سعر الدولار اليوم يقفز عالميًا بعد الهجوم الإيراني الجديد (قائمة أسعاره الجديدة)    أسعار الخضروات والأسماك والدواجن اليوم 16 يونيو بسوق العبور للجملة    بعد عمله اليومى.. محافظ قنا يتجول بدراجة فى شوارع المحافظة    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الاثنين 16-6-2025.. هبوط كبير تجاوز 900 جنيه    رئيس جهاز حماية المستهلك يلتقي وزير الطيران المدني لبحث سُبل التعاون بين الجانبين    إعلام عبري: مقتل 4 إسرائيليين جراء إصابة مباشرة بصاروخ إيراني في بيتح تكفا    وصول بعثة الأهلى لفندق الإقامة فى نيوجيرسى.. صور    ليس تريزيجيه.. ميدو يحمل هذا اللاعب مسؤولية إهدار ركلة جزاء الأهلي ضد إنتر ميامي    وزير الثقافة يشهد العرض المسرحي «كارمن» بمسرح الطليعة ويشيد بصناعه | بالصور    منتخب السعودية يستهل مشواره في الكأس الذهبية بالفوز على هاييتي بهدف    ميدو يتحدث عن أمنيته ل الأهلي في كأس العالم.. ويوجه رسالة بشأن زيزو (فيديو)    مدرب بالميراس: مباراة بورتو ستساعدنا على التحضير لمواجهة الأهلي    قوات الحرس الثورى الإيرانى تُسقط 3 طائرات إسرائيلية فى زنجان وسنندج    ترامب: بوتين مستعد للوساطة.. واتفقنا على إنهاء التصعيد في الشرق الأوسط    الضربة الاستباقية الإسرائيلية ضد إيران بين الفشل والنجاح    عادل عقل: تعادل بالميراس وبورتو يشعل مجموعة الأهلى.. وفوز كبير للبايرن بمونديال الأندية    وسائل إعلام إسرائيلية: عدة مواقع في تل أبيب تعرضت لدمار كبير    إيران تشن أوسع هجوم صاروخي على إسرائيل حتى الآن    أحمد السقا يرد على تهنئة نجله بعيد الأب.. ماذا قال؟    ارتفاع قتلى الهجوم الإيراني على إسرائيل إلى 16 قتيلا    3 أيام متواصلة.. موعد إجازة رأس السنة الهجرية للموظفين والبنوك والمدارس (تفاصيل)    مراجعة اللغة الفرنسية الصف الثالث الثانوي 2025 الجزء الثاني «PDF»    انكسار حدة الموجة شديدة الحرارة.. الأرصاد تعلن مفاجأة بشأن طقس الساعات المقبلة    فيديو.. الأمن الإيراني يطارد شاحنة تابعة للموساد    مجموعة الأهلي.. نتيجة مباراة بالميراس وبورتو في كأس العالم للأندية    نجوى كرم تطلق ألبوم «حالة طوارئ» وسط تفاعل واسع وجمهور مترقب    بعد تعرضها لوعكة صحية.. كريم الحسيني يطلب الدعاء لزوجته    أحمد سعد يشعل حفل الجامعة الأمريكية، ويحيي الأوائل    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الأثنين 16 يونيو 2025    إمام عاشور: أشكر الخطيب.. ما فعله ليس غريبا على الأهلي    وفاة تلميذ متأثرًا بإصابته بلدغة ثعبان في قنا    صرف الخبز البلدي المدعم للمصطافين في عدد من المحافظات    حريق داخل مدينة البعوث الإسلامية بالدراسة    مصرع طفلتين في حريق بمنزل أسرتهما بالزقازيق    ضبط موظف تحرش براقصة أرجنتينية في العجوزة والأمن يفحص    تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل الدراسة في فارم دي صيدلة إكلينيكية حلوان    شركة مياه الشرب بكفر الشيخ تُصلح كسرين في خط مياه الشرب    ختام فعاليات اليوم الأول من برنامج "المرأة تقود" بكفر الشيخ    بى إس جى ضد أتلتيكو مدريد.. إنريكى: نسير على الطريق الصحيح    ليلى عز العرب: كل عائلتى وأصحابهم واللى بعرفهم أشادوا بحلقات "نوستالجيا"    لا تسمح لطرف خارجي بالتأثير عليك سلبًا.. توقعات برج الجدي اليوم 16 يونيو    حدث بالفن | وفاة نجل صلاح الشرنوبي وموقف محرج ل باسكال مشعلاني والفنانين في مباراة الأهلي    رصاص في قلب الليل.. أسرار مأمورية أمنية تحولت لمعركة في أطفيح    أمين الفتوى: الله يغفر الذنوب شرط الاخلاص في التوبة وعدم الشرك    هل الزيادة في البيع بالتقسيط ربا؟.. أمين الفتوى يرد (فيديو)    عانى من أضرار صحية وتسبب في تغيير سياسة «جينيس».. قصة مراهق ظل 11 يوما دون نوم    سبب رئيسي في آلام الظهر والرقبة.. أبرز علامات الانزلاق الغضروفي    لدغة نحلة تُنهي حياة ملياردير هندي خلال مباراة "بولو"    صحة الفيوم تعلن إجراء 4،441 جلسة غسيل كلوي خلال أيام عيد الأضحى المبارك    الثلاثاء.. تشييع جثمان شقيق الفنانة لطيفة    عميدة إعلام عين شمس: النماذج العربية الداعمة لتطوير التعليم تجارب ملهمة    "نقل النواب" تناقش طلبات إحاطة بشأن تأخر مشروعات بالمحافظات    3 طرق شهيرة لإعداد صوص الشيكولاتة في المنزل    وزير الشئون النيابية يحضر جلسة النواب بشأن قانون تنظيم بعض الأحكام المتعلقة بملكية الدولة في الشركات المملوكة لها    بوستات تهنئة برأس السنة الهجرية للفيس بوك    تنسيقية شباب الأحزاب تحتفل بمرور 7 سنوات على تأسيسها.. وتؤكد: مستمرين كركيزة سياسية في الجمهورية الجديدة    جبل القلالي يحتفل بتجليس الأنبا باخوميوس أسقفًا ورئيسًا للدير (صور)    بمناسبة العام الهجري الجديد 1447.. عبارات تعليمية وإيمانية بسيطة للأطفال    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وحيد حامد فى حواره مع «الأهرام العربي»: سامى شرف لا يعرف عبدالناصر


