32 مشاركا في برنامج تدريب المدربين بجامعة كفر الشيخ    خبر عاجل بشأن العمال ومفاجأة بشأن أسعار الذهب والدولار وحالة الطقس اليوم.. أخبار التوك شو    بعد تدشينه رسميا.. نقابة الفلاحين تعلن دعمها لإتحاد القبائل العربية    رئيس الوزراء يوجه ببدء حوار مُجتمعي حول وثيقة السياسات الضريبية لمصر    القبض على الإعلامية الكويتية حليمة بولند    هنية: اتفقنا مع رئيس وزراء قطر على استكمال المباحثات حول الوضع في غزة    وزيرة البيئة تنعى رئيس «طاقة الشيوخ»: كان مشهودا له بالكفاءة والإخلاص    الأمم المتحدة: أكثر من 230 ألف شخص تضرروا من فيضانات بوروندي    منافس الأهلي.. صحيفة تونسية: جماهير الترجي تهاجم ياسين مرياح بعد التعادل مع الصفاقسي    "سددنا نصف مليار جنيه ديون".. الزمالك يعلن مقاضاة مجلس مرتضى منصور    «حصريات المصري».. اتفاق لجنة التخطيط بالأهلي وكولر.. صفقة الزمالك الجديد    بسبب كاب.. مقتل شاب على يد جزار ونجله في السلام    ‬رفضت الارتباط به فحاول قتلها.. ننشر صورة طالب الطب المتهم بطعن زميلته بجامعة الزقازيق    لحظة انهيار سقف مسجد بالسعودية بسبب الأمطار الغزيرة (فيديو)    بالفيديو: سميرة سعيد تطرح كليب أغنية "كداب"    الضبيب: مؤتمر مجمع اللغة العربية عرسًا لغويًا فريدًا    أدباء ومختصون أكاديميون يدعون لتحويل شعر الأطفال إلى هدف تربوي في مهرجان الشارقة القرائي للطفل    "سور الأزبكية" في معرض أبوظبي الدولي للكتاب    ب9 عيادات متنقلة.. «صحة الإسكندرية» تطلق قافلة مجانية لعلاج 1540 مريضًا بقرية عبدالباسط عبدالصمد    مسؤول أممي إعادة إعمار غزة يستغرق وقتًا طويلًا حتى 2040    "مشنقة داخل الغرفة".. ربة منزل تنهي حياتها في 15 مايو    القناطر الخيرية تستعد لاستقبال المواطنين في شم النسيم    رسائل تهنئة شم النسيم 2024.. متي موعد عيد الربيع؟    الفندق المسكون يكشف عن أول ألغازه في «البيت بيتي 2»    أذكار بعد الصلاة.. 1500 حسنه في ميزان المسلم بعد كل فريضة    وزير الأوقاف ومحافظ جنوب سيناء: الخميس 25 يوليو انطلاق المرحلة الثانية لمسابقة النوابغ الدولية للقرآن    لا تهاون مع المخالفين.. تنفيذ 12 قرار إزالة في كفر الشيخ| صور    كاف يحدد موعد مباراتي مصر أمام بوركينا فاسو وغينيا في تصفيات كأس العالم    تفاصيل منحة السفارة اليابانية MEXT لعام 2025 للطلاب في جامعة أسيوط    أول رد من الكرملين على اتهام أمريكي باستخدام «أسلحة كيميائية» في أوكرانيا    ميقاتي يحذر من تحول لبنان لبلد عبور من سوريا إلى أوروبا    القوات المسلحة تنظم المؤتمر الدولي الثاني للطب الطبيعي والتأهيلي وعلاج الروماتيزم    مهرجان الجونة السينمائي يفتح باب التسجيل للدورة السابعة    تمديد استقبال تحويلات مبادرة "سيارات المصريين بالخارج".. المهندس خالد سعد يكشف التفاصيل    الداخلية تضبط 12 ألف قضية تسول في شهر    انتبه.. 5 أشخاص لا يجوز إعطاؤهم من زكاة المال| تعرف عليهم    عاجل.. هيئة الرقابة المالية تقرر مد مدة تقديم القوائم المالية حتى نهاية مايو المقبل    فقدت ابنها بسبب لقاح أسترازينيكا.. أم ملكوم تروي تجربتها مع اللقاح    الرعاية الصحية تطلق حملة توعوية حول ضعف عضلة القلب فى 13 محافظة    جرثومة المعدة.. إليك أفضل الطرق الطبيعية والفعالة للعلاج    أب يذبح ابنته في أسيوط بعد تعاطيه المخدرات    شراكة استراتيجية بين "كونتكت وأوراكل" لتعزيز نجاح الأعمال وتقديم خدمات متميزة للعملاء    واشنطن تطالب روسيا والصين بعدم منح السيطرة للذكاء الاصطناعي على الأسلحة النووية    تزايد حالات السكتة الدماغية لدى الشباب.. هذه الأسباب    السكرتير العام المساعد لبني سويف يتابع بدء تفعيل مبادرة تخفيض أسعار اللحوم    «التنمية الحضرية»: تطوير رأس البر يتوافق مع التصميم العمراني للمدينة    دعم توطين التكنولوجيا العصرية وتمويل المبتكرين.. 7 مهام ل "صندوق مصر الرقمية"    هيئة الجودة: إصدار 40 مواصفة قياسية في إعادة استخدام وإدارة المياه    لمواليد 2 مايو.. ماذا تقول لك نصيحة خبيرة الأبراج في 2024؟    بنزيما يتلقى العلاج إلى ريال مدريد    إعلامي: الخطيب طلب من «بيبو» تغليظ عقوبة أفشة لإعادة الانضباط في الأهلي    التنظيم والإدارة يتيح الاستعلام عن نتيجة الامتحان الإلكتروني في مسابقة معلم مساعد فصل للمتقدمين من 12 محافظة    هئية الاستثمار والخارجية البريطاني توقعان مذكرة تفاهم لتعزيز العلاقات الاستثمارية والتجارية    التضامن: انخفاض مشاهد التدخين في دراما رمضان إلى 2.4 %    تحديد أول الراحلين عن صفوف برشلونة    عميد أصول الدين: المؤمن لا يكون عاطلا عن العمل    مظهر شاهين: تقبيل حسام موافي يد "أبوالعنين" لا يتعارض مع الشرع    بروسيا دورتموند يقتنص فوزا صعبا أمام باريس سان جيرمان في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وحيد حامد فى حواره مع «الأهرام العربي»: سامى شرف لا يعرف عبدالناصر


