أكدت د.حنان يوسف، المدير التنفيذي للمنظمة العربية للتعاون الدولي وحبيرة الاعلام الدولى بجامعة عين شمس، أنه رغم الأعداد المتنامية للأشخاص ذوي الإعاقة في عالمنا العربي إلا انه مع الأسف نجد أن الأعلام العربي مازال عاجزا عن منح هذه الشريحة من المجتمع الاهتمام الكافي وغالباً يتم تصوير المعاق بصورة سلبية مثل أنهم أشخاص خطرون وأشرار ، أشخاص عدائين غاضبون أو أشخاص مثيرون للشفقة والعطف، عاجزون وغير مهرة ، وفي أفضل الأحوال هم أشخاص مهرجون ومضحكون بشكل يدعو للسخرية ، حيث حاول الأعلام العربي استغلال الإعاقة سلبيا من اجل التأثير على المشاهد وقد انعكس ذلك سلبا على صورة المعاق في المجتمع وبالتالي علي حقوقه في الحصول علي فرصة عمل كريم ولائق وحقه في التشغيل . ودعت الدكتورة حنان يوسف والتي تشغل أيضا منصب مقررة لجنة شئون عمل المرأة بمنظمة العمل العربية تشجيع إطراف الإنتاج الثلاثة في دعم قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال دعم وبث مضامين إعلامية مكثفة تدعو الي الالتزام باتفاقية العمل العربية رقم 17 لعام 1993 والعمل على إزالة أي عوائق أو حواجز مادية أو معمارية يمكن أن تؤثر على حرية الحركة والانتقال من و إلى مكان العمل أو التدريب تمكينا للأشخاص ذوي الإعاقة من العمل كذلك تأكيد ضرورة أن يتمتع الأشخاص المعاقين بالحق في الضمان الاقتصادي والاجتماعي ، والحق في الحصول على العمل والاحتفاظ به ، وفي ممارسة مهنة مفيدة ، كما لهم حق الانضمام إلى نقابات العمل ، ولهم الحق في أن تؤخذ احتياجاتهم الخاصة بعين الاعتبار في كل مراحل التخطيط الاقتصادي والاجتماعي. جاء ذلك حلال أعمال الندوة العربية القومية التي عقدتها منظمة العمل العربية بالقاهرة برئاسة السفير احمد لقمان تحت عنوان تشغيل الأشخاص ذوي الإعاقة..حق لهم وواجب علي المجتمع بالتعاون مع المنظمة العربية للأشخاص ذوي الإعاقة برئاسة د.نواف كبارة . كما شهدت الندوة استعراض د.حنان يوسف لنتائج الدراسة الإعلامية التي أجراها مركز الدراسات بالمنظمة العربية للتعاون الدولي دعما لقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة مؤخرا تحت عنوان "معالجة الأعلام العربي لقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة وعلاقتها بتشكيل اتجاهات الجمهور نحوهم" وقالت حنان يوسف : الدراسة تم أجرائها علي عينة ميدانية واسعة متنوعة من الجمهور العربي بالإضافة إلي تحليل مضمون عدد من الأعمال الدرامية التي قدمت شخصية المعاق وذلك بهدف التعرف على نوعية القضايا المتعلقة بفئات المعاقين في الدراما التليفزيونية ، والسمات السلبية لشخصيات المعاقين في الدراما التليفزيونية و التعرف على مدى معرفة الجمهور بقضايا المعاقين . وأوضحت د.حنان ان من أهم نتائج الدراسة الدعوة إلي إطلاق ميثاق شرف إعلامي يلتزم بالمسئولية الاجتماعية تجاه تناول قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة ودور الأعلام في تشكيل اتجاهات الجمهور نحوهم، وضرورة إحداث بيئة إعلامية معلمة في كل بيت، وإثارة الوعي الاجتماعي بفئات ذوي الاحتياجات الخاصة وقضاياهم ، مع التأكيد على قيام الأعلام بدور ايجابي في تغيير نظرة المجتمع السلبية إلى نظرة ايجابية لقدرات الأشخاص ذوي الإعاقة حتى نؤمن حقهم في العمل والاندماج في المجتمع مع توجيه رسالة إعلامية قوية الي كافة الدول العربية نحو تكثيف جهودها في التوجيه والإشراف على برامج وسياسات التدريب المهني الموجه للأشخاص ذوي الإعاقة التي تتفق وقدراتهم واحتياجاتهم لاكتساب المهارات التي تمكنهم من المنافسة في الحصول على العمل اللائق والمناسب لهم. ولفت د.حنان يوسف النظر إلى أهمية الاهتمام بتدريب الإعلاميين علي إنتاج أعمال إعلامية جاذبة تعمل على تعزيز الجهود العربية الرامية لإدماج للأشخاص ذوي الإعاقة في العمل ومختلف أنشطة الحياة . والسعي لتوحيد هذه الجهود عبر مؤسسات وطنية وقومية تحقق الترابط والتكامل في الجهود والأهداف . وكانت الندوة القومية التي اختتمت أعمالها في القاهرة قد عقدت بمشاركة واسعة من كافة الجهود والهيئات العربية الحكومية والغير الحكومية المهتمين بقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة ، كما حظيت الندوة بتمثيل عربي كبير من قبل عدد كبير من خبراء قضايا وحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في العالم العربي.