تخصيص قاعة «المقعد» لعرض مقتنيات الفنانة إنجى أفلاطون الأمير تزوج بنت السلطان قلاوون وأصيب بالعمى فى أواخر حياته
يقف التاريخ أمام عظمة وشموخ من قاموا بتشييد أعظم المبانى التى نشعر بدفئها من حولنا .. وعن حكاية بيتنا أو قصرنا فى هذه الجولة سنرى تاريخًا حافلًا بأحداث كثيرة، وللتعرف أكثر على قصة صاحب قصر الأمير طاز وما تعرض له من إهمال ونسيان لسنوات وسنوات. يقول د. محمد رشاد مدير عام مناطق آثار جنوبالقاهرة.. يقع قصر الأمير طاز بمنطقة الخليفة بالقلعة فى شارع السيوفية المتفرع من شارع الصليبة.. أنشأه صاحبه يعتبر الأمير سيف الدين طاز بن قطغاج، أحد الأمراء البارزين فى عصر دولة المماليك البحرية، والذي بدأ ويظهر اسمه خلال حكم عماد الدين إسماعيل بن الناصر محمد بن قلاوون (1343 – 1345م) إلى أن أصبح في عهد أخيه الصالح زين الدين حاجى أحد الأمراء ممن بيدهم الحل والعقد فى الدولة في ذلك الوقت.. كما ترقى أثناء فترة حكم السلطان قلاوون العديد من المناصب، وتم تخصيص أرض كبيرة له ليقوم فيها ببناء هذا القصر الذى شيده له هو وزوجته ابنه السلطان قلاوون التى سمح له السلطان بزواجه منها ليقترب منه أكثر .. وفى آخر فترة حياته تعرض للسجن وفقد بصره فى الإسكندرية. أما الآن فهناك بروتوكول تعاون بين وزارتى الآثار والثقافة لاستغلال القصر للأنشطة الثقافية والفنية وإقامة حفلات الإنشاد الدينى بساحته. وعن مراحل الترميم يقول رشاد، تم استكمال نسبة 90٪ من مراحل الأعمال والإنتهاء من ترميم الواجهات والحوائط الداخلية ووضع مشروع نهائى للإضاءة. فقد مر القصر بعدة مراحل وتحديداً بعد مرور 500 عام على بنائه قررت الحكومة الخديوية أن تحيل القصر إلى الاستيداع وتحويله إلى مدرسة للبنات وكانت هذه فكرة على باشا مبارك أحد رواد التنوير فى هذه الفترة، لكن لم تمض بعض السنوات حتى قامت وزارة التربية والتعليم بإغلاق القصر فلم يكن إغلاقه سبباً لترميمه والحفاظ عليه بعد الأضرار البالغة التى حدثت وإنما لتحوله إلى مخزن رئيسى للكتب الدراسية والسيارات التى تم تكهينها بداخل القصر وتخزين أطنان من الخردة به. وقد تضرر كثيراً أثناء أحداث الزلزال فى عام 1992 وساءت حالته بشكل شديد الخطورة بعد تهدم أعمدته وأركانه . وبعد كل هذا قررت أخيراً وزارة الثقافة الرأفة بحالته ووضع خطة ترميم كبيرة لإنقاذه من حالة الإهمال الشديد التى تعرض لها, وكان الجميع مبهورا بعودة الحياة له من جديد فعمليات الترميم التى حدثت به لا يمكن وصفها لنكتشف من خلالها خبايا وجمال هذا القصر الفريد. ويقول محمد حميدة، مدير قصر الأمير طاز، تبلغ مساحة القصر الإجمالية أكثر من 8000 متر مربع وهو عبارة عن فناء كبير فى الوسط مخصص به حديقة تتوزع حولها المباني من الجهات الأربع الرئيسية للقصر والفرعية، وأهمها جناح الحرملك والمقعد أو المبنى الرئيسي المخصص للاستقبال واللواحق والتوابع والإسطبل. ويعتبر المدخل الرئيسى للقصر عبارة عن كتلة متماسكة تبدأ بممر مستطيل له باب من خلفه واحدة فى نهايتها قبو وعلى جانبيه مدخلان، يفتح كل منهما على فناء مستطيل هو صحن القصر وهذا المدخل الكامل يطل على شارع السيوفية. كما يوجد للقصر مدخل فرعى يطل على حارة الشيخ خليل وصفته الكتابات والوثائق القديمة بأنه باب سرى وللقصر قاعة سفلية رئيسية تم ترميمها بالكامل جدرانها مغطاة بطبقة من الجص الذى يتناسب مع الحجارة التى بنيت بها القاعة فى الأصل. أما الجزء الخاص بالحرملك فهو يطل علي الفناء أو الحديقة بمجموعة من الشبابيك المصنوعة من الخشب «البغدادلى» التى تعد تحفة فنية فريدة وتعلوها ثلاثة شبابيك مستديرة وهي التى تعرف بالقمريات وبالقصر إيوانان أحدهما فى الجهة الشمالية والآخر فى الجهة الجنوبية والإيوان الشمالى مربع يغطيه سقف ذو زخارف هندسية ونباتية. وكان من أهم الترميمات التى تمت بالقصر أماكن الحمامات فى الدورين الأرضى والعلوى وهى ذات أسقف جبسية تعلوها قباب صغيرة.