قطب كان ملحدا وماسونيا ومعاقرا للخمر فى شبابه

الضباط الأحرار كانوا حريصين على تلقى النصح من «قطب»..وعبد الناصر كان مفتونا به

زينب الغزالى التقت مع الأمريكان ووافقت على العمل معهم ومع إسرائيل

الإخوان تعمدوا إحداث الوقيعة مع أجهزة الدولة الرسمية

وظيفة هذا الرجل ومهنته عبر 50 عاما تقريبا هى السيناريو والحوار.. فأيا كانت نوعية الأسئلة التى تريدها يصعب أن تخرج منه بشيء جديد.... فجديده لنفسه عبر مسلسلاته أو مقالاته أو لقاءاته.. وحيد حامد "أبانا الذى فى الدراما" بدا فى حواره معنا "حانقا غاضبا" من "وفديين " أساءوا إليه باتهام مسلسله "الجماعة 2" بأنه «دعارة درامية».. و"ناصريين" ما زالوا يطالونه بأسواطهم فى كل مكان.. وشارع لم يهتز ولم يهتم كما الحال فى الجزء الأول.. يعرف وحيد حامد متى وكيف يواجه.. ويبدو شابا وهو يخوض معاركه انتصارا لأفكاره.. برغم الوهن الذى أصاب القلب ما زال متألقا عفيا فتيا ..تلمع عيناه لسؤال جاد ومبتكر ..وتلتقط حواسه بيقظة وألمعية نادرة تعليقات لافتة للنظر ومهمة..ولا تفوته التفاصيل أيا كان صغرها.. فى «الجماعة 2» دار لغط وجدل ونقاش وما زال، ولكنه فى القلب من المعركة.. يصحو مبكرا.. يجيب على كل سؤال.. يتصادم مع كل تيار ساع للصدام والنيل منه ومن عمله.. محارب عنيد لم ترهقه المعارك بعد.. ومدافع شرس عن تصوراته حتى إن رأينا الصواب قد جانبها.

