العرض الإعلانى داخل كل محطة للمعلن الواحد فى رمضان لا يزيد على مليون ونصف المليون جنيه
الجنون أصاب تكلفة انتاج الدراما بسبب الفنانين الذين رفعوا أجورهم تماشيا مع ارتفاع الأسعار
محمد العمرى: 35% زيادة فى إيرادات ماسبيرو هذا العام وراديو مصر فى المركز الأول
مع انتهاء شهر رمضان الكريم ومتابعة المشاهدين لكثير من الأعمال الدرامية والإذاعية على الشاشات التليفزيونية والمحطات الإذاعية المختلفة، لاحظ الكثيرون خلال هذا الشهر وجود إعلانات بكثافة فى بعض المحطات وضعفها فى محطات أخرى، الأمر الذى يطرح عدة تساؤلات أهمها هل الإعلانات تنجح فى تغطية تكلفة الدراما للقنوات العارضة فى ظل ارتفاع أسعارها الكبير الذى شهدته منذ العامين الماضيين من العرض الأول لها، أم أن العرض الأول للدراما ليس كافيا لأن يكون جاذبا لإعلانات تغطى التكلفة الإنتاجية أو الشرائية الدرامية وتحتاج القنوات للعرض الثانى ..
وصلت تكلفة إنتاج الدراما الرمضانية هذا العام إلى ما يقرب من مليار ونصف المليار جنيه، الأمر الذى ترتب عليه ارتفاع فاتورة الشراء عند القنوات فى هذا الشهر للدراما وحدها لتصل فى بعض القنوات لأكثر من 300 مليون جنيه بعد أن كانت تتراوح ما بين 200-250 مليونا ومنها قنوات mbc مصر وdmc و on tv و cbc والنهار، وارتفعت فاتورة الشراء الدرامية أيضا عند القنوات الأخرى كالمحور ودريم والقاهرة والناس والحياة لأكثر من 100 مليون جنيه، وذلك بسبب الجنون الرهيب الذى أصاب التكلفة الإنتاجية الدرامية الناتج عن الارتفاع الكبير فى أجور الفنانين خصوصا النجوم الكبار، حيث شهدت أجور الممثلين ارتفاعا ملحوظاً هذا العام بنسبة تصل إلى 70 % زيادة على أجور العام الماضى، وبرر الممثلون رفع أجورهم لهذه النسبة تماشيا مع ارتفاع الأسعار الذى صاحب كل شىء .
هذا الأمر دفع أغلب الوكلاء الإعلانيين للقنوات الفضائية المختلفة بعمل باكدجات إعلانية متنوعة ما بين الارتفاع والانخفاض الشديد فى سعر «الاسبوت» الإعلانى ال30 ثانية داخل القناة الواحدة وفقا لقواعد معينة تحكمها التوقيتات وعدد الاسبوتات والبرنامج أو المسلسل الذى سينزل عليه الإعلان، وجاءت قناة mbc مصر فى مقدمة القنوات الأعلى سعرا للباكدج الإعلانى الرئيسى على دراما وبرامج القناة بنحو 20 مليون جنيه للباكدج للمعلن الواحد بعدد سبوتات لا يزيد على 200 سبوت 30 ثانية عرض أول، بالإضافة لإعادة 3 أو 4 مرات لبعض البرامج والمسلسلات سواء على mbc مصر العامة أو mbc مصر2، ليصل عدد الاسبوتات الممنوحة بما فيها «المجانى»، باستثناء برنامج رامز تحت الأرض الذى لا يدخل فى الباكدج بشكل أساسى، وسعر الاسبوت الإعلانى ال 30 ثانية المنفرد يصل ل 150 ألف جنيه عرض أول وإعادة، ويليه مسلسل «عفاريت عدلى» علام للنجم الكبير عادل إمام بسعر 100 ألف جنيه للأسبوت ال30 ثانية، وتليها قناة on e بباكدج إعلانى بقيمة 15 مليون جنيه لعدد سبوتات يصل ل 250 سبوت عرضا أول أيضا وإعادة 3 أو 4 مرات فى اليوم الواحد، ثم قناتا cbc والنهار بباكدج إعلانى يتراوح بين 10- 15 مليون جنيه لعدد 300 سبوت «30» ثانية عرضا أول وإعادة 3 أو 4 مرات أيضا، ثم قنوات dmc والحياة والقاهرة والناس ودريم والمحور بباكدج إعلانى رئيس يصل ل 10 ملايين جنيه لعدد 400 سبوت 30 ثانية عرضا أول وإعادة 3 أو 4 مرات، وذلك حسب الخريطة البرامجية لكل قناة.
