استمرارا لظاهرة تتكرر في كل عام, إنتهت مجموعة كبيرة من مسلسلات رمضان بأحداث ضعيفة دراميا في حلقاتها الأخيرة أصابت المشاهد بالضيق والندم بعد متابعتها بانتظام طوال شهر كامل منها عريس دليفري وخاتم سليمان وكيد النسا والريان . وبالبحث عن أسبابها يقول المخرج السينمائي د.محمد كامل القليوبي: إن نهايات الأعمال الدرامية ليس لها قواعد تحددها ولكن عادة فإن الموضوع هو الذي يفرض النهاية, بالإضافة إلي أن الأمر كله يرجع إلي إبداع المؤلف والمخرج معا واللذان من المفترض أن يتم بينهما الإتفاق علي أن تكون النهاية قوية من خلال مفاجأة المشاهد بحدث تتم تقويته بعدد من المؤثرات البصرية والسمعية التي تترك لديه أثرا مستمرا بعد ذلك وفي حالة عدم حدوث ما سبق فإن كل منهما يعتبر مسئولا عن فشل العمل الدرامي علي المستويين الجماهيري والنقدي. و تقول الناقدة ماجدة موريس: إن غياب النهايات المنطقية في معظم الأعمال الدرامية يرجع إلي وجود مجموعة من المؤلفين الجدد الذين لا يمتلكون موهبة الكتابة مع عدم خبرتهم الواضحة وإنعدام قدرتهم علي عمل ترابط بين الخيوط الدرامية, و المسئولية أيضا علي المخرجين حيث أنه من المفترض أن يعرفوا من البداية و قبل البدء في التصوير أن النهاية منطقية ومقنعة للمشاهد تبعا لتسلسل الأحداث أم غير ذلك فيتم الإبقاء عليها أو تغييرها, وأعتقد أن ضعف النهاية قد يرجع إلي عدم انتهاء المؤلف من كتابة النص الدرامي وتسليمه كاملا قبل تنفيذ المسلسل كما كان يحدث في الماضي مما يؤدي إلي الإرتباك في أثناء عرضه وتصويره في نفس الوقت فيلجأ المؤلف إلي السرعة في كتابته بعيدا عن الإبداع مع عدم الإهتمام بالبحث عن نهاية تظل باقية في ذاكرة المشاهد. و يؤكد د.عبدالله زلطة رئيس قسم الإعلام بكلية الآداب جامعة بنها علي أن نهايات الأعمال الدرامية تتوقف علي رؤية المؤلفين والمخرجين فمنهم الذي يري أن النهاية المنطقية الناتجة عن التسلسل الطبيعي للأحداث هي الأفضل بينما يري بعضهم أن المفتوحة التي تترك للمشاهد الحرية الكاملة في وضعها تحقق التميز في الوقت الذي يختار البعض الآخر نهايات غير منطقية وجميعهم يجب احترام وجهات نظرهم وحريتهم في الإبداع لأن الأعمال الدرامية ليست أعمالا تسجيلية تنقل واقع تاريخي معلوم الأحداث بعيدا عن خيال المؤلف و رؤية المخرج, ويضيف: إن أهمية النهاية في العمل الدرامي تتمثل في أنها تقدم للمشاهد خلاصة العملية الإبداعية لجميع عناصره لذلك يجب التركيز عليها لأنها هي التي تترك الإنطباع الأخير في عقل المشاهد بما يحمله العمل الدرامي من رسالة أراد صناعه نقلها إليه, فإذا كانت النهاية ضعيفة غير منطقية يفشل و إذا كانت منطقية ينجح و يعيش في وعي المشاهد و يحرص علي متابعته مرات عديدة فيما بعد.