وزيرا الكهرباء والبترول يعرضان بمؤتمر الشباب جهود تطوير قطاع الطاقة في مصر

قال الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة إن مصر مرت بفترة عصيبة شهدت خلالها انقطاعات كبيرة للطاقة استلزمت اتخاذ إجراءات حاسمة من قبل الحكومة لانها اثرت علي حياة المواطنين بشكل كبير في المصانع والمستشفيات والمنازل ، لافتا الي ان الرئيس السيسي اكد خلالها أن الكهرباء أمن قومي ويجب حلها ، لافتا انه في اغسطس 2014 بلغ أقصي حمل 28000 الف ميجا وأت وكان تخفيض الأحمال يصل الي 30٪ يوميا ، نحو 6050 ميجاوات ، ومنذ بداية يوليو 2015 و حتي الان لم يحدث تخفيف أحمال علي الإطلاق ، و انقطاع التيار الحالي يحدث بسبب اعطال فنية وليس تخفيف أحمال، وفِي هذا العام دخل الخدمة 6882 ميجاوات .
جاء ذلك خلال العرض الذي قدمه زير الكهرباء خلال جلسة الطاقة بين التحدي والانجاز التي عقدت ضمن فعاليات المؤتمر الدوري للشباب اليوم في مكتبة الاسكندرية والتي شاركها خلالها المهندس طارق المُلا وزير البترول والثروة المعدنية و المهندس شريف مجدي نائب رئيس الجمعية المصرية لشباب الاعمال.
وأشار وزير الكهرباء الي أن الحكومة عملت علي أربعة محاور رئيسية لمواجهة تحدي العجز في الطاقة أولها استكمال تنفيذ المشروعات المتوقفة ، الي جانب الانتهاء من برنامج الصيانات كما تم وضع خطة عاجلة لإضافة 3632 ميجاوات خلال ثمانية أشهر وهو شيئ لم يحدث في العالم ومعظم من انجزوا هذا العمل القياسي شباب مصريين ، ووزارة البترول وفرت لنا احتياجاتنا من الطاقة وهو نجاح مشترك للوزارتين ، كما بدأنا العمل علي تعظيم استخدامنا للطاقة الجديدة والمتجددة ، وبالفعل حدثت لدينا نقلة هائلة في الطاقة .
واعترف الوزير شاكر أن الصعيد يعاني معاناة هائلة في مسألة الطاقة ، ولذلك يتم التركيز الأن علي مشروعات نقل الطاقة ، موجها الشكر للمقاولين الذين بدأوا العمل في هذه الفترة حتي قبل توقيع العقود النهائية ،لافتا الي انه تم التعاقد مع مكتب استشاري عالمي لتقديم مساعدات فنية في مراجعة استراتيجية الطاقة المصرية بحيث يصبح اعتمادنا علي الطاقة المتجددة 37٪ خلال سنوات قليلة ، موضحا أن العمل يتم وفقا لخطة محكمة حتي عام 2035 ، ويتم تحديثها كل عامين او ثلاثة وفقا للمتغيرات ، موضحا انه يجري حاليا مراجعتها مرة اخري في ضوء المستجدات ، وهناك ارتباط بين معدل النمو في الناتج القومي والطلب علي الطاقة الكهربائية لافتا الي التنسيق الدائم في هذا الامر مع كافة الوزارات والجهات المعنية .
وأعلن الدكتور محمد شاكر عن المشروعات الطاقة الكهربائية القومية ابرزها الاتفاق مع سيمنس على إقامة ثلاث محطات في بني سويف بقدرة 4800 ميجاوات والبرلس والعاصمة الجديدة والثلاث محطات تنتج حاليا طاقة كهربائية وفِي مايو 2018 ستعمل بكامل قدرتها لبدء التشغيل التجاري ، وهي محطات بكفاءة عالية توفر سنويا 1.3 مليار دولار ، وهو ما يعني اننا سنسترد قيمتها خلال خمسة سنوات ، والخارج الان يقول ان مصر انتقلت نقلة هائلة ، و اوكد دائما في مجلس الطاقة أأنا جاهزون لأي طلب علي الطاقة في اي وقت .
ولفت وزير الكهرباء الي أن المشروعات القومية الجديدة شملت محطات الضخ والتخزين مثل مشروع جبل علاقة بقدرة 2400 ميجاوات ، ونتفاوض حاليا مع اكبر شركة في العالم بهذا المشروع ، وقدرتها اعلي من قدرة السد العالي ، الي جانب مشروع محطة انتاج الكهرباء من الفحم النظيف بموقع الحمراوين بقدرة 6 آلاف ميجاوات ، اضافة الي محطة الضبعة النووية.