وفيما يخص المحطات الإذاعية فلها عرض إعلانى أيضا مثل القنوات التليفزيونية مثل إذاعات راديو مصر ونجوم إف إم وميجا وهتس ونغم و9090، لكن العرض الإعلانى داخل كل محطة للمعلن الواحد فى شهر رمضان لا يزيد على مليون ونصف المليون جنيه لانخفاض تكلفة الدراما الإذاعية مقارنة بالتليفزيونية، وانخفاض سعر الاسبوت الإعلانى فى الراديو عن التليفزيون فى باقى شهور السنة، فبقيمة هذا العرض يمكن للمعلن الحصول على عدد سبوتات يصل لأكثر من 500 سبوت 30 ثانية .. وعلى الرغم من الارتفاع الكبير فى أسعار الإعلانات كما ذكر مسبقا، وقيام الوكالات الإعلانية بعمل عروض متنوعة فإن كل الإعلانات لم تكن كافية لتغطية نفقات القنوات من إنتاج وشراء حق عرض المسلسلات الدرامية والبرامج، حتى إن قناة mbc مصر التى ظهرت شاشتها مليئة بالإعلانات طوال شهر رمضان، لم تستطع أن تغطى تكاليف إنتاجها الدرامى والبرامجى، وذلك للإرتفاع الشديد فى تكلفتها الإنتاجية خصوصا، أن كل أعمالها التى عرضتها كانت من إنتاجها وعرضتها بشكل حصرى على شاشتها، بالإضافة إلى بعض القنوات التى لم تحقق سوى 50 % من تكلفتها البرامجية والدرامية فى رمضان، وأن أغلب القنوات تعول على العرض الثانى لهذه الأعمال أو بيع حقوق عرض أعمال درامية أو تليفزيونية من التى أنتجتها لقنوات أخرى .
أما فى المحطات الإذاعية فالأمر مختلف تماما عما يحدث فى القنوات التليفزيونية، حيث لا يوجد عرض ثان لأى مسلسل أو برنامج إذاعى، وأن ما يتم تحقيقه من أرباح فى هذا الشهر من الإعلانات تكون نهائية، وفى أغلب الأحوال لا تتعرض المحطات الإذاعية لخسائر كبيرة مثلما يحدث فى كثير من القنوات فى هذا الشهر وذلك لانخفاض تكلفة الدراما والبرامج الإذاعية، وأنه بصفة عامة تغطى بعض المحطات الإذاعية تكلفتها الإنتاجية والبعض الآخر تحقق أرباحا جيدة.
وفى هذا الإطار قال محمد العمرى، رئيس شركة صوت القاهرة: نجح التليفزيون المصرى من خلال قنواته وشبكاته الإذاعية هذا العام أن يحقق زيادة فى إيرادات الإعلانات بنسبة تصل ل35% عن العام الماضى خلال ال15 يوما الأولى من شهر رمضان، وأن مسألة تغطية تكلفة شراء حقوق عرض الأعمال الدرامية التى عرضت على شاشاته لا تنطبق علينا هذا العام، لأن جميع الأعمال التى عرضت كانت مهداة من شركات الإنتاج مقابل العرض ونسبة من إيراد الإعلانات التى تأتى عليها، وأنه بصفة عامة من الصعب على أى قناة كبيرة أن تغطى تكلفة إنتاجها البرامجى والدرامى خلال شهر رمضان وحده، وأنها تحتاج لإعادة عرض هذه الأعمال مرة ثانية وثالثة حتى تستطيع ذلك، وأضاف: استطاعت إذاعة راديو مصر أن تحتل المركز الأول وبجدارة هذا العام فى تحقيق أعلى نسبة من الإعلانات بين الإذاعات الأخرى، حيث تخطت نسبة الزيادة فى الإعلانات ٪45 مقارنة بالعام الماضى، وذلك بسبب الجهد الكبير الذى بذل من قبل كل من محمد يوسف رئيسها، وتامر شحاته مساعد رئيس المحطة فى وضع خريطة برامجية على أعلى مستوى كانت كفيلة بجذب أكبر عدد من المعلنين والمستمعين وجعلها تستحق عن جدارة المركز فى نسبة الاستماع والإعلانات هذا العام .
وقال مصدر فى إحدى الوكالات الإعلانية الكبرى، الذى رفض ذكر اسمه: لم تستطع أى قناة هذا العام أن تغطى تكلفتها الإنتاجية من الإعلانات نظر لارتفاع هذ التكلفة بشكل كبير جدا، وأن القنوات التى أنتجت دراما وبرامج خاصة ولم تغط إعلاناتها تكاليف الإنتاج لديها خياران عقب شهر مضان إما بيع حقوق عرض هذه الأعمال لقنوات أخرى أو الاستفادة من هذه الأعمال فى العرض الثانى والثالث أو الاثنين معا وهذا هو طوق النجاه الوحيد، وفى الحالتين إذا كانت الأعمال جيدة ولنجوم كبار فإنها ستنجح فى تغطية تكاليف الإنتاج وتحقيق فائض أيضا.
صلاح حسين، مدير عام الإعلانات بالقطاع الاقتصادى قال: استطاع القطاع الاقتصادى هذا العام العودة بقوة مرة أخرى للسوق الإعلانى بالشكل الذى يرضى العملاء ويعيد مكانة الهيئة الوطنية للإعلام التى وضعت خطة تطوير للنشاط التجارى تشمل سياسة جديدة للتعامل مع العملاء بما يحقق المصلحة للطرفين، وأن من أهم الأهداف التى تحققت فى هذا الشأن وجود كيان وسياسة واحدة للتسويق الإعلانى والأمور التجارية الأخرى، وذلك فى إطار الدعم الذى توليه الدولة من أجل عودة ماسبيرو لعصره الذهبى، وأضاف: أسعار الإعلانات على قنوات وإذاعات ماسبيرو مناسبة ومتماشية مع السوق الإعلانى الخارجى فى القنوات والإذاعات الخاصة.