناة ما أتمناه فهى قناة محترفة ولا تعبر عن حزب سياسى ومستقلة، وهو شرطى الرئيس، وبها الكثير من الزملاء الذين استمروا معى، وبها تنوع موجود، بالإضافة إلى أن الإدارة محترفة وفى أول لقاء بيننا شعرت براحة. لكن تردد أن السبب هو الشراكة الموجودة بين شركة جودنيوز والقناة؟ - لا علاقة لشركة جودنيوز بمجموعة قنوات ال«سى بى سى»، ولا حتى بنسبة قليلة فى الإنتاج، فالقناة شركة مملوكة لمجموعة من رجال الأعمال يديرها رجل الأعمال المحترم محمد الأمين ومشروع إطلاق قنوات الآن لا يدخل فيه إلا مجموعات قليلة فى العالم العربى التى تتمكن من تقديمه لأن صناعة التليفزيون أصبحت صناعة ثقيلة ومرهقة ولا يستطيع أحد أن يشارك فيها سوى الجديد. لك مقالة بعنوان «الكبسة أقوى من الكيماوى» تحدثت فيها على أن الشيف أصبح أشهر من مذيعى التوك شو وباعتبارك رائداً فى هذا المجال كيف تقيم برامج التوك شو الحالية؟ - لا أفضل أن أقيم زملائى فهذا خطأ عملى، لكن هناك ثلاث سمات تسيطر على التوك شو فى الوقت الحالى أولها أن الإعلامى تحول من فكرة أن يدير حواراً إلى أن يصبح طرفاً فى الحوار وعادة مدير الحوار هو جسر للتواصل وليس صاحب موقف يمليه على الموجودين، بالإضافة إلى أن الضيف والموضوع هما البطل فى الحوار وليس من يدير الحوار، ولكن ما يحدث الآن هو أن من يدير الحوار هو من يتحدث ويفرض وجهة النظر، فيسعى لإبداء الرأى وليس مناقشة الآخرين، ويمكن أن يكون هناك من يؤمنوا بتلك النظرية وهذا ليس عيباً ولكن أنا أؤمن بعدم التدخل فى رأى الضيف وعندما يكون لدى رأى أطلب بأن أظهر كضيف أو يستضيفنى أحد الزملاء كمواطن لأقول رأيى. مصر تملك كوادر إعلامية كبيرة ومع ذلك ريادتها تتراجع يوماً بعد آخر فى مجال الإعلام فى رأيك كيف تستعيد عافيتها؟ - العالم كله حتى يقدم صحافة حرة أو إعلاماً محترماً لابد أن يحافظ على مبدأ أن هذه الصناعة يمكن أن تجد لها استمرار فى المجالين المالى والاقتصادى والقوانين المنظمة لحرية تداول المعلومات، لكننا فى مصر حتى الآن مازلنا نقع تحت سيطرة الإعلام الحكومى الذى ابتعد عنه العالم كله ومازال عندما يريد أحد أن يتحدث فى ذلك يلقى العذاب، وفى مجال الصحافة أصبح الصحفى يلجأ أحياناً لتأليف الخبر وهذه أزمة خطيرة لأنه لم يعد ناقلاً خبر لكنه مخترعه، وهذا ضد مبادئ الصحافة وتضع البعض فى مكانة لا تليق، بالإضافة إلى أزمة أكبر فى الاحتراف الصحفى وهى مدرسة المصدر الواحد للخبر، ويكون إما مصدراً مجهولاً أو مصدراً يعبر عن وجهة نظر واحدة. هل تخش على حرية الإبداع فى الفترة المقبلة؟ - أنا لا أشعر بخوف على حرية الإبداع، لأن مصر دولة وسطية بها قوى متعددة تستطيع كل قوة أن تضبط انحراف التيار الآخر، فإن كان هناك تيار يريد أن يدفع الإبداع فى اتجاه معين فهناك تيارات أخرى تعيده إلى مساره الطبيعى والعكس صحيح، بالإضافة إلى أن ذوق الشعب المصرى قائم على فكرة الحرية فى ظل الاعتدال وهى طبيعة المشاهد المصرى منذ أن بدأت السينما الناطقة والمسرح وحالات قليلة جداً يحدث فيها شذوذ عن هذا الموضوع حتى عندما ظهرت دعاوى بعينها اقتصر المجتمع عليها ولم يستطع أحد أن يقف أمام الإبداع حتى بعض زملائنا النخبة والمتخوفين من كبت الإبداع أقول لهم: لا تستهينوا بقوتكم لأن مصر ليست دولة صغيرة ولا تنعزل عن العالم. ورغم ما يحدث فى إيران وأنا أدين فيها قمع الحريات وكبت الإبداع إلا أن السينما الإيرانية فرضت نفسها حتى على النظام الإيرانى، وأصبحت من أقوى صناعات السينما فى الدول الناشئة وافتتحت الأسبوع الماضى، أفضل معرض للفنانين التشكيليين داخل الدولة، كل هذه الأمور تقدم رغم الاعتقالات التى يقوم بها النظام ضد الكتاب والمفكرين، التاريخ يعلمنا أنه لا يمكن لأى أداة قمع أن تمنع الإبداع، وأتمنى أن تكون حركة المجتمع والمثقفين قائمة على فكرة الحوار والأخذ والرد حول قواعد أو عناصر حماية الإبداع من ناحية والحفاظ على أسس وقواعد وثوابت المجتمع من ناحية أخرى، أنا مبدع يمكننى أن أناقش أى موضوعات لكن ليس من الطبيعى أن أترك جميع الموضوعات فى الدنيا وأبدأ فى مناقشة الذات الإلهية فهناك بعض الشخصيات يختارون الموضوعات الصادمة بهدف الشهرة والإثارة، أنا قلق من طريقة تعامل جميع الأطراف سواء النخبة المثقفة أو القوى السياسية مع التصدى للإبداع لكننى غير متخوف على الإبداع نفسه. هل ترى أن جميع التيارات متساوية وقادرة على ضبط بعضها خاصة أننا نرى أن التيار الإسلامى بدأ يستفحل بشكل واضح؟ - أرى أن التيارات كلها سيئة لأن أزمة العقل المصرى تكمن فى أن جميع التيارات استيقظت وقررت أن تتربص ببعضها البعض وتدخل فى حالة من التشاجر الذى يؤدى إلى تفجير الموقف وأسوأ ما فى مصر الآن هو النخبة السياسية والفكرية لأنها ليست فى حالة حوار وجدل وهى حالة منطقية نتفق ونختلف فيها لكن هناك محاولة لإفشال الآخر لتصبح مقياس نجاح تيار هو قدرته على الحط من قدر أفكار خصومه، بل من الممكن أن يذهب بهم إلى القضاء أو السجن، وهكذا يتعامل مع الانتصار، فالجميع يعيش فى حالة ثأر شخصى، وإذا تدخلنا لعمل جسر بين الناس كيف يتحاورون يكون تيار العقل هنا غير مقبول لدى هذه النخبة فهم يتعاملون إما مع أو ضد وهذه الحالة دائماً تفجيرية لم تؤد على مر التاريخ إلى نجاح أى تجربة وللنظر إلى حالة الصراع الموجودة الآن بالنسبة لموضوع الدستور، به مسودة شبه نهائية موجودة، وعادة ما يكون هناك طرف قابلاً لها وآخر رافضاً، وكل يدافع عن موقفه لكن الحالة المصرية هى أغرب حالة فى التاريخ لأنها مرفوضة من التيارات ذات المرجعية الدينية لأنها تعتبر الجمعية متهمة بأنها شديدة الليبرالية لأنها حسب الادعاء هى أفكار دينية وليست ليبرالية بالقدر الكافى، نحن نعيش حالة من ثلاثية خطيرة، وهى الشك والتربص والتآمر وهى ثلاثية تسيطر على العقل المصرى ولا تجعل لدينا القدرة لأن نجلس مع الطرف الآخر نعترف بأن لكل منا أفكاره لكننا شركاء فى الوطن وأصحاب مصلحة ويجب أن نخرج من النفق المظلم ومن الأزمة الاقتصادية الخاصة ونعيد بناء البلد، ولا مانع من أن يحتفظ كل منا بآرائه. وما الحل من وجهة نظرك؟ - لدى ثلاثة نماذج لحل الأزمة الأول الإسلامى وهو الذى فعله النبى محمد صلى الله عليه وسلم عندما فتح مكة وهو صاحب الدعوة الإسلامية وهو نبى ورسول وقائد اضطهده على مر التاريخ أهل مكة وهم كفار، ووصل شكل الصراع بينهما إلى قمته ومع ذلك قال لهم: ماذا تظنون أنى فاعل بكم فردوا أخ كريم وابن أخ كريم فقال لهم اذهبوا فأنتم الطلقاء وخيركم فى الجاهلية خيركم فى الإسلام ومن دخل داره فهو آمن ومن دخل دار أبوسفيان فهو آمن ولم يقل محمد صلى الله عليه وسلم أن أبا سفيان فلول أو خالد ابن الوليد الذى قتل المسلمين فى موقعة «أحد» وراح يقف بجانبهم فى باقى الغزوات بمعيار 2012 فلول، فالإسلام يجب ما قبله، والثورة تجب ما قبلها وهذا لا يعنى أننى أطالب الناس بأن تترك حقوقها لكن أطالبهم بأن ينظروا إلى مصر. وماذا عن النموذج الثانى؟ - فى جنوب أفريقيا ظلت الحرب العنصرية 300 عام يضطهد الأبيض فيها الأسود واستطاع نيلسون مانديلا بعد 27 عاماً اعتقالاً أن يتحرر ويخرج من السجن، وفى هذا النموذج الحل أن نقدم نوعاً من العدالة الانتقالية ونطبق فكره ونغلر لكن لا ننسى من أخطأ فيحاسب بالعدالة فلا دفاع عن إجرام، فلا يمكن أن نعيش بطريقة أن تتوقف الحياة حتى يتم حسم الماضى فهذا حرام لكن الحياة تستمر ويجب ألا يتم تأجيل التاريخ وإيقاف مشهد التاريخ لحين بحث ما حدث فى الماضى. وكيف نستفيد من النموذج الثالث؟ - هو لحالة رواندا الأفريقية وهى دولة لا تملك تاريخاً سياسياً أو عمقاً حضارياً مثل مصر ومع ذلك سكانها 11 مليوناً دخلت فى التسعينيات فى حرب بين قبيلتين كبيرتين أدت الحرب إلى استشهاد مليون مواطن أى 9٪ من أهل الدولة وليس 600 من 85 مليون مواطن ومع ذلك أقاموا محاكمات مصالحة وطنية والآن رواندا من أفضل الدول فى أفريقيا من ناحية البناء والتنمية والصراع القبلى جعلهم يفكرون فى الدولة الموحدة والنظر للمستقبل وتخلصوا من آلام الماضى. برأيك.. إلى أى من تلك الحلول تسير مصر؟ - للأسف مصر قررت أن تتجه إلى الحل الصومالى وهو أن نظل نضرب بعض حتى نموت جميعاً ونتحول إلى شيع وقبائل ونقف فى وجه بعضنا، ونحن فى حالة تفكيك الدولة والدولة تتداعى وهذا لا علاقة له بالحاكم ولو جاء مجلس أمناء دول الاتحاد الأوروبى بكل عبقريته لن ينقذ مصر لأن بها مشكلة مجتمعية أن المجتمع قرر أن يلغى الدولة والحكومة ويأخذ حقوقه بيده، كل طرف محق فى مظالمه لكن إذا قررنا جميعاً أن نهب فى يوم واحد لنحقق مطالبنا ونعتقد أن الدولة ستلبى فهذا فى