إلي جدي الحبيب محمد حسني مبارك.. ابعث إليك بسلامي وتحياتي وقبلاتي واشتياقي إليك, فقد حرمتني الظروف القاسية من رؤياك كما كان, ولقد زاد حزني وألمي وانهمرت دموعي عندما شاهدتك داخل القفص الحديدي وانت علي سرير المرض وبجوارك أبي وعمي, ومجاورا لك مجرمو وزارة الداخلية. وأري انه آن الأوان لأن تعتذر لشعبك وارجو ان تبادر بالاعتذار, فقد رعيتني بحبك وحنانك وودك, واحضرت لي اشياء حلوة فلا تترك لي ذكريات تؤلمني وتجعلني يوما أترك وطني للخوف من ملامة أهلي المصريين بل اجعلني أتباهي أمامهم باعتذارك, وهب أموالك وثرواتك للشهداء وللمصريين, وابن مسجدا علي حسابك الطاهر, ولا تحتفظ إلا بمالك الخالص, ولاتخف علي من الضعف أو الفقر, بل اترك لي شيئا واحدا.. اترك لي ثروة عظيمة ونعمة وهي اعتذارك يا جدي لقد وقف والدي وعمي بجوارك في القفص في وضع ليس ليمنعا عنك التصوير وانما ليحجباك عن ان تري ممثلي شعبك وحتي لاتتأثر وتقول الحقيقة بالاعتذار. أعرف ان ما قلته هو ما أملاه عليك محاموك وأكده عليك أبي وعمي وجدتي ولكن وما كان ربك منسيا.. أذكر انك قلت إما الاستقرار أو الفوضي, والذي حدث ثورة.. شعب تطلع للحرية فأراد الله له النصر. من الضمير الحق الذي أودعه الله فيك أقول لك لن ينجيك أحد من الله إلا الله وبقول لسانك الحق بالحقيقة فقط قل وخلص ذمتك واترك لي الحقيقة وحدها رصيدا حرا أحيا واعتز بها فأنا راض عنك طالما طهرت نفسك بنفسك من النفس الأمارة بالسوء لتعود نفسك المطمئنة إلي ربها طالبة العفو والمغفرة. جدي الحبيب..الآن صحح ونق صفحتك أمام الله بالاعتذار لوطنك ولشعبك, ليستريح ضميرك وليستريح أخي محمد في قبره وافعل الخير لأهل المصابين والشهداء لعلهم يسامحونك وهذا أملي الوحيد. اطلق بالحق لسانك وقل اعتذر لشعبي واستغفر لذنبك فإن الله غفور رحيم غافر الذنب قابل التوب شديد العقاب ذي الطول وليكن لقبك الرئيس المعتذر لشعبه لقبا رحيما لنا وبنا وعلي الدوام, لك مني تحياتي وقبلاتي ودعائي والله هو الهادي الي سواء السبيل. هذا ملخص رسالة بعث بها الدكتور محمد عزت سليمان الأستاذ بمعهد البيئة بجامعة عين شمس علي لسان عمر علاء محمد حسني مبارك متخيلا انه امسك بالقلم وكتب إلي جده هذا النداء للاعتذار لشعب مصر عن اخطاء سنوات حكمه وحاشية نظامه الفاسد الذين أوصلوه الي ما هو فيه الان, والذين كانوا يحجبون عنه الحقيقة فلايري إلا ما يملونه عليه, والآن بعد فوات الأوان لم يبق أمامه إلا الاعتذار.. فهل يعتذر؟!