هذا المسلسل "يسكن الشيطان الكثير من تفاصيله".. كيف لنا أن نشاهد "سيد قطب" منظرا لثورة "الضباط الأحرار" وصاحب القول الفصل فيما يختلفون فيه.. على حين نقفز فوق حقائق بدايات حياته، التى شكلت منه ملحدا وماسونيا ومشرعا للقتل والاغتيال؟

كتابة التاريخ ليست حسب رغباتنا وأهوائنا، فهناك حقيقة تحكمنا.. ومهنة الكتابة نفسها تحتاج الأمانة، كما تحتاج نزع الكراهية والتمسك بالحياد.. ولذلك كنت حريصا أن تظهر كل الشخصيات الموجودة بالمسلسل كما كانت عليه.. أيضا ولم أتطرق لمرحلة سيد قطب فى شبابه، وأعرف أنه كان ملحدا وماسونيا ومعاقرا للخمر وكل هذه الأشياء.. إنما بدأت به بعد عودته من أمريكا عام 1951 لارتباط عودته بالثورة.. فقد كان فى أرائه مع الثورة ومتطرفا ومنحازا لها.. حتى إنه كان وراء شنق خميس والبقري.. وكان الضباط الأحرار يحرصون بالفعل على لقائه والاستماع لنصائحه، وكان جمال عبد الناصر خاصة مفتونا بسيد قطب.. ولأنه لم يحصل على غنيمة من الثورة، ولم يصبح وزيرا انقلب عليها انقلابا حادا، وانضم إلى الإخوان، وتقلد منصب رئيس تحرير جريدتهم.. وبات عدوا حقيقيا للثورة بعد أن كان من أشد مناصريها، وهو صاحب الجملة الشهيرة "ليمت المئات والآلاف وعشرات الآلاف فى سبيل أن تنتصر الثورة".. ورحلته مع الكتابة والتكفير رحلة طويلة ولها ملابساتها، والمسلسل رصدها رصدا أمينا .. كيف نبتت وكيف تطورت حتى وصلت إلى حبل المشنقة.

ما كنا نأمله - بعد السماح بدخول سيد قطب لشاشات بيوتنا- أن نخرج من المسلسل مطالبين بإعدامه مرة ثانية وثالثة، لا أن يطالبنا البعض ونحن فى الطريق إليك - بسؤالك عن إمكانية تأليف مسلسل خاص عن "سيد قطب".. أليست خيبة أمل كبيرة؟

فنيا نحن نجحنا فى إظهار السوداوية والكراهية الشديدة التى كانت تمتلئ بها شخصية سيد قطب.. يعنى الناس"قرفت" منه ومن أفكاره، فى إحدى الحلقات عندما كان فى السجن قالوا له عبد الناصر سوف يستعين بالشيوعيين.. فقال "الشيوعيون دول ولا أى حاجة والإخوان ياكلوهم.. وبعدين الشيوعيين ليس لديهم مبدأ، فلو الإخوان مسكوا الحكم "هايترموا" فى أحضان الإخوان".. هكذا كان التفكير السياسى له.. فالمسلسل لم يقصر.. عندما تكتب تاريخا ومهما كان عدوك أو من تختلف معه لا يصح أن تتقول عليه أو تزيد من مساوئه.. وبالتالى لابد أن تتعامل مع كل شخصية بالعدل.. أما بالنسبة لسيد قطب وكونه يصلح مسلسلا لوحده.. وجهة نظرى أن كل شخصية فى المسلسل تصلح لصناعة مسلسل عنها بشكل مستقل.. لكننى كنت حريصا على الكتابة عن الفترة بكل ملابساتها.

