أكدت فرنسا رفضها وبشكل قاطع مشاركة إيران في المؤتمر الدولي المقترح بشأن الأزمة السورية "جنيف 2" والذى دعت إليه كل من واشنطن وموسكو. وقال فيليب لاليو المتحدث الرسمي باسم الخارجية الفرنسية في مؤتمر صحفي اليوم /الجمعة/ - أن بلاده "لا ترغب" فى مشاركة إيران فى المؤتمر الدولى المزمع عقده حول الأزمة السورية وذلك على الرغم من أن روسيا قد طالبت بمشاركة طهران. وأضاف أن الأزمة السورية تنعكس على المنطقة برمتها وتهدد الإستقرار الاقليمي وانه من الصعب أن نرى إيران التى تمثل أيضا تهديدا للاستقرار تشارك فى المؤتمر الدولى الذي يهدف للتوصل إلى حل سياسى للأزمة السورية. وتابع "الجميع يعبر عن مواقفه اليوم..وسنحاول التقريب فيما بينها للسماح للمؤتمر لإتاحة الفرصة لإنعقاد المؤتمر (جنيف2) بحضور الأشخاص المناسبين وبالشكل الصحيح، ليؤدى المؤتمر إلى نتائج مفيدة وفعالة". واعتبر المتحدث الفرنسى أن مسألة اختيار المحاورين للتفاوض خلال المؤتمر المزمع إنعقاده فى شهر يونيو القادم يعد نقطة رئيسية لنجاح هذا الاجتماع. وأوضح لاليو انه بالنسبة لفرنسا، فمن الواضح ان الائتلاف الوطني السوري (المعارض)، الذى يعد الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري، "هو في صميم المفاوضات"..مؤكدا أن باريس لن تتدخل لإختيار أسماء الشخصيات التى ستمثل المعارضة السورية فى المفاوضات المرتقبة "لإن هذا الموضوع يقرره الائتلاف السوري". وفيما يتعلق برؤية باريس للشخصيات التي ستمثل النظام السورى خلال المؤتمر الدولي..شدد الدبلوماسي الفرنسي على ضرورة أن يكون هؤلاء "ممن لم تلطخ ايديهم بالدماء". وفي السياق ذاته..قال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية أن الاجتماع الفرنسي-البريطانى-الأمريكى الذى استضافته باريس أمس /الخميس/ واليوم /الجمعة/ بمقر الخارجية على مستوى مديرى الإدارات السياسية بشأن سوريا "هو إجتماع ضرورى وبناء" ويأتى فى إطار الإعداد للمؤتمر الدولى "جنيف 2". وأضاف أن من أهم الموضوعات المطروحة والتى يتم مناقشتها الان "مصير (الرئيس السورى) بشار الأسد حيث ترى باريس انه لا يمكنه أن يشارك فى أى حل للأزمة السورية الجارية"..مشيرا إلى ما أكد عليه الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند أمس /الخميس/ من ضرورة اجراء مناقشات صريحة مع روسيا "لإقناعها بأن مصلحتها، ومصلحة المنطقة، ومصلحة السلام هو تنحي بشار الأسد والسماح إذا بقيام حوار بين المعارضة وأعضاء من النظام". وأعلن لاليو أن وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس سيشارك فى إجتماع مجموعة "أصدقاء الشعب السورى" المقرر الأربعاء القادم بعمان..متوقعا أن يركز هذا الاجتماع على الاعداد لمؤتمر "جنيف 2" بشكل أساسى بالاضافة إلى موقف الائتلاف الوطنى السورى المعارض من فكرة المؤتمر الدولى ومشاركة ممثلين عن نظام دمشق. وأضاف انه من المنتظر أن يناقش إجتماع عمان أيضا مستقبل الائتلاف المعارض ورئاسته وهيكله. وعما إذا كان قد تم تحديد الاجتماع الذى ستستضيفه باريس فى إطار الاعداد للمؤتمر الدولى بشأن سوريا..أوضح الدبلوماسى الفرنسى انه منذ ان تم الاعلان عن بدء المساعى لتنظيم مؤتمر "جنيف 2" فإن فرنسا تتجه نحو استضافة إجتماع فى هذا الصدد "ولكن لم يتم بعد تحديد تاريخه أو الشكل الذى سيكون عليه التنظيم"..مضيفا انه سيتم تحديدكل هذه المسائل بعد إجتماع مجموعة "أصدقاء الشعب السورى" بالأردن. وفيما يتعلق برفع الحظر الأوروبى عن توريد السلحة إلى سوريا..أوضح لاليو أن المناقشات لاتزال جارية بين الدول ال27 الأعضاء بالاتحاد الأوروبى..مذكرا بأن القرار فى هذا الصدد يتم إتخاذه بالإجماع. وقال ان باريس ولندن تواصلان مساعيهما لإقناع الشركاء الأوروبيين بضرورة رفع الحظر..وكشف عن وجود دول أوروبية غيرت موقفها بالفعل ولكنه رفض فى الوقت نفسه الافصاح عنها. وشدد المتحدث الرسمى باسم الخارجية على أن رفع الحظر على توريد الأسلحة إلى سوريا لا يمثل الحل بالنسبة للأزمة "والأولوية اليوم تكمن فى التوصل إلى حل سياسى".