يصيبني الاكتئاب والإحباط يوميا وأنا في طريقي للعمل ويداعب خيالي مقولة واحدة هذا ما جنيناه من وراء الثورة كل هذه الأكوام من القمامة المتراكمة والتي تزيد يوميا وتتراوح ما بين قمامة منزلية أو ناتجة عن مخلفات محال تجارية ومخلفات المباني التي ستكون أهرامات الجيزة القديمة في عيد الفطر القادم. وأكمل طريقي وأنا أزيح عن عقلي التفكير في المشاكل لتصطدم عيني بما هو اقذع وأفظع من قمامة الجيزة ومحافظها والتي طفرت دموع الفرح من عيناي لما أزيلت ألا وهي العلم الصهيوني. فقد قضيت الوقت ما قبل فجر الأحد حتي بعد الصلاة وأنا جالس أتابع الفضائيات الاخبارية وهي تصور أحد أبناء النيل المحتجين أمام السفارة الاسرائيلية يتسلق بناية السفارة التي قيل انها تصل إلي 70م ارتفاعا حاملا علم الكنانة علي ظهره وسط آهات مكتومة تخرج من صدور المتظاهرين خوفا علي شاب جريء يأتي بما لم يفعله أحد. ويصل الشاب إلي علم الكيان الممسوخ ليضع علم مصر ويهبط وهو يحرق الأول وأنا غير مصدق لما يحدث وكأنني أري فيلم (الرجل العنكبوت) والمفاجأة أن الشاب يهبط بنفس الطريقة حتي يصل إلي الأرض لتتعالي الصيحات والتكبيرات فرحة بما أتي الشاب من عمل تمناه ملايين المصريين من قبله. ويتحدث الشاب لإحدي الفضائيات, ويقول إنه كان كارها لرفرفة علم الأعداء علي النيل وأنه قرر أن يقوم بما فعل في ثوان ليكشف في رحلة صعوده علي واجهة العمارة- ضابط جيش شابا أشار له بعلامة النصر حينها لم أتمالك دمعي من الفرحة بأبناء النيل الذين هم كالماس الذي يغطيه التراب لا يفقد قيمته وإنما يزداد بريقا ووهجا إذا ما رفعت عنه ما أصابه حينئذ حلمت بأن أكون (أنا أيضا) من الخارقين وتمنيت أن أكون (سوبرمان) لأدمر دولة اسرائيل كلها لينتهي الحقد والكره من العالم.