برغم تأكيدكم بأن المسلسل وثيقة تاريخية، وأنك كتبته بحياد وموضوعية ولكن ألا ترى أن معاناتنا فى الفترة الحالية مع إرهاب الإخوان بفكره القطبى يصعب معه قياس الحياد والموضوعية!! ربما نحن ننحاز لفكرة إبراز مساوئ الجماعة.. فى الوقت نفسه يرى البعض أن المسلسل حقق دعاية ورواجا لأفكار الإخوان؟

هذه المقولة تتردد عن المسلسل منذ الجزء الأول ومصدرها جماعة الإخوان أنفسهم.. برغم أنه واضح تماما إلى ماذا يهدف المسلسل.. إنما هذه الفرية أطلقت ربما لإحداث وقيعة مع أجهزة الدولة الرسمية، بدعوى أننا نصنع مسلسلا بدلا من أن يحارب الإخوان "يحببنا فيهم".. لكن كل هذا الكلام خرافات.

الدراما الحادثة على الأرض الآن من الإخوان، تجاوزت ما سعيت أنت إلى توثيقه فى بداياتهم.. مازلنا مصرين أن المسلسل كان فى حاجة للدراما أكثر من التوثيق؟

أنا لا أصنع مسلسلا للتسلية.. هذا المسلسل لا يشاهد على القهوة لأن كل كلمة لها معنى ومغزى، مثال فى إحدى الحلقات لقاء زينب الغزالى مع الأمريكان وموافقتها على أنهم يضعون أيديهم معهم ومع إسرائيل، تلك هى التفاصيل الصغيرة التى ينطوى عليها العمل والتى تؤكد أيضا أنه لاشيء يتغير عن سابقه.. خيانتهم سواء لأنفسهم أم لغيرهم.. مثال آخر ما حدث من الانقلاب على الهضيبي.. أليس الإخوان اليوم مختلفين فيما بينهم !! المسلسل عندما يسرد تاريخهم القديم ونرى فيه النموذج.. صحيح انه تطور فى الوسيلة والسلاح والتكنولوجيا، لكن الهدف مرسوم ومتفق عليه.

هل تشير إلى أن التاريخ يعيد نفسه؟

المشاهدة المتأنية تؤكد ذلك، وأن الاختلاف فى الزمن فقط .. مثلا أول حادث اغتيال فى بداية المسلسل وهو اغتيال رئيس مجلس النواب يتشابه تماما مع حادث اغتيال النائب العام هشام بركات، لكن الاختلاف كان فى الوسيلة.. هناك كان حادث بإمكانيات زمان، وهنا بإمكانيات اليوم سيارة مفخخة.. الشيء الثابت فى الوقت الحالى وحتى بعد الثورة أن الإخوان هدفهم الوحيد هو الحكم وهذا هو المنطلق الذى نؤكده فى المسلسل سواء مع الملك أم مع عبد الناصر.

يا أستاذ وحيد لسنا وحدنا.. المسلسل هوجم من الوفديين هجوما بالغا، وتلقى من الناصريين صفعات متتالية وما زال.. فى حين يجلس الإخوان فى كهوفهم مستمتعين، وهم الوحيدون الذين لم يهاجموا المسلسل ولا بكلمة واحدة؟

تلك سياسة الإخوان، أما الآخرون هاجموا المسلسل لأسباب شخصية، وعلى سبيل المثال الوفديون هاجموا المسلسل بدعوى أن النحاس لم يقبل يد الملك وهو أمر بسيط جدا داخل الأحداث، أكانت تستحق الهجوم الشرس على المسلسل وبألفاظ قميئة برغم أنها رواية مؤكدة فى ثلاثة مصادر، لا أستطيع تكذيبها حسن باشا يوسف وكيل الديوان الملكى ورئيس الوزراء سرى باشا ومحمد حسنين هيكل، بالإضافة إلى أن تقبيل يد الملك فى ذلك الوقت كان أمرا معتادا.