قطب كان ملحدا وماسونيا ومعاقرا للخمر فى شبابه

الضباط الأحرار كانوا حريصين على تلقى النصح من «قطب»..وعبد الناصر كان مفتونا به

زينب الغزالى التقت مع الأمريكان ووافقت على العمل معهم ومع إسرائيل

الإخوان تعمدوا إحداث الوقيعة مع أجهزة الدولة الرسمية

وظيفة هذا الرجل ومهنته عبر 50 عاما تقريبا هى السيناريو والحوار.. فأيا كانت نوعية الأسئلة التى تريدها يصعب أن تخرج منه بشيء جديد.... فجديده لنفسه عبر مسلسلاته أو مقالاته أو لقاءاته.. وحيد حامد "أبانا الذى فى الدراما" بدا فى حواره معنا "حانقا غاضبا" من "وفديين " أساءوا إليه باتهام مسلسله "الجماعة 2" بأنه «دعارة درامية».. و"ناصريين" ما زالوا يطالونه بأسواطهم فى كل مكان.. وشارع لم يهتز ولم يهتم كما الحال فى الجزء الأول.. يعرف وحيد حامد متى وكيف يواجه.. ويبدو شابا وهو يخوض معاركه انتصارا لأفكاره.. برغم الوهن الذى أصاب القلب ما زال متألقا عفيا فتيا ..تلمع عيناه لسؤال جاد ومبتكر ..وتلتقط حواسه بيقظة وألمعية نادرة تعليقات لافتة للنظر ومهمة..ولا تفوته التفاصيل أيا كان صغرها.. فى «الجماعة 2» دار لغط وجدل ونقاش وما زال، ولكنه فى القلب من المعركة.. يصحو مبكرا.. يجيب على كل سؤال.. يتصادم مع كل تيار ساع للصدام والنيل منه ومن عمله.. محارب عنيد لم ترهقه المعارك بعد.. ومدافع شرس عن تصوراته حتى إن رأينا الصواب قد جانبها.