ومن جانبه.... أشار المهندس طارق المُلا وزير البترول والثروة المعدنية الي أن القطاع مر بثلاث مراحل خلال السنوات الماضية ، الأولي عدم الاستقرار منذ 25 يناير وحتي 30 يونيو ، وكان كل همنا هو التوقيع علي اتفاقيات جديدة للبحث والاستكشاف ، وارتفع قيمة الدعم علي المحروقات ليصل الي 128 مليار جنية والاستهلاك 72 مليون طن ، ونسترد 32٪ فقط من تكلفة البيع ، واليوم وصلنا الي 62٪ ، كما تراكمت المديونيات للشركاء الأجانب ليصل في 2012 لأرقام غير مسبوقة ، وصل المستثمرين الأجانب الي مرحلة فقدان للثقة ، مما اخر مشروعات كثيرة منها حقول شمال الاسكندرية .
واوضح المُلا ان المرحلة الثانية بدأت عقب ثورة 30 يونيو حيث بدأت إصلاحات في قطاع البترول وتحدثنا مع المستثمرين والرئيس منحنا دعما سياسيا ، و المرحلة الاخيرة منذ يوليو 2014 وهي التي بدأنا خلالها الإنجاز منذ عمليات البحث والاستكشاف وتسريع الانتاج ، واستيراد الغاز لسد الفجوة ، ووقعنا اتفاقيات جديدة ، وحققنا طفرة في مزايدات عالمية ، حيث وقعنا 76 اتفاقية خلال ثلاث سنوات ، ومن المخطط حفر 230 بئرا استكشافيا خلال 2018 كما أن هناك التزاما من الشركاء بملياري دولار للحفر ، وعقب اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع السعودية بدأنا العمل في البحر الأحمر وأجرينا مزايدة عالمية للمسح بقيمة 750 مليون دولار ونجحنا في تخفيض المديونية لتحفيز الشريك الأجنبي ، و في تنمية اكتشافات الزيت حافظنا علي معدلات الزيت ، وفِي الغاز الطبيعي حققنا طفرة ، وقمنا ب21 مشروعا حقققت زيادة ثلاثة مليارات قدم ،انتاج ، ونعمل علي مشروعات اخري مثل ظهر ، وهناك اكتشافات اخري من عام 2019 لتنفيذ 12 مشروعا كبيرا باستثمارات 17.5 مليار دولار ، لافتا انه عند انخفاض انتاج الغاز اصبح لدينا مشكلة في تشغيل محطات الكهرباء ، موضحا انه تم تأهيل موانئنا لتوفير مصنع عائم لتسييل الغاز
وأضاف وزير البترول انه تم ايضا تنفيذ مشروعات لتطوير وتوسعة معامل التكرير لزيادة انتاج المنتجات البترولية عالية القيمة ، بمشروعات في مسطرد والإسكندرية وغيرهم ، بالاضافة الي العمل علي بنيتنا التحتية مثل محطات البنزين ، ومراكز توزيع البوتاجاز، وزيادة خطوط الغاز الطبيعي كما تم توصيل خطوط الغاز لمحطات الكهرباء الجديدة ، والساعات التخزينية لاسطوانات الغاز ، وموانئ الاستقبال للبورجوازية لمواجهة أزمات النوات المتكررة سنويا التي تحول وصول مراكب البوتاجاز ، كنّا أضفنا مركب في وادي فيران ، ورصيف بميناء الدخيلة .
واوضح المُلا أن استراتيجية إصلاح الدعم وترشيده وتوجيهه لمستحقيه للتأكد انه يذهب في الاتجاه الصحيح ، لافتا الي برامج مشتركة مع الكهرباء لتحسين كفاءة الطاقة بكل اشكالها ، معامل التكرير وحقول الانتاج وتحسين مواصفات المنتجات وفقا للمعايير العالمية وتوعية المواطنين ، وبالنسبة لمشروعات القيمة المُضافة فقد شهدت الفترة الماضية افتتاحات كثيرة في مجال البتروكيماويات ، مشددا علي انه بدا التوسع في مشروعات الغاز الطبيعي للمنارل ونجحنا خلال الثلاث سنوات الماضية بالوصول الي 33٪ من الوحدات التي تم توصيلها لمصر منذ الثمانيات، مشيرا الي موافقة البرلمان علي مشروع قانون الغاز الجديد لتنظيم سوق الغاز للفصل بين عناصر القطاع الثلاث ، ومن المناظر أن تصدر لائحته التنفيذية قبل نهاية العام .