صعب أن نستوعب أن وحيد حامد قبل وأثناء كتابته لهذا المسلسل لم يكن يتوقع كل هذه الصدامات.. وبمعرفتنا بك وبأعمالك السابقة نستطيع القول إنك سعيت لهذه الصدامات عامدا؟

أنا كتبت الحقيقة والحقيقة دائما تجلب الصدام.. مثلا تجد أن هناك من يقول "ممنوع اللمس".. "ماتقربش" من عبد الناصر بسوء.. أنا لم أقترب منه بسوء، أنا ذكرت حقيقة أنكرها الناصريون وعادوا يعترفون بها.. وهناك من يقول إنه انضم للإخوان 15يوما فقط، أيا كانت المبررات هو انضم للإخوان وخرج من الإخوان والمسلسل لم يقل شيئا غير ذلك.

أى حقيقة يا أستاذ وحيد.. وقد خرج السيد سامى شرف" مدير مكتب عبد الناصر، ومن قام المسلسل بتجسيد شخصيته " وهو حى يرزق وأنكر ما أثرته أنت عن عبد الناصر وانضمامه للإخوان بالصورة التى رسمتها؟

سامى شرف سنده الوحيد أن جمال عبد الناصر قال "أنا مش إخوان".. سامى شرف تخرج عام 49 فى الكلية الحربية ولم يكن يعرف جمال عبد الناصر قبل ذلك، وعبد الناصر انضم للإخوان عام 44 ولم يكن يعرف سامى شرف، إنما تلك الرواية جاءت لأنه أولا 85% من مجلس قيادة الثورة كانوا أعضاء فى الإخوان.. ثانيا عبد الناصر انضم للجماعة وخرج منها لأنها لم تحقق طموحاته.. ولماذا صموا آذانهم عندما ذكر فى المسلسل بوضوح على لسان عبد الناصر وهو يرتب لتنظيم الضباط الأحرار قال "إنه يريد تنظيما وطنيا وكل واحد يخلع رداءه" لا يريد وفديا ولا حزبيا ولا إخوانيا.

إذن من المنطق أن يفتح الناصريون الهجوم عليك وعلى المسلسل فى ظل إصرارك على تأكيد هذه الوقائع؟

أكثر الذين يرفعون راية الناصرية يسيئون إلى عبد الناصر.. والناصريون أول من ارتمى فى أحضان الإخوان، ونجحوا على قوائمهم فى الانتخابات.. أما "وحيد حامد" لم يغير من مواقفه، والإخوان كانوا موجودين وكان معارضا شرسا لهم وارجعوا إلى أرشيفى من المقالات فأنا لا أخشى أحدا.. إنما الناصريون كانوا فى أحضانهم، وينامون فى خيم واحدة فى ميدان التحرير" وأغلبهم هم من يتحدثون عن عبد الناصر حاليا.

الباحث التاريخى لأحداث المسلسل د.حمادة حسنى طالته اتهامات بأنه إخوانى الهوى، و ثروت الخرباوى "ألإخوانى المنشق" أكد أن أغلب المراجع إخوانية؟

أكد الرجل أنه لا ينتمى إلى الإخوان أو غيرهم، أما عندما يتهمنى أحد بأن المراجع إخوانية، أقول له من حقى أن أرصد كل المراجع من هنا وهناك، وإما أن تصدقها أو لا، حتى أصل إلى الحقيقة.. مثلا قدمت زينب الغزالى كتابا بعنوان "حياتي" وينطوى أكاذيب.. هل هناك ما يمنع أن أطلع عليه وأتابع كيف رصدت تجربتها، وللعلم لم يكن حسنى هو الباحث الوحيد فهناك فريق من الباحثين من الشباب وهم من اعتمدت عليهم بشكل أكبر، كان الفريق يحقق فى الواقعة التاريخية الواحدة وإذا حصل إجماع عليها فهى حقيقة مطلقة، أما إذا اختلفوا حول واقعة واحدة فكنت أستعين بإعمال العقل، أما بخصوص "الخرباوى فهو كان إخوانيا وانشق، له رأى يخصه وله الحق فى التعبير عنه بشرط أن يحترم آراء الآخرين.. هل كان سيعجبكم إنى أدلس واستبعد مراجع وأحط غيرها.. "هو إحنا بنبيع طماطم نحط السليمة فوق والمعطوبة تحت"!!

