بعد هبوط 200 جنيه.. سعر الذهب اليوم السبت 19 يوليو بالصاغة وعيار 21 الآن بالمصنعية    توم باراك: نتنياهو والشرع يوافقان على اتفاق لوقف إطلاق النار بدعم أمريكى    الكرملين: تسوية الأزمة الأوكرانية وتطبيع العلاقات بين موسكو وواشنطن موضوعان مختلفان    علموه احترام العقود.. رد ناري من رئيس تحرير الأهلي على بيان الاتحاد الفلسطيني بشأن وسام أبو علي    مفاجأة منتظرة.. الزمالك يعلن تطورات استاده الجديد في أكتوبر    شرط يهدد صفقة بيراميدز المنتظرة    الإسماعيلى يكشف حقيقة خصم 9 نقاط حال عدم سداد المستحقات وموقف القيد    مصرع طفلة غرقًا في مصرف زراعي بقرية بني صالح في الفيوم    أنغام تختتم حفل مهرجان العلمين بأغنيتى تيجي نسيب وياريتك فاهمني    رغم إصابته.. حسام حبيب يغني بالعكاز في حفله الأول ب السعودية (صور)    داعية إسلامي يهاجم أحمد كريمة بسبب «الرقية الشرعية» (فيديو)    «زي النهارده».. وفاة اللواء عمر سليمان 19 يوليو 2012    انتهت.. عبده يحيى مهاجم غزل المحلة ينتقل لصفوف سموخة على سبيل الإعاراة    موعد انتخابات مجلس الشيوخ 2025.. استعلم عن لجنتك الانتخابية ب«طريقتين»    السيطرة على حريق كابينة كهرباء داخل عقار ب شبرا الخيمة    «الداخلية» توضح حقيقة فيديو تضرر قاطني الجيزة من سرقة الأسوار الحديدية أعلى الطريق الدائرى    نشاط الرياح وانخفاض «مفاجئ».. بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم: 72 ساعة فاصلة    لخريجي الثانوية العامة والدبلومات.. تنسيق المعهد الفني الصحي 2025 (التوقعات بالدرجات والنسبة المئوية)    سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية ببداية الأسبوع السبت 19 يوليو 2025    5 أبراج على موعد مع فرص مهنية مميزة: مجتهدون يجذبون اهتمام مدرائهم وأفكارهم غير تقليدية    «شوفوا البنات طيبين ازاي».. أنغام توجه رسالة ل الرجال في افتتاح مهرجان العلمين    سعر المانجو والموز والفاكهة ب الأسواق اليوم السبت 19 يوليو 2025    أحمد كريمة عن العلاج ب الحجامة: «كذب ودجل» (فيديو)    تعاني من الأرق؟ هذه التمارين قد تكون مفتاح نومك الهادئ    أبرزها الزنجبيل.. 5 طرق طبيعية لعلاج الصداع النصفي    خبراء: خطوة تعكس توجه الدولة نحو اقتصاد إنتاجى مستدام.. وتمثل استثمارًا فى رأس المال البشرى    تأكيدا لليوم السابع.. الزمالك يكشف بشكل رسمى سبب غياب فتوح عن المعسكر    "القومي للمرأة" يستقبل وفدًا من اتحاد "بشبابها" التابع لوزارة الشباب والرياضة    كسر بماسورة مياه الشرب في شبرا الخيمة.. والمحافظة: عودة ضخ بشكل طبيعي    الحوثيون يعلنون استهداف مطار بن جوريون بصاروخ باليستي فرط صوتي    وزير الخارجية اللبنانى لنظيره الأيرلندي: نطلب دعم بلدكم لتجديد "اليونيفيل"    اليوم.. الاستماع لمرافعة النيابة في قضية «مجموعات العمل النوعي»    الآن.. خطوات بسيطة لتسجيل بياناتك والحصول على نتيجة الثانوية العامة 2025    "هشوف الفيديو".. أول تعليق من والد هدير عبدالرازق على واقعة التعدي عليها داخل شقة    مصرع وإصابة 4 أشخاص في حادث تصادم دراجتين بخاريتين بقنا    نواف سلام: ورقة المبعوث الأمريكي هي مجموعة أفكار لتنفيذ إعلان ترتيبات وقف الأعمال العدائية    خبير اقتصادي: رسوم ترامب تهدد سلاسل الإمداد العالمية وتفاقم أزمة الديون    ماركوس يبحث مع ترامب الرسوم الجمركية الأمريكية على الصادرات الفلبينية    رئيس الإمارات ونظيره المجرى يبحثان فى بودابست تعزيز علاقات التعاون الثنائى    رزان مغربي تطمئن جمهورها بعد الإصابة: «أشكركم على مشاعركم الصادقة»    مي عمر جريئة وريم سامي بفستان قصير.. لقطات نجوم الفن خلال 24 ساعة    المخرج خضر محمد خضر يعلن ارتباطه بفتاة من خارج الوسط الفني    «مستقبل وطن» ينظم مؤتمرا جماهيريا لدعم مرشحي مجلس الشيوخ في القليوبية    ب37.6 ألف ميجاوات.. الشبكة الموحدة للكهرباء تحقق أقصى ارتفاع في