الأحلام، والدولة فى النهاية هى الصندوق الذى يتلقى كل العوائد وعمليات الصرف وفى النهاية من يمول تلك الجهات، نحن دولة غير منتجة ولكننا مستهلكون من الطراز الأول ف85 مليون مستهلكين ومصادر الدخل تقوم على قناة السويس وعائدات المصريين فى الخارج والسياحة وتصدير بعض الغاز والمنسوجات وفى نهاية الأمر لو أغلقت قناة السويس وأعلنت الحرب فى مصر على السياحة، وتوقفت أموال المصريين من الخليج تغلق مصر ويكون نهاية الأمر أزمة، انتقلنا من حالة فيها فراعنة يسخطون الشعب إلى حاكم ينافق الشعب، هذا أو الانتقال الحاد من حالة قهر الناس إلى حالة ممالأتهم فى أى شىء، إذا أردنا أن يكون فيه دولة لابد أن يكون هناك رئيس، نحن نعيش فى حالة «حول سياسى» قامت ثورة لتسقط النظام فأسقطتنا الدولة، وتركنا النظام وعلينا جميعاً أن نحافظ على السيادة والسيطرة وهيبة الدولة وتحقيقها للاستقرار والأمان والعدالة والحفاظ على الأمن الوطنى والأمن الإقليمى للبلاد وصيانة الشعب وأراضيه. كيف ترى معدل النمو الاقتصادى المصرى الآن؟ - مصر تعانى أزمة حقيقية فى اقتصادها ولا أحد ينظر إلى تلك الكارثة، فمعدل التنمية فى مصر يتراوح ما بين 1.4٪ وحتى 1.5٪ وحتى نخرج من الأزمة لابد أن نحقق معدل تنمية 8٪ على الأقل، وهذا هو الهدف الأسمى الذى يجب التفكير فيه والمشكلة أن كل القضايا الموجودة قررنا أن نتفرغ لها ونترك الإنتاج فالقضية الاقتصادية هى أصعب القضايا ولابد أن تحقق مصر معدل تنمية مستدام لا يقل عن 8٪ لمدة 10 سنوات متصلة، هذا هو الإنقاذ الحقيقى بكل أشكاله. أثناء حوارك للدكتور محمد مرسى سألته بالنص: «هل تقدر الابتلاء اللى انت داخل عليه» ماذا قصدت بهذا السؤال؟ - أى رئيس ممن ترشحوا لمصر حتى لو كان رئيساً من الخارج لابد أن يكون ملماً بالظروف الاقتصادية والمطالب الفئوية التى تعيش بها مصر سيعيش فى ابتلاء عظيم ومسئولية كبيرة جداً ومن يحكم مصر الآن يحكمها فى ظل أدنى قدر من الموارد المتاحة وفى ظل أكبر قدر من التطلعات والمطالب ولا يوجد أى مساحة للصبر والناس تريد تحقيق المطالب الآن وليس غداً، وهناك استحالة فى ذلك بصرف النظر عن من هو الرئيس الحاكم هناك مشكلة أساسية كيف نريد أن نشيد بناء عظيماً فى ظل أزمة فى أرض، نحن نواجه مشكلة أساسية قبل أن نتحدث عن أداء الحاكم هناك إشكاليات أبدية كبيرة تبدأ من الوضع الاقتصادى إلى الاجتماعى إلى حالة الانفلات الأمنى وسقوط هيبة الدولة وحالة الهستيريا التى تنتاب النخبة إلى الصراع الإعلامى ما بين قوى مضاده وبعضها لبعض، إلى سوء استخدام حق التقاضى وإدخال السياسة فى القضاء ومنابر المساجد وهناك حزمة من الإشكاليات فى النهاية عندما تظهر يخرج الوضع الحالى الذى نعيش فيه، لذلك فلابد أن نسأل أى رئيس كيف يتعامل مع تلك الابتلاءات. وهل ترى أن الرئيس قادر على تحمل تلك الابتلاءات ويتعامل مع مصر كما يجب أن يكون؟ - أملك أربع ملاحظات حول الدكتور «مرسى» أولها أن الرجل صادق فى أنه يريد عمل شىء لبلده، أيضاً يعمل فوق طاقته من أجل هذه الدولة وأيضاً يستمع إلى جميع الأطراف أكثر من أى شخصية سياسية حكمت مصر فى الفترة الماضية، ويحاول التوفيق ما بين قوى شديدة التنافر والاختلاف من الليبراليين وحتى السلفيين المتشددين وبينهم الإخوان، ظلم شديد أن نحكم عليه بالإنجاز أو عدمه حتى الآن لكن العدالة أنه يحاول. ولكن النوايا الحسنة لا تكفى لحكم دولة فما رأيك؟ - جزء كبير من نجاحه أو عدمه يعتمد على ثلاثة أمور أولها قدرة جماعة الإخوان المسلمين أن تعطيه مساحة من الحرية فى أن يكون رئيساً لكل المصريين وليس معبراً عن إرادة الجماعة، أيضاً أن تتعامل التيارات الليبرالية معه كرئيس لكل المصريين وتدخل معه فى حالة حوار مفتوح بمفهوم التعاون على العناصر عليها وإذابة نقاط الاختلاف فيها، أيضاً المجتمع لابد أن يهدأ لإعطاء الرئيس فرصة للعمل، وهناك دول مثل ألمانيا بالاتفاق لا يوجدفيها إضراب لأنه فى النهاية لن يفرض أحد رأيه على الجميع، ولا يمكن لكل جماعة أو فرد أن يهدد فيستجاب لها، فإذا استجابت الدولة لكل مطالب الناس بصرف النظر عن قدرة الدولة أو عدم قدرتها أو مصداقية المطالب فلتطلق لنفسها شعار ما يطلبه المواطنون مثل ما يطلبه المستمعون، هناك أولويات للمجتمع يتم النظر إليها بمنظور الصالح العام، وهناك دولة لها موارد وقدرات موجودة تتصرف على أساسها لكن قهر 60 سنة والحصول على الحقوق فى 24 شهراً سيحدث رد فعل غريب. لكن البعض يصف قرارات الدكتور «مرسى» بالمتأرجحة ما رأيك؟ - لا أرى أن قراراته متأرجحة لكنه يتعامل مع مجتمع به شد وجذب بطريقة غير طبيعية، والقرار الذى يتخذه حسب ما يصل إليه من معلومات ويوافق عليه مستشاروه معتقدين أن هذا من مصلحة مصر وبعدما يتخذ القرار يكتشف بالتجربة أن هذا من غير الممكن وهذا ليس خطأه لكننا لابد أن نختار «ضحية» وننسى أن هناك منظومة حكم متكاملة، الرئيس والرئاسة والأحزاب والنخبة والإعلام ومؤسسات الدولة والقوى المؤيدة والمعارضة فى النهاية تجعل أى قرار صعب فالقصة ليست فى إصدار القرار ولكن فى عملية التوافق فنحن نعيش ليس فى مرحلة إنجاح القرار ولكننا نسعى لتعويقه، والغريب أننا لا نناقش القرارات لكن الهدف تعويقها وأى طرف يبذل كل جهده حتى يوقف المراكب السايرة للطرف الآخر. من خبرتك السياسية كيف ترى دور الجمعية التأسيسية للدستور؟ - الدستور فى العالم كله ليس وثيقة يمليها الفائز فى آخر انتخابات ولكن الدستور وثيقة توافقية يكتبها معبرون عن معظم المتفقين على المفترقات العامة فى المجتمع وليست مرتبطة بحزب بعينه أو حالة بعينها لكنه وثيقة مبادئ حاكمة تنظم العقل الاجتماعى والسياسى بيننا ولها عمر طويل وشكل أبدى موجود ومن الممكن أن تنطبق على الفائز اليوم أو الخاسر غداً، ولكن إذا كانت إملاء إرادة طرف على آخر فستكون وثيقة إذعان وليس وثيقة دستور، هنا يتجلى شكل الفهم المغلوط والأزمة التى نعيشها، بالنظر للجمعية التأسيسية للدستور والجدل الدائر حولها نفهم أزمة مصر. وهل هناك اتجاه لأخونته؟ - أزمة الجمعية فى طريقة تشكيلها فهى للأسف تعبر عن القوى السياسية التى فازت فى الانتخابات، وهذا خطأ فادح للجمعية التأسيسية لصياغة الدستور من المفترض أن تعبر عن القوى السياسية الفاعلة فى المجتمع وليس بالضرورة التى فازت فى الانتخابات فالمهم أن تكون معبرة عن كل قطاعات المجتمع والنقطة الأهم، هل من الممكن أن يكون الفقهاء الدستوريون فى مصر غير مشتركين فى الجمعية هذا أمر غريب، أثناء وضع دستور 1954 اختاروا خمسة من الفقهاء الدستوريين ووضعوا متن الدستور وبعدها ناقشتها الجمعية التأسيسية لكننا قررنا أن نجتمع لكتابة ورقة ورقة وهذا أمر غير منطقى وعبثى. هل اختيار الوزراء الجدد منذ وزارة الدكتور عصام شرف وحتى وزارة الدكتور قنديل من وجهة نظرك كان طبقاً للحاجة؟ - لا يعنينى اختيار الوزارة لكن السؤال أن الوزارة سلطة تنفيذية يجب أن يكون لها صلاحيات منذ الثورة وحتى الآن، لكن للأسف ولفترة طويلة لن يجرؤ أى مسئول تنفيذى أن يوقع على ورقة واحدة فيها وأهم شىء عند المسئول بعد تخوفه من المحاكمات والبلاغات للنائب العام التأكيد أن هذه الورقة التى يوقع عليها وقع قبله 99 ختماً من 99 جهة رقابية ويكون توقيعه فى النهاية إلى أن يحدث ذلك وإلى أن كل طرف يعترف بمسئوليته ستتوقف مصالح الناس. كيف ترى ما يحدث فى سيناء الآن؟ - مشكلة سيناء ليست لأنها أمنية ولا حماس ولا إسرائيل ولا تراثها القديم من الاضطهاد للشعب السيناوى وليست مشكلة إهمال قديم من الدولة المركزية لحالة سيناء لكن الأزمة فى سيناء وجود مجموعة عناصر متشابكة وأنا شخصياً لابد أن أخلق شيئاً اسمه وزارة مخصصة لسيناء والمشروع القومى لتنمية سيناء تدخل فيه كل الشخصيات فلابد أن أخلق هيئة عليا برئاسة نائب رئيس وزراء ليتحمل ملف سيناء بكل ما فيها. معظم الثورات فى العالم تكون إما ثورة جياع أو فساد كيف ترى الثورة المصرية؟ - الثورة بالنسبة لى 18 يوماً وهم أعظم 18 يوماً فى تاريخ مصر المعاصر نموذج لن يتكرر بالشكل الذى أدير به وخرج الثوار من ميدان التحرير لتسيطر على مصر قوى أخرى، لتسرق الثورة ومن يعتقد بأن الثورة مستمرة هو يضحك على نفسه لأن الثوار لم يعودوا موجودين، والثورة فى العالم كله هى فعل ضد القانون الحالى القائم لتخرج بإسقاطه لتبدأ فى بناء جديد لكن للأسف نحن خرجنا بالإسقاط لكننا لم نبن جديداً. هل يمكن أن تقوم فى مصر ثورة أخرى؟ - لا أرجو ذلك لأنه إذا أقيمت ثورة لن تكون ثورة نبلاء سلمية لكنها ستكون ثورة غاضبين جياع يستخدمون كل وسائل العنف المتاحة، خاصة أننا لدينا الآن عنصر جديد وهو عنصر السلاح، ففى يوم 25 يناير كانت حدود مصر مغلقة، ويتردد دخول 15 مليون قطعة سلاح من حدود مصر وما بين 30 إلى أربعين مليون خرطوش ذخيرة ووصلت نوعية السلاح إلى صواريخ ومضادات للدروع، وهناك غضب وسلاح موجود ودولة تستعيد قوتها ومازالت فى مرحلة رخوة، والذى أفضله ليس ثورة ثانية ولكن استقرار للثورة الأولى وإصلاح أن يعطى فرصة لإصلاح البلاد، فلا يمكن أن نظل طوال الوقت فى حالة احتكاك كامل. فى رأيك هل سيحظى الإسلاميون بأصوات كثيرة فى انتخابات مجلسى الشعب والشورى القادمين؟ - لا أعتقد أن قوى التيار الإسلام السياسى ستحصل على النسبة نفسها التى حصلت عليها فى المرة السابقة، والشىء الوحيد الذى يجعلها تحصل على تلك الأصوات لوحدث تدخل ما يسمى بالسلطات المحلية فى الحكم المحلى أو المحافظون الذين يميلون إلى هذه التيارات، لكن لو تركت عملية الحشد والتعبئة والتصويت للانتخابات البرلمانية لكل تيار بذاته واستطاعت القوى الليبرالية أن تنظم لها بشكل جيد وألا تكون خلافاتها مع بعضها من الممكن أن تتغير النتيجة، والنتيجة الأساسية ستظهر من خلال مدى رضاء الناس عن إنجازات الحكومة الحالية حتى الشهر الذى ستقام فيه الانتخابات. فى رأيك هل فقدت التيارات الدينية مصداقيتها على أرض الواقع؟ - كان هناك أمل كبير معقود على التيار الإسلامى السياسى، وحدثت وعود كبيرة فيما قبل انتخابات الرئاسة، قام الناس بعمل غير طبيعى وهو محاسبة الرئيس على أنه سيحل كل المشاكل فى مائة يوم وبدأت محاسبته على هذا الموضوع عندما تحدث انتخابات بعد 200 يوم بعد توليه السلطة فى ظل استحالة نسبية لتحقيق كل ما يتمناه الناس فى هذا الوقت فيدخل فى القضية مدى رضا الناس عن الإنجاز أو عدم الإنجاز. أكدت من قبل أن جماعة الإخوان المسلمين تحتاج إلى تأهيل هل مازالت فى حاجة لذلك؟ - فى هذا التوقيت مصر كلها تحتاج إلى التأهيل، ولكن فى رأيى أن الجماعة ظلت 84 سنة تحت الأرض وهى مثل أى شخص يأخذ منحنى تعلم السياسة من خلال إدارة تجربة الحكم لأن هناك فارقاً ما بين وجود تصور للسلطة وإصلاحها وبين الدخول فى معوقات السلطة ومشاكلها. الأحزاب فى زيادة مستمرة وكل شخص يريد أن ينشئ حزباً والشباب تائه بين ثورات وجمعيات ممولة من وجهة نظرك ماذا ينتظر شباب مصر فى ظل التعددية الحزبية؟ - أنا مؤمن بأن من حق كل جماعة أو تيار أن يشكل حزباً ولكن أهم شروطى لهذا الحزب ألا يكون عنصرياً ولا عنفوانياً أو يمارس العنف ولا يدعو لأفكار عنصرية تفرق ما بين طبقة وأخرى أو مذهب وآخر أو دين وآخر إذا توافرت تلك الشروط فى أى جماعة أو حزب فى ظل دولة القانون لن توجد مشكلة حتى لو كان حزباً يعبر عن أفكار مضادة لى شخصياً، لكن ما أخشاه أن يحصل حزب ما على رخصة تعطيه الحق فى التواجد القانونى ويرخص له أن يدعو للعنف فالدولة الحديثة فى العالم كله أحد ملامحها أن العنف مرخص تحت ظل القانون، فالوحيد