هذا المسلسل "يسكن الشيطان الكثير من تفاصيله".. كيف لنا أن نشاهد "سيد قطب" منظرا لثورة "الضباط الأحرار" وصاحب القول الفصل فيما يختلفون فيه.. على حين نقفز فوق حقائق بدايات حياته، التى شكلت منه ملحدا وماسونيا ومشرعا للقتل والاغتيال؟

كتابة التاريخ ليست حسب رغباتنا وأهوائنا، فهناك حقيقة تحكمنا.. ومهنة الكتابة نفسها تحتاج الأمانة، كما تحتاج نزع الكراهية والتمسك بالحياد.. ولذلك كنت حريصا أن تظهر كل الشخصيات الموجودة بالمسلسل كما كانت عليه.. أيضا ولم أتطرق لمرحلة سيد قطب فى شبابه، وأعرف أنه كان ملحدا وماسونيا ومعاقرا للخمر وكل هذه الأشياء.. إنما بدأت به بعد عودته من أمريكا عام 1951 لارتباط عودته بالثورة.. فقد كان فى أرائه مع الثورة ومتطرفا ومنحازا لها.. حتى إنه كان وراء شنق خميس والبقري.. وكان الضباط الأحرار يحرصون بالفعل على لقائه والاستماع لنصائحه، وكان جمال عبد الناصر خاصة مفتونا بسيد قطب.. ولأنه لم يحصل على غنيمة من الثورة، ولم يصبح وزيرا انقلب عليها انقلابا حادا، وانضم إلى الإخوان، وتقلد منصب رئيس تحرير جريدتهم.. وبات عدوا حقيقيا للثورة بعد أن كان من أشد مناصريها، وهو صاحب الجملة الشهيرة "ليمت المئات والآلاف وعشرات الآلاف فى سبيل أن تنتصر الثورة".. ورحلته مع الكتابة والتكفير رحلة طويلة ولها ملابساتها، والمسلسل رصدها رصدا أمينا .. كيف نبتت وكيف تطورت حتى وصلت إلى حبل المشنقة.

ما كنا نأمله - بعد السماح بدخول سيد قطب لشاشات بيوتنا- أن نخرج من المسلسل مطالبين بإعدامه مرة ثانية وثالثة، لا أن يطالبنا البعض ونحن فى الطريق إليك - بسؤالك عن إمكانية تأليف مسلسل خاص عن "سيد قطب".. أليست خيبة أمل كبيرة؟

فنيا نحن نجحنا فى إظهار السوداوية والكراهية الشديدة التى كانت تمتلئ بها شخصية سيد قطب.. يعنى الناس"قرفت" منه ومن أفكاره، فى إحدى الحلقات عندما كان فى السجن قالوا له عبد الناصر سوف يستعين بالشيوعيين.. فقال "الشيوعيون دول ولا أى حاجة والإخوان ياكلوهم.. وبعدين الشيوعيين ليس لديهم مبدأ، فلو الإخوان مسكوا الحكم "هايترموا" فى أحضان الإخوان".. هكذا كان التفكير السياسى له.. فالمسلسل لم يقصر.. عندما تكتب تاريخا ومهما كان عدوك أو من تختلف معه لا يصح أن تتقول عليه أو تزيد من مساوئه.. وبالتالى لابد أن تتعامل مع كل شخصية بالعدل.. أما بالنسبة لسيد قطب وكونه يصلح مسلسلا لوحده.. وجهة نظرى أن كل شخصية فى المسلسل تصلح لصناعة مسلسل عنها بشكل مستقل.. لكننى كنت حريصا على الكتابة عن الفترة بكل ملابساتها.

