ينفرد العدد الذى بين أيديكم من مجلة «الاهرام العربى» بملف «هدايا الأهرام»، ويذكر بالتفاصيل كيف أفسد الكبير الصغير، وكيف أجبر المسئول من هو أقل مسئولية فى الأهرام على ركوب سلم التبذير والإسراف صعودا والعسف بموظفى المؤسسة وحرمانهم من تحسين أوضاعهم هبوطا؟ ولماذا كانت الأهرام تعج بآلاف الصحفيين دون أن يعملوا بالصحافة ولا هم بحاجة إلى العمل فى تلك المهنة إلا للبرستيج فقط والتنطيط على زملاء المهنة؟ الأخطر فى ملف الهدايا أن المؤسسة مدينة بملايين الجنيهات وتقوم بإهداء آلاف الهدايا بملايين الجنيهات أيضا لكبار رجال الدولة إلى أن تحولت الهدايا إلى رشوة بمرور السنوات، وهل لنا أن نتخيل أن الأهرام منذ عام 1984 وهى تتبع «أسلوب الهدايا «لكسر عين من يتلقى الهدية أو جره ليكون جزءا من فساد المؤسسة التى بات فسادها يزكم الأنوف والقلوب والعقول، وبات أيضا الحديث عن «أفسدة الأهرام» إن جاز التعبير الأكثر تداولا من «أخونة الأهرام»، وهل تعلم عزيزى القارئ أن هدايا المؤسسات الصحفية الحكومية للنظام السابق تعدت أربعة مليارات جنيه، وأن زكريا عزمى رد مليونا و53 ألفا وخمسين جنيها للأهرام، وأن عهد عبدالمنعم سعيد هو الأغلى فى قيمة الهدايا المقدمة للنظام السابق، والغريب هو إهداء سوزان مبارك 13 طقم «بروش» وعقداً، ووصل ثمن الهدايا التى تلقتها سوزان من مؤسسات الأخبار والأهرام والجمهورية إلى 8 ملايين جنيه. وأن صفوت الشريف تلقى أول سيارة هامر عام 2009 من الأخبار وتم عرضها فى معرض للمؤسسة أخيرا .. والسؤال .. ما الفرق بين الهدية والرشوة، وهل ما تلقاه أى شخص من مؤسسات الدولة يحسب هدية أم رشوة؟ اللى يفهم حاجة فى انتظار رده ..