الذى يحمل السلاح هو الشرطى وأجهزة الأمن لا يستخدمها إلا فى ظل القانون لكن يجب ألا تحمل الميليشيات للسلاح بحجة أنها حزب تحت أى مسمى وإلا ستنشأ حالة حزب الله فى لبنان وليس من حق أى قوة مهما كانت أن تهدد سلامة حدود البلاد أو تستدعى حالة حرب لا يريدها المواطنون فمن يريد الجهاد فليجاهد مع نفسه لكن مصر لا يمكن أن تدخل حرباً الآن تلك مسئولية القائد الأعلى للقوات المسلحة. إذا أتيحت لك الفرصة لمحاورة الرئيس السابق حسنى مبارك فى هذا التوقيت فماذا تسأله؟ - أتمنى لو تتاح لى الفرصة لمحاورة محمد حسنى مبارك ليكون أهم سبق صحفى لأسأله ثلاثة أسئلة مهمة جداً أولها لماذا لم تحل البرلمان السابق رغم علمك بأنه مزور وخرجنا جميعاً لنقول لك ذلك؟ لماذا فى فترة ال18 يوماً التى انطلقت فيها الثورة لم تكن عملية الاستجابة سريعة لمطالب المتظاهرين منذ اليوم الأول؟ والسؤال الأهم لماذا اعتبرت مطالبتى فى 2007 بالخروج الآمن أنها دعوة غير إيجابية ويستهان بها وكانت بالنسبة لك فرصة تاريخية تدخل من خلالها التاريخ وتكون حاكماً تغلق فترة حكمك وتفيد البلاد بحاكم آخر شريطة ألا يكون رئيساً من بيتك، ووقتها تمهد البلاد لانتخابات ديمقراطية يختار فيها الشعب وتكون زعيماً تاريخياً. هل أنت متفائل أو متشائم؟ - سؤال يزعجنى ويقلقنى، لست متفائلاً ولا متشائماً، ولكنى أسأل هل قررت النخبة فى مصر أن تكون مثل القنبلة التى قررت أن تفجر نفسها فى عناصر التفجير السياسى وقررت أنها بدلاً من أن تكون العقل الإبداعى المفكر لحل المشاكل أن تكون أساس المشاكل فى مصر، فالأزمة بالدرجة الأولى فى عقل النخبة التى قررت أن تمارس خلافاتها الشخصية وقراراتها الشخصية مع بعضها البعض دون أن تلتفت إلى وجود حلول إبداعية إيجابية للمشاكل التى تواجههم. نشيد القوي السياسية نقسم بالله العظيم نحن النخبة السياسية في مصر أن يدمر بعضنا الآخر، ويتهم بعضنا الآخر بالخيانة العظمي وعدم القدرة علي إدارة شئون البلاد وسنظل نقلل من قدر بعضنا البعض حتي نحول هذا الوطن إلي خراب. مشوار عماد أديب 1- إعلامي ورجل أعمال متزوج ولد عام 1955. 2 - تخرج في كلية الإعلام 1976 جامعة القاهرة. 3 - حاور الرئيس الراحل أنور السادات وهو في الفرقة الثالثة بكلية الإعلام ونشرت في جريدة «صوت الجامعة». 4 - التحق بجريدة الأهرام وتدرج في عدد من المناصب التحريرية والإدارية. 5 - تولي منصب مدير مكتب الشرق الأوسط بواشنطن. 6 - تولي منصب رئيس تحرير مجلة «سيدتي» العربية. 7 - رئيس مجلس إدارة شركة جودنيوز وتضم 7 شركات. 8 - قدم برنامج «عماد أديب مع أوربت» 11 عاماً. 9 - رفض منصب وزير الإعلام عام 2010. 10 - أسس سلسلة «الصحفيون المتحدون». 11 - كاتب مقال بجريدة الشرق الأوسط. 12 - أسس شبكة جودنيوز الإلكترونية. 13 - يقدم برنامج «بهدوء» علي قناة cbc منذ 2 فبراير 2012.