كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن عودة جماعة أنصار الشريعة مرة أخرى لتضطلع بدور أمني في المجتمع الليبي عقب اتهامها في قيادة الهجوم على القنصلية الأمريكية في مدينة بنغازي في سبتمبر الماضي وتزايد الغضب الشعبي ضدها والذي أدى إلى اختفائها. وذكرت الصحيفة الأمريكية في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الأحد "يبدو أن عودتهم هذه كانت موضع ترحيب بين أبناء مدينة بنغازي حيث استأنفت الميليشيا مبدئيا دورها كحارس لإثنين من مستشفيات بنغازي الرئيسية الأسبوع الماضي كما انتقلوالمواقعهم مرة أخرى،ويقول السكان أن الجماعة تشارك في تنظيف المجتمع والعمل الخيري". ورأت الصحيفة أن الجماعات والميليشيات المسلحة التي بزغ نجمها عقب الثورة الليبية التي أطاحت بالعقيد الراحل معمر القذافي عام 2011، يعمل الكثير منها الآن باسم ميليشيات متحالفة مع الحكومة ومصممة على لعب دور أمني في ليبيا الجديدة. وقالت الصحيفة إن هذه الجماعات يبدو أنها الخيار الواقعى الوحيد في الوقت الحالي للتغلب على ضعف الحالة الأمنية التي تعانى منها مدينة بنغازي، ونقلت عن مسؤولي الصحة قولهم "لقد تدهورت الأوضاع الأمنية بصورة سريعة في مستشفى الجلاء في بنغازي، عقب أن غادرت عناصر أنصار الشريعة مواقعها كحارس للمستشفى، الأمر الذي أدى إلى اغلاق المستشفي لمدة أسبوعين، لاسيما عقب أن تعرض بعض الأطباء للتهديد تحت السلاح". وتابعت الصحيفة "وفي الأسبوع الماضي، تم إعادة فتح المستشفى مرة أخرى، ولكن فقط عقب أن استعادت قوة أمنية مكونة من عناصر تابعة لأنصار الشريعة موقعها كحارس للمستشفى مجددا،برغم من أنه كان سيكون من الأفضل لو أن وزارة الداخلية هي التي تتولى مسئولية حماية المستشفى". وأوضحت الصحيفة أن بعض السكان اقترحوا أن تقوم الحكومة في طرابلس بحث الميليشيات على الحفاظ على النظام في ظل أجواء الاحتفال بالذكرى الثانية للثورة الليبية والتي يكتنفها مخاوف متزايدة من ارتكاب أعمال عنف، الأمر الذي قد يشير إلى أن وجود هذه الميليشات العسكرية الليبية يعكس رغبة ملحة للحفاظ على الأمن في مناطق فشلت الحكومة في حمايتها.