غيبت أحداث المسلسل الحركة الشيوعية المصرية - والتى كانت فى أوج قوتها وتأثيرها إبان أحداث المسلسل - والثابت أن بعضا من مجلس الثورة كان شيوعيا، وإذا كان ما بين عبد الناصر والإخوان صداما فإن ما بين الإخوان والشيوعيين تناقضا صارخا يستحق الرصد.. هل يمكن اعتبار ذلك حيادا وموضوعية وتوثيقا للتاريخ أيضا؟

هذا هو اتجاهى ووجهة نظرى.. الإخوان والشيوعيون تزاملا فى السجون وكانت هناك مواقف سياسية عديدة.. لكنى لا أكتب عن الشيوعيين أنا أصنع مسلسل عن الجماعة.

إذن تجاهل الصراع كان مقصودا؟
هناك أحداث تقفز عليها وهى وجهات نظر، أنا أرصدها أو غيرى يراها غير مهمة.. "أنا رايح إسكندرية مثلا مش ضرورى أقف فى طنطا" وهذا المثال ينطبق على بعض الأحداث التى لا تعنيني.. ولو رأيت ضرورة لها كنت كتبتها.

نرى أنك انتصرت لكتابة التاريخ على حساب الدراما؟

الجزء الأول أيضا تعرض لمثل هذه الاتهامات، هذا المسلسل كما ذكرت ليس من المسلسلات التى تشاهد على القهوة وإنما تحتاج لتركيز مغاير.

فى الجزء الأول كان هناك تنسيق وانسجام بين التأليف والإخراج وهذا ليس اتهاما لمخرج الجزء الثانى الذى شعرنا معه أن السرد تاريخى أو وثائقى أكثر منه سردا دراميا؟

غير صحيح.. فأنت عندما ترصد خيانة الإخوان تجدها واضحة أمامك.. لكن هناك وقائع مثل واقعة اغتيال سيد فايز وتفجيره من قبل الإخوان، هى واقعة نرصدها فى المسلسل فلا علاقة بى أن المشاهد لا يستوعبها .. واقعة كيف يقوم الإخوان بعمليات التمويل.. شراء السلاح والتدريب.. هى أمور واضحة جدا للمشاهد.. المشكلة أن الجزء الأول تم عرضه فى وجود الإخوان فى السلطة.. وهم من حاربوا المسلسل أثناء الجزء الأول "وشفنا أيامهم السودة" وحتى هذا اللحظة نشاهد الاغتيالات وتفجيرات ونعانى منها.. فالكراهية شديدة جدا لهم.. لكنى أؤمن أن المبالغة أحيانا تأتى بنتيجة عكسية ومن السهل تكذيبها.. فعندما أبالغ فى أمر أو واقعة تخصهم فسوف أفسد مصداقيتها، وبالتالى يسهل تكذيبها.

نحن شاهدنا سيد قطب داخل السجن وهو يناقش أحد النزلاء فى محاولة لإعادة تكوين الجماعة، استعراضا لأفكار سيد قطب أكثر منه مناقشة لتلك الأفكار.. أفلا توجد دراما تناقش فكرا بفكر؟

ليست تلك وظيفتى ولا مهمتي.. أنا لست برنامجا تليفزيونيا.. هذا ليس دورا مخولا لي.. فأنا لا ألغى عقل المشاهد.. والكاتب يجب ألا يتعالى على فكر المشاهد.. إنما أرصد أن هذا هو فكر الرجل.. لكننى مثلا عند ذكر أبو الأعلى المودودى تعمدت الاستعانة بكتابة مشهد بين مأمور السجن وأحد المثقفين نزلاء السجن يسأله عن "أبو الأعلى المودودي" لأن كثيرا من الأجيال الحالية لا يعلمون عنه شيئا فأردت أن أوصل للمشاهد كنية ذلك الرجل.. حتى لا أترك فراغا دراميا أو تساؤلا لدى المشاهد.. تلك هى مهمتي.

