تصدرت الاحتجاجات الليبية المتأججة ضد استمرار حمل الكتائب التي تشكلت للاطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي للسلاح، وسيطرة شباب وسكان مدينة بنغازى على مقرات للكتائب العسكرية وتسليمها للجيش الوطني صفحات كبريات الصحف الغربية الصادرة صباح اليوم الأحد. فقد ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن اندلاع تظاهرات شعبية واسعة النطاق في ليبيا للتنديد بوجود الميليشيات المسلحة في البلاد يؤكد في الحقيقة الفجوة الامنية الكبيرة التي تعاني منها ليبيا عقب سقوط النظام السابق. وقالت الصحيفة على موقعها الإلكتروني، إنه في الوقت الذي تعهد فيه المتظاهرون بالقيام ب"ثورة جديدة" من أجل تخليص أنفسهم من الميليشيات المسلحة والمتطرفين، حاولت السلطات الليبية تهدئة حدة الغضب الشعبي وأعلنت عن حاجتها لبعض هذه الميليشيات للحفاظ على الأمن في ضوء ضعف قوة الشرطة المحلية والجيش. ومن جانبها، رأت صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية أن سقوط اعداد قتلى ومصابين خلال الاشتباكات التي وقعت مؤخرا في مدينة بنغازي بين المتظاهرين ورجال الميليشيات المسلحة بجانب توعد قادة الميليشيا بالرد على الهجوم على معاقلهم وطردهم منها ينذر بقدوم المزيد من المشاكل إلى ليبيا. ومع ذلك، أوضحت الصحيفة على موقعها الإلكتروني أن وحدات تابعة للجيش الليبي والشرطة المحلية هي التي تسيطر حتى هذه اللحظة على معاقل الميليشيات الخاوية..مشيرة إلى أن ظهور لافتات مؤيدة للولايات المتحدة خلال هذه التظاهرات يعد أمرا غير شائع في البلدان العربية. وأضافت :"أن أغلب المتظاهرين أكدوا بالرغم من ذلك، فأن قدومهم جاء من أجل بنغازي وليس الولاياتالمتحدة، في حين رفع آخرون لافتات تحيي ذكرى السفير الأمريكي كريس ستيفنز، الذي قتل إثر هجوم شن على مقر القنصلية الأمريكية في بنغازي احتجاجا على بث الفيلم الأمريكي المسئ للنبي محمد صلى الله عليه وسلم. وفي السياق ذاته، سلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على المزاج العام في مدينة بنغازي الليبية عقب الاحتجاجات العارمة التي اندلعت ضد الميليشيات المسلحة وتمخضت عن طردهم من معاقلهم، وقالت "إنه أشبه بمزيج اختلطت فيه مشاعر الانتصار والحزن على من فقدوا أرواحهم جراءها". وذكرت الصحيفة على موقعها الإلكتروني، أن مستشفيات بنغازي استعدت في الحقيقة لاستقبال المزيد من المصابين من جراء امكانية تجدد أعمال العنف على خلفية قيام رجال كتيبة "راف الله السحاتي" بإعادة احتلال معاقلهم التي تم طردهم منها، حيث تجمع مئات من الاشخاص غير المسلحين بخارج المعقل واعربوا عن رفضهم لرجوع رجال الكتيبة مجددا.