الشيخ طه الفشني والشيخ النقشبندي ومحمد الكحلاوي وأحمد التوني والشيخ أحمد عبد الفتاح الأطروني والشيخ ياسين التهامي، من أشهر الأسماء التي لمعت في عالم الإنشاد الديني، بل جعل العامة يرددون أناشيدهم في حب الله ورسوله الكريم وآل بيته، وكما اشتهر الرجال في ذلك المجال منذ مئات السنين أيضا لمعت أسماء منشدات سيدات في مدح النبي عليه أفضل الصلاة والسلام، ومنهن فاطمة سرحان وخضرة محمد خضر ونادية الهلالي الملقبة بمادحة الرسول، وأيضا السيدة أم كلثوم في بدايتها وسنوات عمرها الأولى كانت منشدة دينية، تعلمت من والدها إلى أن احترفت الغناء. والإنشاد الديني هو الفن الغنائي الذي يتناول موضوعات في حب الله وذكره والتسبيح له ومديح الرسول وآل بيته، وقد ذكرت كتب التراث بأن بدايته كانت مع بداية الأذان، حيث كان بلال المؤذن يجود فيها كل يوم خمس مرات، ويرتلها ترتيلا حسنا بصوت جميل جذاب، ومن هنا جاءت فكرة الأصوات الندية في التغني بالأشعار الإسلامية، ثم تطور الأمر على أيدي المؤذنين في الشام ومصر والعراق وغيرها من البلدان، وأصبحت له قوالب متعددة وطرائق شتى، ففي عهد الأمويين أصبح الإنشاد فنا له أصوله، وضوابطه، وقوالبه، وإيقاعاته، ولكنه تطور في عهد الفاطميين لاهتمام الدولة بالاحتفالات المجتمعية، فهم أول من أقاموا الاحتفال برأس السنة الهجرية، وليلة المولد النبوي الشريف، وليلة أول رجب، وليلة الإسراء والمعراج، وليلة أول شعبان ونصفه، وغرة رمضان، ويوم الفطر، ويوم النحر، وهم الذين قاموا بالاحتفال بمولد أمير المؤمنين على بن أبى طالب، ومولد ولديه الحسن والحسين والسيدة زينب والسيدة فاطمة .
أما تلك السيدة التي تعرف بإنشادها داخل حرم السيدة زينب صاحبة الوشاح الأخضر التي يعرفها الجميع داخل المسجد والمقام وخارجه عند الباعة والشحاذين باسم (أم عبد الرحمن ) عاشقة حضرة الست أم هاشم ومنشدة المقام، تلك السيدة اعتادت الذهاب يوميا الي المسجد وبخاصة ضريح السيدة زينب تردد اناشيد المدح لها وللرسول الكريم، دون انتظار شهرة أو مال، ويهتز لسحر صوتها كل من يسمعها طربًا وذكرًا لله داخل المقام وخارجه من النساء الوافدات من كل مكان، للتبرك بحفيدة الرسول الكريم واللجوء إليها في الشدائد والأزمات بقصد الدعوي المستجابة، وكذا من الرجال، ليكون صوت أم عبد الرحمن كأنه ضمير المكان وصداه، ليعبر عن أنين المحتاجات والمحتاجين من المريدين وزوار المقام، فتنسي أحيانا الزائرات الوقت لتظل تستمع الي ترتيل المنشدة لوجه الله، كما تحب أن يطلق عليها حتي يضطر عمال وخدام المسجد أن يخرجوا الزائرات بالإلحاح لترك المكان لزوار جدد بسبب زحمة المكان للاستماع لصوتها العزب الرخيم.
ترتدي عباءة سوداء ودائما الوشاح الأخضر، وتسكن في منطقة مصر القديمة لتكون أقرب ما يمكنها، لحبها وعشقها وهو مقام الست الطاهرة .. هكذا تقول .. سألتها فأجابت: بدأت رحلة عشقي إلي مقام السيدة زينب منذ 17 عاما، حيث جاءتني رؤية بزيارة حفيدة الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام والمكوث في مقامها من يومها، وجدت نفسي كالتى أخذتنى النداهة، وأصبحت لا أستطيع البعد عنها مطلقا لأجد نفسي آتي إليها يوميا من قبل الظهر لكي «أصبح»عليها وأصلي بجوارها الظهر، وأظل أنشد في حبها وحب الرسول وحب الله حتي صلاة العصر ثم أذهب إلي بيتي وأعيد الكرة يوميا، وحتي ذلك الوشاح الأخضر الذي أرتديه وأشتهر به فقد أمرت بارتدائه في رؤية هو أيضا ولا أخلعه أو أرتدي غيره. لا أنشد سوي في مسجد السيدة أو في مواليد آل البيت ومنهم سيدنا الحسين والسيدة نفيسة العلم والست رقية والسيدة عائشة والسيدة فاطمة كل في موعد مولده فقط حبا في الرسول الكريم وآل بيته دون أي أموال أو انتظار شكر أو شهرة من أحد، وباقي الوقت أوجد في حضرة الست أم هاشم، وقد طلب مني كثيرا الذهاب إلي الحفلات وليالي الختمة، ورفضت الظهور في التليفزيون والفضائيات، لأنني أغني لوجه الله ورسوله ولا أبغي سوي رضاهم، وأجد نفسي عندما أنشد في حبهم، ولا ألوم من ينشد مقابل المال فهو حر ولاعيب فيه. لم يعلمني أحد الإنشاد ولا يوجد أحد من عائلتي له صله بهذا المجال، ولا أغني تواشيح أو أناشيد أحد سوي نشيد (قمر سيدنا النبي قمر) ولا أعلم من صاحبه، وباقي الأناشيد هي نتاج استرسال مني في حب الله والرسول والست زينب الكبيرة، فأجد الكلام يخرج من فمي دون ترتيب أو استعداد، ومن تلك الأناشيد التي أنشدها في حضرة الطاهرة نشيد يقول: لو جابوا سلاسل وكتفوني حبك في قلبي وجوة عيوني يا ستنا زينب يا رئيسة الست الكريمة المشيرة الست الكريمة الرئيسة الست زينب المشيرة حبك نساني أهلي حبك نساني أهلي وأولادي ودنيتي لو جابوا سلاسل وكتفوني حبك في قلبي وجوة عيوني يا سيتنا زينب يا رئيسة