برغم تأكيدكم بأن المسلسل وثيقة تاريخية، وأنك كتبته بحياد وموضوعية ولكن ألا ترى أن معاناتنا فى الفترة الحالية مع إرهاب الإخوان بفكره القطبى يصعب معه قياس الحياد والموضوعية!! ربما نحن ننحاز لفكرة إبراز مساوئ الجماعة.. فى الوقت نفسه يرى البعض أن المسلسل حقق دعاية ورواجا لأفكار الإخوان؟

هذه المقولة تتردد عن المسلسل منذ الجزء الأول ومصدرها جماعة الإخوان أنفسهم.. برغم أنه واضح تماما إلى ماذا يهدف المسلسل.. إنما هذه الفرية أطلقت ربما لإحداث وقيعة مع أجهزة الدولة الرسمية، بدعوى أننا نصنع مسلسلا بدلا من أن يحارب الإخوان "يحببنا فيهم".. لكن كل هذا الكلام خرافات.

الدراما الحادثة على الأرض الآن من الإخوان، تجاوزت ما سعيت أنت إلى توثيقه فى بداياتهم.. مازلنا مصرين أن المسلسل كان فى حاجة للدراما أكثر من التوثيق؟

أنا لا أصنع مسلسلا للتسلية.. هذا المسلسل لا يشاهد على القهوة لأن كل كلمة لها معنى ومغزى، مثال فى إحدى الحلقات لقاء زينب الغزالى مع الأمريكان وموافقتها على أنهم يضعون أيديهم معهم ومع إسرائيل، تلك هى التفاصيل الصغيرة التى ينطوى عليها العمل والتى تؤكد أيضا أنه لاشيء يتغير عن سابقه.. خيانتهم سواء لأنفسهم أم لغيرهم.. مثال آخر ما حدث من الانقلاب على الهضيبي.. أليس الإخوان اليوم مختلفين فيما بينهم !! المسلسل عندما يسرد تاريخهم القديم ونرى فيه النموذج.. صحيح انه تطور فى الوسيلة والسلاح والتكنولوجيا، لكن الهدف مرسوم ومتفق عليه.

هل تشير إلى أن التاريخ يعيد نفسه؟

المشاهدة المتأنية تؤكد ذلك، وأن الاختلاف فى الزمن فقط .. مثلا أول حادث اغتيال فى بداية المسلسل وهو اغتيال رئيس مجلس النواب يتشابه تماما مع حادث اغتيال النائب العام هشام بركات، لكن الاختلاف كان فى الوسيلة.. هناك كان حادث بإمكانيات زمان، وهنا بإمكانيات اليوم سيارة مفخخة.. الشيء الثابت فى الوقت الحالى وحتى بعد الثورة أن الإخوان هدفهم الوحيد هو الحكم وهذا هو المنطلق الذى نؤكده فى المسلسل سواء مع الملك أم مع عبد الناصر.

يا أستاذ وحيد لسنا وحدنا.. المسلسل هوجم من الوفديين هجوما بالغا، وتلقى من الناصريين صفعات متتالية وما زال.. فى حين يجلس الإخوان فى كهوفهم مستمتعين، وهم الوحيدون الذين لم يهاجموا المسلسل ولا بكلمة واحدة؟

تلك سياسة الإخوان، أما الآخرون هاجموا المسلسل لأسباب شخصية، وعلى سبيل المثال الوفديون هاجموا المسلسل بدعوى أن النحاس لم يقبل يد الملك وهو أمر بسيط جدا داخل الأحداث، أكانت تستحق الهجوم الشرس على المسلسل وبألفاظ قميئة برغم أنها رواية مؤكدة فى ثلاثة مصادر، لا أستطيع تكذيبها حسن باشا يوسف وكيل الديوان الملكى ورئيس الوزراء سرى باشا ومحمد حسنين هيكل، بالإضافة إلى أن تقبيل يد الملك فى ذلك الوقت كان أمرا معتادا.

