صدر حديثًا عن المركز القومي للترجمة، كتاب "كيف خسرت إسرائيل :الأسئلة الأربعة"، كتاب يفضح الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، ، تأليف ريتشارد بن كريمر، ترجمة ، تقديم ناصر عفيفي. يحمل الكتاب الكثير من الإدانة للسياسة الإسرائيلية الفظة ضد الفلسطينين على مدار سنوات الاحتلال التي تجاوزت 43 عاما لأن ذلك الامر بات معلومًا للقاصى والدانى ولم يعد بمقدور أكثر المدافعين عن إسرائيل والمؤيدين لها أن يجادل فى عدوانيتها المفرطة ووحشيتها غير المبررة ، و يقول المؤلف لو كان الإسرائيليون جادون فى السلام لأعادوا لأهل فلسطين كل أراضى الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية كدفعة أولى ضمانًا لتحقيق السلام. كما يهتم المؤلف بتوصيف عميق الجذور لاسباب هذا التشدد الاسرائيلى قائلا: لقد أصبح معظم جنرالات إسرائيل يفكرون فى مستقبلهم بعد التقاعد إما بقيادة الأحزاب السياسية أو المؤسسات العامة أو الشركات الخاصة، وبمجرد وصولهم إلى مراكز القيادة هناك ينقلون إليها ثقافتهم وخبرتهم العسكرية ويستخدمون وسائل القوة لحل المشكلات المادية طبقا للمأثور العسكرى فاذا لم يجدى استخدام القوة لحل المشكلة فمن الممكن إستخدام قوة اكبر، ولا يوجد ضابط فى اسرائيل وصل إلى رتبة جنرال من دون أن يفهم أن أعداؤه وأعداء إسرائيل هم العرب، وان استخدام القوة والقوة الاكبر هو الكفيل بحسم الأمور. وهكذا يفسر لنا السؤال الأكثر شيوعا كيف تتغير الحكومات فى اسرائيل ما بين تحالف يقوده حزب العمل واخر يقوده حزب الليكود دون أن تتغير نظرتهم نحو العرب وإمكان تحقيق سلام معهم، الحقيقة المرة هى أن قناعة الجنرالات العميقة هى أنه اذا دخل السلام فلا أحد يحتاج اليهم فى اسرائيل ولذلك يحاربون كل إمكانات احتمال السلام. أشار المؤلف ان الكتاب قد لقى بعض المعاملة الخشنة على الاقل فى امريكا، حيث تم تصنيفه على أنه معاد لإسرائيل وأن الصهاينة الأمريكيين الذين لا يشغلون أنفسهم بالحقيقة رأوا فيه مؤامرة دنيئة لتشويه الدولة اليهودية ولكنه يعتقد أن معظم القراء سوف يدركون عند قراءة الكتاب أنه يريد فرصة حقيقية لتحقيق العدل والسلام، وأن هدفه الوحيد هو أن يعيش الجميع حياه بلا خوف وأن هذا هو بالتحديد ما خسرته اسرائيل... معيشة أفضل لشعبها.