وعن تحويل مصر لمركز إقليمي لتداول الطاقة .....أوضح المهندس طارق المُلا أن موقع مصر الجغرافي المنيّر لا يكفي وحده دون وجود بنية تحتية مناسبة ، ونحن لدينا مستودعات و خط سوميد ، ومعامل التكرير ، وبالوصول الي عام 2020 سنكون جاهزين ، ولدينا شبكة جيدة من الخطوط للنقل من البحر المتوسط للأحمر والعكس ، وتفاوضنا مع الاْردن والعراق لاستقدام الغاز والزيت الخام من العراق لمصر.
من جانبه ، قال شريف مجدي نائب رئيس الجمعية المصرية لشباب الاعمال إن قطاع الطاقة اكبر قطاع جاذب للاستثمارات الاجنبية في مصر . ولفت الي أن الدعم قد يشوه الاقتصاد ويخلق صناعات لا تستطيع ان تكون تنافسية وهذا يضر بالرغبة في التوجه الي الاقتصاد الحر.
واشار الي ان مجال الطاقة المتجددة يسهم في خلق صناعات اخري كبري وبالنالي فهو من المجالات الواعدة في مصر خاصة بفضل الاصلاحات الهيكلية التي جرت في مجال الطاقة.
من ناحيته اشار وزير الكهرباء إلى أن الوزارة مهتمة جدا بالطاقة المتجددة وبدور القطاع الخاص فيها وتم وضع تعريفة متعلقة بالقطاع الخاص لجذب مزيد من المستثمرين وجاري تمويل 1750 ميجاوات من الطاقة الشمسية بمعرفة القطاع الخاص.
وحول رفع الدعم كليا عن الكهرباء، قال الدكتور شاكر إن الدعم كان مقرر ان ينتهي العام المالي القادم ولكن قررت الحكومة مدة ثلاث سنوات ليتنهي عام 2022 بدلا من عام 2019.
وقال وزير الكهرباء إن وزارة الكهرباء تتعاون مع الجامعات ومراكز الابحاث لتطبيق الابحاث التي يثبت جدواها في دعم وتطوير قطاع الكهرباء والطاقة.
وحول العمل بمنظومة الكارت الذكي للبنزين، قال وزير البترول إن المقصود به هو احكام السيطرة علي المنظومة ولكن "التوك توك "والجرار ومعدات البناء كلها تعمل بالسولار أو البتزين ولكنها لم تدخل المنظومة ولا يمكن بدء العمل في المنظومة بينما هناك ثغرات.
وأضاف أن المرحلة الاولي نجحت في التطبيق من المستودع الي كبار المستهلكين والبنزينات وحدت من تهريب الوقود الي خارج البلاد، بينما الجزء الثاني ننتظر استكمال كافة البيانات ودخول استخدام الكارت للمواطنين وتم طبع اكثر من 5 ملايين كارت ولم يستلمها اصحابها وتحتاج تفعيل بعد التأكد من سد كافة الثغرات لانجاح العمل بالمنظومة.
وبالنسبة لرفع الدعم بالكامل عن البنزين، قال وزير البترول انه رغم زيادة الاسعار الاخيرة لم نسترد سوي 65٪ من تكلفة انتاج الوقود علي الدولة ، ومازال الوقود مدعوم وما زال يمثل عبء علي الدولة وموازنتها وتتأثر بسعر الخام وسعر الصرف وكمية الاستهلاك. وقد يحدث الرفع الكامل خلال عامين او ثلاثة.
وحول بنزين 95 وعدم زيادة سعره بنفس النسبة ، قال وزير البترول انه لو حدث ذلك لن يتم بيعه وانه مع نسبة الزيادة التي حدثت تم تغطية تكلفة الانتاج، فضلا عن الرغبة في جعل الفرق بين بنزين 92 وبنزين 95 معقولة. ولفت الي ان مبيعات البنزين 95 تضاعفت اربعة مرات.
وحول فتح الباب لتعيين الجيولوجيين حيث كانت اخر مسابقة عام 2011، قال وزير البترول إن يتم الاعلان عن مسابقات خلال الفترة القادمة وفي ظل التوسعات والاكتشافات سيتم فتح الباب لقبول دفعات جديدة من الجيولوجيين.
واشار وزير البترول الي ان هناك اكتشافات جديدة وبرنامج كامل للبحث والاستكشاف، ونأمل ان نكون دولة نفطية في المستقبل القريب.