قبل أن يلقى الأهلى بقنبلته النووية الكروية على هيروشيما اليابانى فى عقر داره ووسط أنصاره، ويطيح بأحلامه فى النسخة التاسعة من بطولة كأس العالم لكرة القدم، كان بطل مصر وإفريقيا، يقهر أولا حالات القلق التى سيطرت على كل أفراد البعثة الحمراء بفعل الأحداث السياسية، والزلزال العنيف الذى ضرب مدينة ناجويا قبل مواجهة هيروشيما . الأهلى نجح في كتابة دستوره الخاص والتف حوله جميع المصريين على عكس ما تشهده الأجواءالسياسية من انقسام،ومليونيات «الاستقطاب» ما بين مؤيدين ومعارضين للإعلان الدستورى والاستفتاء على الدستور. كعادته دائما يسير النادى الأهلى المصرى عكس التيار، ففى ظل حالة من الاستقطاب السياسى فى مصر، وتظاهرات ومشاحنات ما بين مؤيديدين ومعارضين لقرارات الرئيس محمد مرسى والإعلان الدستورى والاستفتاء على الدستور، فضلا عن وقوع زلزال بقوة 7.3 ريخيتر بمدينة ناجويا، لم تكن الطريق ممهدة أمام الأهلى خلال خوضه أولى مبارياته أمام فريق هيروشيما فى بطولة كأس العالم للأندية التى تستضيفها اليابان، ونجح الفارس الأحمر فى تحدى تلك الصعاب وتغلب على أصحاب الأرض 2-1 ليدخل السعادة على قلوب العرب والمصريين. وبغض النظر عن نتيجة مواجهة الأهلى الصعبة فى الدور قبل النهائى مع كورنثيانز البرازيلى أقيمت والمجلة ماثلة للطبع فقد حجز الفارس الأحمر مقعده ضمن الأربعة الكبار فى مونديال الأندية، كما دخل النجم محمد أبو تريكة قائمة أكثر اللاعبين تسجيلا فى بطولات كأس العالم للأندية طوال تاريخها، بعد تسجيله الهف الثانى فى مرمى هيروشيما، حيث رفع رصيده إلى 4 أهداف، بعدما كان قد سجل ثلاثة أهداف فى نسخة 2006، ليعادل رقم الأرجنتينى «ليونيل ميسى» الذى سجل هدفين فى نسخة 2009، وهدفين آخرين فى نسخة 2001، والبرازيلى «دينيلسون» لاعب بوهانغ ستيلرز الكورى الجنوبى والذى سجل رباعيته فى بطولة 2009. ويملك أبو تريكة أفضلية على منافسيه، إذ تتبقى له فى البطولة الحالية مباراتان، إذ سيواجه كورنثيانز فى نصف نهائى البطولة، قبل أن يخوض المباراة الأخيرة قد تكون فى النهائى إذا فاز الأهلى، أو لتحديد المركزين الثالث والرابع فى حال الخسارة. كما حصد الأهلى 2 مليون ونصف المليون دولار حتى الآن بعد التأهل إلى قبل نهائى المونديال، وهو ما يعادل قرابة ال 16 مليون جنيه تقريباً، وهذا المبلغ مرشح للزيادة فى حال تحقيق مفاجأة والفوز على كورنثيانز البرازيلى. كانت مدينة ناجويا اليابانية التى خاض فيها الأهلى مباراتى هيروشيما وكورينثيانز البرازيلى قبل التوجه إلى طوكيو العاصمة لخوض آخر مباراياته اليوم السبت قد استيقظت على وقع زلزال عنيف ضرب اليابان فى الساعات الأولى من صبيحة اليوم، فيما ظل الجميع يحبسون أنفاسهم وهم يتابعون لحظة بلحظة أحداث التظاهرات والمليونيات التى تشهدها مصر، وكان اللافت للنظر أن كل أعضاء البعثة تجاهلوا تماما الكوارث الطبيعية فى اليابان، وتفرغوا فقط لمتابعة الأحداث السياسية فى مصر، ودارت العديد من الحلقات النقاشية للخاصة بين اللاعبين اللذين تجمعوا فى عدة حلقات داخل عدد من الغرف. ومثلهم مثل كل المصريين، تباينت واختلطت وجهات النظر فيما تشهده مصر من صراع سياسى كبير، وإن تعمد اللاعبون عدم الإفصاح عن وجهات نظرهم أمام وسائل الإعلام على خلفية تحذيرات سابقة من الكابتن سيد عبد الحفيظ مدير الكرة والكابتن حسام البدرى المدير الفنى .. وإن كان الأخير قد أكد فى أكثر من تصريح صحفى أنه لم يمنع لاعبيه من متابعة الأحداث الدامية وتظاهرات المؤيدين والمعارضين، لأنهم أولا وأخيرا مصريون، إضافة إلى قلقهم على أهلهم وذويهم، فيما أصدر محمود الخطيب، نائب رئيس النادى ورئيس البعثة فى كأس العالم فرمانا بمنع اللاعبين من الحديث فى السياسة خصوصا وقت التجمع لأداء الصلوات، وهو ما تم أثناء أداء البعثة لصلاة الجمعة، حيث طلب الخطيب أن تكون الخطبة بعيدا عن السياسة . وكان اللافت للنظر هو حرص اللاعبين على متابعة توابع مليونية “ الكارت الأحمر “ لحظة بلحظة عن طريق أجهزة جهاز “ الآى باد “ الإلكترونى، الكمبيوتر المحمول، فى الوقت الذى فتح فيه الجميع خطوط اتصالات هاتفية مع أسرهم وذويهم للاطمئنان عليهم . وكانت اليابان قد شهدت ضربة جديدة من إعصار تسونامى، بلغ ارتفاعها مترا واحدا شمال شرق اليابان، إثر زلزال وقع فى المنطقة بلغت قوته 7.3 درجات على مقياس ريختر. وبرغم قوة الزلزال فإن وسائل الإعلام اليابانية ذكرت أنه لم تسجل أى خلل فى المحطات النووية بالمنطقة..وأُطلق على إثره إنذار بحدوث تسونامي. ووصلت هذه الموجة إلى سواحل مدينة إيشينوماكى وهى المدينة التى سجلت فيها أكبر الأضرار فى زلزال 11 مارس 2011، الذى بلغت قوته 9 درجات بمقياس ريختر، مما أسفر عن وفاة آلاف الأشخاص وحدوث كارثة نووية فى منطقة فوكوشيما، حسب التفاصيل التى كشفتها السلطات اليابانية. وكان اللافت للنظر هو اهتمام كل وسائل الإعلام اليابانية بالأحداث الجارية فى مصر، أن تلك الأحداث كانت «مانشيتات» العديد من كبريات الصحف منها على سبيل المثال «اليابان تايم» وموقع «نيبون» الإلكترونى الحكومى اليابانى، والأغرب أننا فوجئنا أثناء التجوال فى مدينة ناجويا عبر مترو الأنفاق، وجود شاشات داخل المترو كانت تعرض مشاهد حية من التظاهرات فى مصر كما وضح جليا مدى تقدير اليابانيين لمصر شعبا وتاريخا، وهو ما يعكسه قيام أكثر من نصف مليون يابانى بزيارة مصر سنويا للسياحة.