صعب أن نستوعب أن وحيد حامد قبل وأثناء كتابته لهذا المسلسل لم يكن يتوقع كل هذه الصدامات.. وبمعرفتنا بك وبأعمالك السابقة نستطيع القول إنك سعيت لهذه الصدامات عامدا؟

أنا كتبت الحقيقة والحقيقة دائما تجلب الصدام.. مثلا تجد أن هناك من يقول "ممنوع اللمس".. "ماتقربش" من عبد الناصر بسوء.. أنا لم أقترب منه بسوء، أنا ذكرت حقيقة أنكرها الناصريون وعادوا يعترفون بها.. وهناك من يقول إنه انضم للإخوان 15يوما فقط، أيا كانت المبررات هو انضم للإخوان وخرج من الإخوان والمسلسل لم يقل شيئا غير ذلك.

أى حقيقة يا أستاذ وحيد.. وقد خرج السيد سامى شرف" مدير مكتب عبد الناصر، ومن قام المسلسل بتجسيد شخصيته " وهو حى يرزق وأنكر ما أثرته أنت عن عبد الناصر وانضمامه للإخوان بالصورة التى رسمتها؟

سامى شرف سنده الوحيد أن جمال عبد الناصر قال "أنا مش إخوان".. سامى شرف تخرج عام 49 فى الكلية الحربية ولم يكن يعرف جمال عبد الناصر قبل ذلك، وعبد الناصر انضم للإخوان عام 44 ولم يكن يعرف سامى شرف، إنما تلك الرواية جاءت لأنه أولا 85% من مجلس قيادة الثورة كانوا أعضاء فى الإخوان.. ثانيا عبد الناصر انضم للجماعة وخرج منها لأنها لم تحقق طموحاته.. ولماذا صموا آذانهم عندما ذكر فى المسلسل بوضوح على لسان عبد الناصر وهو يرتب لتنظيم الضباط الأحرار قال "إنه يريد تنظيما وطنيا وكل واحد يخلع رداءه" لا يريد وفديا ولا حزبيا ولا إخوانيا.

إذن من المنطق أن يفتح الناصريون الهجوم عليك وعلى المسلسل فى ظل إصرارك على تأكيد هذه الوقائع؟

أكثر الذين يرفعون راية الناصرية يسيئون إلى عبد الناصر.. والناصريون أول من ارتمى فى أحضان الإخوان، ونجحوا على قوائمهم فى الانتخابات.. أما "وحيد حامد" لم يغير من مواقفه، والإخوان كانوا موجودين وكان معارضا شرسا لهم وارجعوا إلى أرشيفى من المقالات فأنا لا أخشى أحدا.. إنما الناصريون كانوا فى أحضانهم، وينامون فى خيم واحدة فى ميدان التحرير" وأغلبهم هم من يتحدثون عن عبد الناصر حاليا.

الباحث التاريخى لأحداث المسلسل د.حمادة حسنى طالته اتهامات بأنه إخوانى الهوى، و ثروت الخرباوى "ألإخوانى المنشق" أكد أن أغلب المراجع إخوانية؟

أكد الرجل أنه لا ينتمى إلى الإخوان أو غيرهم، أما عندما يتهمنى أحد بأن المراجع إخوانية، أقول له من حقى أن أرصد كل المراجع من هنا وهناك، وإما أن تصدقها أو لا، حتى أصل إلى الحقيقة.. مثلا قدمت زينب الغزالى كتابا بعنوان "حياتي" وينطوى أكاذيب.. هل هناك ما يمنع أن أطلع عليه وأتابع كيف رصدت تجربتها، وللعلم لم يكن حسنى هو الباحث الوحيد فهناك فريق من الباحثين من الشباب وهم من اعتمدت عليهم بشكل أكبر، كان الفريق يحقق فى الواقعة التاريخية الواحدة وإذا حصل إجماع عليها فهى حقيقة مطلقة، أما إذا اختلفوا حول واقعة واحدة فكنت أستعين بإعمال العقل، أما بخصوص "الخرباوى فهو كان إخوانيا وانشق، له رأى يخصه وله الحق فى التعبير عنه بشرط أن يحترم آراء الآخرين.. هل كان سيعجبكم إنى أدلس واستبعد مراجع وأحط غيرها.. "هو إحنا بنبيع طماطم نحط السليمة فوق والمعطوبة تحت"!!

