تحمل المجلس العسكري ويتحمل وسوف يستمر في تحمل سخافات الصغار, لأنه كبير وعاقل ويعرف مسئولياته, ويرتفع إلي مستواها في أخطر وقت مر علي مصر منذ ستين عاما علي الأقل. لكن ليس معني هذا أن يتمادوا في سخافاتهم وتطاولهم حتي يتجاوزوا حدود احتمال الأغلبية الساحقة من المصريين الذين يقدرون لهؤلاء الرجال إنقاذهم للوطن من التردي في متاهات ودروب مشتعلة بالفتنة كان يمكن أن تنزلق إليها, كما حدث لغيرنا شرقا وغربا وجنوبا في سوريا وليبيا واليمن. وأقول إن الجيش المصري من نسيج هذا الشعب, وليس طائفة أو كما يحلو لبعض مدعي الثقافة أن يسموهم العسكر ولأن دورهم الأساسي هو حماية الوطن والدفاع عنه, فكلما كانوا أقوياء محترمين ذوي هيبة, كان ذلك كله عائدا إلينا كمواطنين فهم درع وسيف ملك لنا, لكنهم في الفترة الحالية يتحملون مسئولية مضاعفة بإدارة شئون الدولة, ومعلوماتي أن العسكريين المصريين الآن بالاضافة لكونهم خير أجناد الأرض وفي رباط إلي يوم الدين فهم أيضا مثقفون من بينهم حاملو الدكتوراه في مختلف العلوم والباحثون والعلماء ورجال القانون وخبراء الاستراتيجية والسياسة الدولية, ومن ثم أمكنهم أن يتولوا شئون البلاد العليا بكفاءة( مؤقتا طبعا) وخلال هذه الفترة الانتقالية, حتي تعود الأمور إلي طبيعتها ويدير الشعب شئون الوطن من خلال نوابه ورئيسه المنتخب ومجلس وزرائه ومحافظيه المنتخبين. والحقيقة أنني لست متلهفا علي عودة القوات المسلحة إلي ثكناتها وتخليها عن المشاركة بالدور الرئيسي في حفظ الأمن بالشارع المصري, لأن الشرطة المدنية لم تستعد عافيتها بعد, والمشاكل الأمنية الكبري أصبحت لا يمكن حلها إلا من خلال الجيش والشرطة العسكرية, كما أنني بنفس القدر لست متلهفا علي انتقال الإدارة المدنية إلي الائتلافات والأحزاب والجمعيات وتسليمها مسئولية القرار الوطني, فهي جميعا حتي الآن دون مستوي المسئولية, وأضع يدي علي قلبي كلما تذكرت أن الاستحقاقات الانتخابية للبرلمان ورئيس الجمهورية تقترب يوما بعد يوم, بينما معضلة الدستور أولا لاتزال بدون حل, والكلام الفارغ لا يتوقف في الفضائيات. مرة أخري شكرا للمجلس العسكري علي تحمل سخافات البعض, فنحن نعرف أنفسنا جيدا, عندما يترك لنا الحبل علي الغارب. [email protected] المزيد من أعمدة عصام عبدالمنعم