خط الفن التشكيلي بريشته أهم مظاهر شهر رمضان الروحانية, التي ارتبطت بوجدان الشعب المصري علي مر العصور, وتعرض أغلبيتها للاندثار بفضل التطور التكنولوجي.. فاختفي صوت المسحراتي في الحواري والقري, وانسحب الفانوس المصري التقليدي بعد منافسة مع الصيني.. وفقد صانع الكنافة اليدوية مهنته أمام زحف الأفران الصناعية, وغيرها من المظاهر التي اختفت واستطاع الفن التشكيلي تخليدها. حلقات الذكر من أهم مظاهر الاحتفال بالشهر الكريم حلقات الذكر وزيارات اولياء الله, وتناولها تشكيليون برؤية مختلفة, من أهمهم الفنان الراحل محمود سعيد فقد أطلق علي لوحته الأولي الدراويش دراسة ألوان زيتية, رسمها في عام1928 وضمت ثلاثة دراويش في حلقة ذكر صوفية, وفي عام1929 رسم لوحة ثانية بعنوان الدراويش- المولوية وتضم عددا من الدراويش بزيهم الأبيض وطرابيشهم الحمراء الطويلة, يرقصون داخل تكية علي شكل دائري, كما رسم لوحة بعنوان بائع العرقسوس, أما الفنان بيكار فسجل في لوحته رمضانيات حلقات الذكر والإنشاد الديني المرتبطة بليالي رمضان. الأحياء الشعبية كان علي الدسوقي من أكثر الفنانين تأثرا بالمظاهر الاحتفالية الرمضانية, وأحياء القاهرة القديمة نظرا لنشأته في حي الأزهر, فرسم عدة لوحات منها بائع الكنافة والفول كما عبر بريشته عن مظاهر الاحتفال بأعداد كعك العيد. وقام الفنان سيد سعد الدين برسم لوحه رائعة لبائع الفول يجتمع فيها عنصرا التلخيص والمبالغة, ومن أشهر من تأثر بمظاهر الاحتفال الرمضانية الفنان عمر النجدي الذي عبر عنه بالعديد من اللوحات أما الفنان عادل ثابت فلاتزال البيئة المصرية الشعبية هي مصدر الإلهام الرئيسي في أعماله حيث صور الدراويش, التنورة, مراسم الأفراح الشعبية, الرقص بالتحطيب,وكذلك العديد من المشاهد اليومية المرتبطة بالحارة المصرية. كما تأثر الفنان عمر عبد الظاهر بمظاهر الحياة في بلاد النوبة, والموروثات الشعبية والحياة الريفية في جنوب مصر, ظهر ذلك جليا في لوحاته الرمضانية منها المسحراتي ومائدة الرحمن والعديد من الأعمال التي ارتبطت بنشأته في أسوان, كما قدم الفنان عادل حزين لوحة بعنوان قهوة الفيشاويوهي من الأماكن المشهورة بليالي رمضان. ومن مظاهر رمضان التي جذبة إنتباه الفنانات عطيات السيد وهالة أيوشادي, الفانوس الذي رسمته إيضا بالحياة وفي لوحات تجريدية وغيرهم كثيرون قدموا أعمالا ستظل دائما تذكرنا بتقاليد اندثرت ومظاهر رمضانية في طريقها للانقراض.