غيبت أحداث المسلسل الحركة الشيوعية المصرية - والتى كانت فى أوج قوتها وتأثيرها إبان أحداث المسلسل - والثابت أن بعضا من مجلس الثورة كان شيوعيا، وإذا كان ما بين عبد الناصر والإخوان صداما فإن ما بين الإخوان والشيوعيين تناقضا صارخا يستحق الرصد.. هل يمكن اعتبار ذلك حيادا وموضوعية وتوثيقا للتاريخ أيضا؟

هذا هو اتجاهى ووجهة نظرى.. الإخوان والشيوعيون تزاملا فى السجون وكانت هناك مواقف سياسية عديدة.. لكنى لا أكتب عن الشيوعيين أنا أصنع مسلسل عن الجماعة.

إذن تجاهل الصراع كان مقصودا؟
هناك أحداث تقفز عليها وهى وجهات نظر، أنا أرصدها أو غيرى يراها غير مهمة.. "أنا رايح إسكندرية مثلا مش ضرورى أقف فى طنطا" وهذا المثال ينطبق على بعض الأحداث التى لا تعنيني.. ولو رأيت ضرورة لها كنت كتبتها.

نرى أنك انتصرت لكتابة التاريخ على حساب الدراما؟

الجزء الأول أيضا تعرض لمثل هذه الاتهامات، هذا المسلسل كما ذكرت ليس من المسلسلات التى تشاهد على القهوة وإنما تحتاج لتركيز مغاير.

فى الجزء الأول كان هناك تنسيق وانسجام بين التأليف والإخراج وهذا ليس اتهاما لمخرج الجزء الثانى الذى شعرنا معه أن السرد تاريخى أو وثائقى أكثر منه سردا دراميا؟

غير صحيح.. فأنت عندما ترصد خيانة الإخوان تجدها واضحة أمامك.. لكن هناك وقائع مثل واقعة اغتيال سيد فايز وتفجيره من قبل الإخوان، هى واقعة نرصدها فى المسلسل فلا علاقة بى أن المشاهد لا يستوعبها .. واقعة كيف يقوم الإخوان بعمليات التمويل.. شراء السلاح والتدريب.. هى أمور واضحة جدا للمشاهد.. المشكلة أن الجزء الأول تم عرضه فى وجود الإخوان فى السلطة.. وهم من حاربوا المسلسل أثناء الجزء الأول "وشفنا أيامهم السودة" وحتى هذا اللحظة نشاهد الاغتيالات وتفجيرات ونعانى منها.. فالكراهية شديدة جدا لهم.. لكنى أؤمن أن المبالغة أحيانا تأتى بنتيجة عكسية ومن السهل تكذيبها.. فعندما أبالغ فى أمر أو واقعة تخصهم فسوف أفسد مصداقيتها، وبالتالى يسهل تكذيبها.

نحن شاهدنا سيد قطب داخل السجن وهو يناقش أحد النزلاء فى محاولة لإعادة تكوين الجماعة، استعراضا لأفكار سيد قطب أكثر منه مناقشة لتلك الأفكار.. أفلا توجد دراما تناقش فكرا بفكر؟

ليست تلك وظيفتى ولا مهمتي.. أنا لست برنامجا تليفزيونيا.. هذا ليس دورا مخولا لي.. فأنا لا ألغى عقل المشاهد.. والكاتب يجب ألا يتعالى على فكر المشاهد.. إنما أرصد أن هذا هو فكر الرجل.. لكننى مثلا عند ذكر أبو الأعلى المودودى تعمدت الاستعانة بكتابة مشهد بين مأمور السجن وأحد المثقفين نزلاء السجن يسأله عن "أبو الأعلى المودودي" لأن كثيرا من الأجيال الحالية لا يعلمون عنه شيئا فأردت أن أوصل للمشاهد كنية ذلك الرجل.. حتى لا أترك فراغا دراميا أو تساؤلا لدى المشاهد.. تلك هى مهمتي.

