رصدت "الأهرام العربى" علامات الأسى والحزن على وجوه السائقين في فرع رابطة سائقى القطارات بالقاهرة، من جراء حادث أسيوط الأخير، وتنشر المجلة في عددها الجديد الصادر السبت، أنهم حذروا من احتمال حدوث كوارث فى المستقبل لأن هيكلة وإدارة نظام السكة الحديد فى مصر خاطئ وفاسد على حد قولهم. أشرف ممتاز، أحد أعضاء رابطة سائقي القطارات قال أنه بعث خطاب سلمه بيده إلي وزير النقل المقال منذ عدة أيام قبل الحادث، حذر فيه وخصوصا فى البند الثانى من الخطاب من أن المنافذ الموجودة على طول شبكة السكك الحديدية غير مؤمنة، وبرغم أنه يصرف عليها مبالغ طائلة على سبيل الصيانة، فإن ذلك لا يؤدى إلى تطوير حقيقى أو صيانة سليمة، ومن ثم أموال مهدرة، وكان خط سير هذا الخطاب هو درج مكتب سيادة الوزير دون النظر أو الاهتمام، والذى لو اهتم قليلا لكان من الممكن تفادى كارثة مثل كارثة قطار أسيوط. أما السائق سيد رفاعى، أمين عام الرابطة وعضو مجلس الإدارة، فأشار إلى نقطة مهمة فى عهد الوزير الأسبق محمد لطفى منصور، وزير النقل الذى أراد أن يطور مرفق السكك الحديدية بإنشاء أربعة أقمار صناعية وأجهزة اتصال بها فى الجرارات على غرار أجهزة ATC الشبيهة بالصندوق الأسود فى الطائرة، وتم صرف مبالغ طائلة عليها ورميت بالمخازن دون عمل، لكن هناك مجموعة جرارات ديزل اشتراها نفس الوزير مجاملة لشركة أجنبية وهى جرارات سيئة. ويعلق السائق أشرف ممتاز على أجهزة الأقمار الصناعية بقوله: إنها أجهزة تتبع لكنها فى غاية الخطورة ولا تحتاجها السكك الحديدية، هى شبكة تليفونات محمولة داخلية خاصة بالمرفق بأكمله بين كل السائقين. أما أجهزة التتبع هذه خطرها أنها يمكن أن تكون أجهزة تجسس على بضائعنا المنقولة على القطارات، خصوصا إذا كانت معدات عسكرية، وهذا يضر بالأمن القومى المصرى، حيث إن القطارات ينقل عليها 90% من الاقتصاد المصرى بأكمله، وجميع معدات القوات المسلحة وأفرادها. وقال أشرف ممتاز أن أول مسمار تم دقه فى نعش السكك الحديدية هو مشروع الهيكلة عام 2008، الذى جاء به الوزير الأسبق محمد لطفى منصور، وقام بتفتيت الهيئة وتقسيمها إلى قطاعات بعدما كانت فى منظومة واحدة.