ولكن "سيد قطب" أنت الذى أدخلته شاشات بيوتنا وأولادنا شاهدوه كيانا تدميريا مغلفا بغلاف "منظر ومصلح"؟
لا مش بالزور.. الموضوعية هى الأساس لأن المبالغة تخسرك.. والمصداقية تكسب بها.. فى الجزء الأول، حسن البنا عمل "حاجات كويسة" رصدتها، و"حاجات زى الزفت" رصدتها.. وأنت "مش هتصدقنى غير لما أجيب الملك والكتابة.. الخير والشر.. ومش المطلوب منى أمسك كرباجا وأجلد الإخوان.. وأنا لا يعنينى نشأة ومولد سيد قطب فهو ليست قضيتي.. مسلسلى عن الإخوان، والدور الذى لعبه سيد قطب عندما انضم إليهم.. تلك هى قضيتي، فسيد قطب ليس عندى مثل طه حسين او العقاد مثلا حتى أصنع عنه مسلسلا.

تخوفنا قبل ذلك - فى لقاء معك - من أن يحمل المخرج الشاب شريف البندارى عبء توصيل الرسائل المهمة التى انتظرناها من المسلسل، يبدو أن تخوفنا كان فى محله؟

هذا المخرج الشاب حمل المسلسل على أكتافه وتعامل مع نجوم كبار ووصل لأعلى نتيجة، أما أن هذا رأيكم فهناك آخرون يختلفون معكم وهم أقرب إلى المهنة، فيهم مخرجون ونجوم ومصورون يرون أنه صنع عملا جيدا.

محمد ياسين مخرج الجزء الأول لم يعد كهلا، فلماذا لم يكمل ما بدأه؟

الجزء الثانى من المسلسل أصعب من الأول ومسئولياته كنيرة.. سهولة الجزء الأول أنك كنت تصور نصف المسلسل فى الوقت الحاضر، لكن عندما تكون ملتزما بتاريخ، هنا الصعوبة، الملابس والسيارات ولغة العصر فى ذاك الزمان حمل كبير.

لكن ما نتحدث عنه هو الفارق بين الرؤية التاريخية كمخرج وبين تنفيذ المشاهد التى كلفته جهدا كبيرا، الورق كان واضحا بالنسبة لنا؟

طريقة تفكيرى لشغلى أن المخرج يعقد جلسات عمل مع المؤلف حتى يتفقوا على الورق اتفاقا كاملا.. هنا يصبح الورق مقدسا .. أنا لا أحجر إطلاقا على خيال المخرج أو إبداعه.. بالعكس كنت مسرورا جدا بمشاهد شكرى مصطفى فى القرية مع «أبيه وأمه» وهذا كان من إبداع المخرج.

هل كان واجبا عرض المسلسل فى رمضان؟

لا يهمني.. بالعكس المسلسل سوف يشاهد مرات أخرى، "ومسلسلاتى بتتشاف أكتر من مرة".

هل تعتقد أن المسلسل سوف ينال حظا أوفر فى المشاهدة الثانية؟

المسلسل جماهيري.. وحقق رواجا عند الجمهور المستهدف.. "أنا عامل المسلسل ده وعارف مقصود به مين".. وأنا سعيد بهذا الحوار عشان اللى ميعرفش أقوله اعرف.. فهناك عشرات المعلومات لم يعرفها المشاهد من قبل.. إما كانت خاضعة للتعتيم أو حقيقة ثابتة فى دماغك وحتى تغيرها سوف تتعرض لصدمة.. لذلك انتصارى هو وصولى للجمهور المستهدف.. فما أسهل أن أصنع مسلسل أكشن، مجرم يطارد ضابط بوليس ونخلص وإحنا قاعدين.. عندما تكتب وأنت مهموما بقضية أو رسالة تريد إبلاغها تحمل عذابها ولذلك أهلا وسهلا بمن يريد التحاور.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.