ولكن "سيد قطب" أنت الذى أدخلته شاشات بيوتنا وأولادنا شاهدوه كيانا تدميريا مغلفا بغلاف "منظر ومصلح"؟
لا مش بالزور.. الموضوعية هى الأساس لأن المبالغة تخسرك.. والمصداقية تكسب بها.. فى الجزء الأول، حسن البنا عمل "حاجات كويسة" رصدتها، و"حاجات زى الزفت" رصدتها.. وأنت "مش هتصدقنى غير لما أجيب الملك والكتابة.. الخير والشر.. ومش المطلوب منى أمسك كرباجا وأجلد الإخوان.. وأنا لا يعنينى نشأة ومولد سيد قطب فهو ليست قضيتي.. مسلسلى عن الإخوان، والدور الذى لعبه سيد قطب عندما انضم إليهم.. تلك هى قضيتي، فسيد قطب ليس عندى مثل طه حسين او العقاد مثلا حتى أصنع عنه مسلسلا.

تخوفنا قبل ذلك - فى لقاء معك - من أن يحمل المخرج الشاب شريف البندارى عبء توصيل الرسائل المهمة التى انتظرناها من المسلسل، يبدو أن تخوفنا كان فى محله؟

هذا المخرج الشاب حمل المسلسل على أكتافه وتعامل مع نجوم كبار ووصل لأعلى نتيجة، أما أن هذا رأيكم فهناك آخرون يختلفون معكم وهم أقرب إلى المهنة، فيهم مخرجون ونجوم ومصورون يرون أنه صنع عملا جيدا.

محمد ياسين مخرج الجزء الأول لم يعد كهلا، فلماذا لم يكمل ما بدأه؟

الجزء الثانى من المسلسل أصعب من الأول ومسئولياته كنيرة.. سهولة الجزء الأول أنك كنت تصور نصف المسلسل فى الوقت الحاضر، لكن عندما تكون ملتزما بتاريخ، هنا الصعوبة، الملابس والسيارات ولغة العصر فى ذاك الزمان حمل كبير.

لكن ما نتحدث عنه هو الفارق بين الرؤية التاريخية كمخرج وبين تنفيذ المشاهد التى كلفته جهدا كبيرا، الورق كان واضحا بالنسبة لنا؟

طريقة تفكيرى لشغلى أن المخرج يعقد جلسات عمل مع المؤلف حتى يتفقوا على الورق اتفاقا كاملا.. هنا يصبح الورق مقدسا .. أنا لا أحجر إطلاقا على خيال المخرج أو إبداعه.. بالعكس كنت مسرورا جدا بمشاهد شكرى مصطفى فى القرية مع «أبيه وأمه» وهذا كان من إبداع المخرج.

هل كان واجبا عرض المسلسل فى رمضان؟

لا يهمني.. بالعكس المسلسل سوف يشاهد مرات أخرى، "ومسلسلاتى بتتشاف أكتر من مرة".

هل تعتقد أن المسلسل سوف ينال حظا أوفر فى المشاهدة الثانية؟

المسلسل جماهيري.. وحقق رواجا عند الجمهور المستهدف.. "أنا عامل المسلسل ده وعارف مقصود به مين".. وأنا سعيد بهذا الحوار عشان اللى ميعرفش أقوله اعرف.. فهناك عشرات المعلومات لم يعرفها المشاهد من قبل.. إما كانت خاضعة للتعتيم أو حقيقة ثابتة فى دماغك وحتى تغيرها سوف تتعرض لصدمة.. لذلك انتصارى هو وصولى للجمهور المستهدف.. فما أسهل أن أصنع مسلسل أكشن، مجرم يطارد ضابط بوليس ونخلص وإحنا قاعدين.. عندما تكتب وأنت مهموما بقضية أو رسالة تريد إبلاغها تحمل عذابها ولذلك أهلا وسهلا بمن يريد التحاور.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.