المسحراتي هي المهنة الرمضانية الخالصة، فهو ينادي عباد الله تسحروا فإن في السحور بركة مع حكي السير الشعبية التي يعشقها المصريون وينادي كل شخص باسمه، ومهنة المسحراتي اخذت بعدا فنيا عند كثير من الفنانين التشكيليين، فمسحراتي طه قرني الشهير (بفنان الشعب) يسير في القرية وهو يحمل الطبلة ويرتدي العباءة، كأنه رمز لشيخ القرية وحوله الأطفال فرحون حاملون فواسينهم لإيقاظ الناس للسحور، فهو من الأعمال الإبداعية التي يستلهم فيه أجواء وروحانيات الشهر الكريم. نتذكر مسحراتي محسن أبو العزم برؤيه كاريكاتيورية مثيرة للبسمة تجذب الناظر إليها بروعة التصوير ومصداقية التعبير المسحراتي العجوز، والطفل الذي يحمل الفانوس الصفيح الذي يشع نورا يعكس ابتسامة الطفل، فاللوحة تتميز بأن لها بعدا دراميا وفهما لكل التفاصيل من خلال الانفعالات والملابس وتناغم الألوان والخلفيات التي تتألق بالأضواء والزينة في الحارة المصرية. فنجد صوت المسحراتي ما زال يعلو في بعض شوارع وحواري المحروسة، نراه في إبداع نادية سري في تصوير المسحراتي يحمل طبلته ويرافقه ولد صغير يحمل الفانوس وهو يجوب في الشوارع ليوقظ الناس وألوان الليل البهية التي تغلب عليها اللون الأزرق توحي بالسكينة والهدوء في صورة إبداعية مكتملة. أما بائع العرقسوس فتناوله بعض الفنانين وهو يحمل الإبريق الزجاجي بحزام عريض يحيط خصره، وأشهرها لوحة بائع العرقسوس لمحمود سعيد الذي كان يجلس علي أحد المقاهي بجوار المرسي أبو العباس، وأعجب ببائع العرقسوس واتفق أن يرسمه علي مدار ثلاث جلسات فنية، وتميزت هذه اللوحة بالبعد الثالث وإبراز الإضاءة والأشكال بلغة تشكيلية معاصرة. لفنانا عادل حسني بصمته الخاصة فلوحته بائع العرقسوس يتوهج فيها اللون الأحمر مع الأخضر، وقد توحد اللونان مع الخلفية بنفس الألوان مضافا إليها الأبيض البرىء لتكتمل الصورة.
الكنافة والقطايف ويعيد الفنان الفطري مصطفي العزبي، أحد أبناء بورسعيد صورة للفلاحة المصرية وهي تعجن العيش في دارها، قبل الإفطار وصورها الفنان ببساطة وتلقائية وتعلو وجهها نظره تفاؤل بساعة المغرب والإفطار الشهي اللذيذ. ويطل علينا الفنان محسن أبو العزم بلوحة أخري وهي صانع الكنافة وحوله الأطفال والكبار في تكوين رائع وخلفية الحارة المصرية وهي تعيش أجواء رمضان.