الأحمال هذ العام    "الدنيا مريحة" .. أسعار السيارات المستعملة مستمرة في الانخفاض| شاهد    اليمن يدعو الشركات والمستثمرين المصريين للمشاركة في إعادة الإعمار    5 طرق فعالة للتغلب على الكسل واستعادة نشاطك اليومي    أصيب بنفس الأعراض.. نقل والد الأشقاء الخمسة المتوفين بالمنيا إلى المستشفى    "الصحة" توجه نصائح مهمة للوقاية من ضربات الشمس والإجهاد الحراري    نادي دهوك يتوج بكأس العراق للمرة الأولى في تاريخه بعد نهائي مثير أمام زاخو    رئيس الأوبرا: انطلاق النشاط الصيفي للأوبرا وهذا سبب اختيار إستاد الإسكندرية لإقامة الحفلات (فيديو)    بعد موافقة استثنائية من الاتحاد الدولي.. مصر تستضيف بطولة إفريقيا لشباب الطائرة في سبتمبر    عبد السند يمامة عن استشهاده بآية قرآنية: قصدت من «وفدا» الدعاء.. وهذا سبب هجوم الإخوان ضدي    فوز فريقين من طلاب جامعة دمنهور بالمركز الأول فى "Health Care" و "Education Technology"    هل مساعدة الزوجة لزوجها ماليا تعتبر صدقة؟.. أمين الفتوى يجيب    براتب 10000 جنيه.. «العمل» تعلن عن 90 وظيفة في مجال المطاعم    الهيئة الوطنية تعلن القائمة النهائية لمرشحي الفردي ب"الشيوخ" 2025 عن دائرة الإسكندرية    هل تعد المرأة زانية إذا خلعت زوجها؟ د. سعد الهلالي يحسم الجدل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أطفال بلا مأوي مشروع
بلطجية يهدد بالاكتمال
نشر في الأهرام اليومي يوم 28 - 08 - 2011

نقابلهم بملابسهم الرثة وبأجسادهم النحيلة يبيعون المناديل وأدعية رمضان أويفترشون الأرض تحت الكباري أويجتمعون حول موائد الرحمن وقد نلمحهم يحملون سنجا ومطاوي في أحداث العنف المختلفة‏.‏ إنهم الاطفال بلا مأوي أو كما يطلق عليهم المجتمع الذي طالما ظلمهم وقسي عليهم, أطفال الشارع. عجينة هشة سهل إستغلالها من جانب البلطجية في وقت تزداد فيه ظروف حياتهم سوءا وفي ظل ضعف قبضة الأمن. آلاف من الصغار المهملين منذ عشرات السنوات. قبل ثورة مصر كانت قضيتهم يتم التعامل معها دعائيا وتستغل للحصول علي تمويلات بإسمهم, بدون عمل حقيقي للإقتراب منهم والتعامل مع مشكلاتهم إلا من بعض الإستثناءات القليلة. أما الآن فهم أكثر إهمالا رغم خطورة القضية. فهؤلاء الصغار إذا لم يتم إنقاذهم سيتحولون إلي بلطجية المستقبل خاصة أنهم يحملون طاقات من مشاعر الكراهية والعنف لمجتمع دائما ما يشيرإليهم ويحتقرهم.
شارك بعضهم في أحداث الثورة واليوم نلمح الكثير منهم في الميادين المختلفة, يسترزقون اويتم إستغلالهم في أعمال البلطجة. ما حقيقة ما يحدث الآن في عالم الأطفال الذين يأويهم الشارع, أين هم, كيف أثرت عليهم أحداث مصر؟ وهل هناك خطة للإهتمام بهم ومنع خطر استغلالهم في التخريب والجريمة قبل ان يهددوا هم أيضا بمليونية للدفاع عن حقهم في الحياة. أسئلة حاولنا من خلال هذا التحقيق الإجابة عنها.
هم لا يهمهم أن يكون الدستورأولا أم الإنتخابات, لا أن يكون النظام رئاسيا ام برلمانيا, أن يحاكم رموز الفساد أم لا وإن كان البعض منهم يتم استخدامه في اتجاه ضد الآخر اويستغل من عناصر البلطجة والفوضي. ما يحدث في مصر, بالنسبة لهم هو فرصة للتكسب والشعور بقدر أكبر من الأمان و الطمأنينه وسط جموع الثوار, إحساس بالقيمة والتقدير يفتقده هؤلاء الصغار في مجتمع دائما ما يطاردهم و يعاملهم ببديهية المشردين والمجرمين. وذلك منذ ان بدأ وجودهم يفرض نفسه علي المجتمع بسبب تزايد معدلات الفقر,الجهل والتفكك الاسري, مما أفقدهم المأوي النفسي, الإجتماعي, المادي والعاطفي ليفقدوا بعدها مأوي الجدران و يرتموا في أحضان الشارع, ويصبحوا فريسة للعنف و الإستغلال و التهديد بالإنخراط في عالم الإنحراف والجريمة.
أسعدهم عدم وجود الشرطة في بدايات الثورة وثورة الغضب ضدها فالثأر كبير بين الكثير منهم ورجالها, خاصة انه بعد فترة من إقامة الشارع يصبح أي نوع من القيود مرفوض من هؤلاء الاطفال حتي لو كان فيه مصلحتهم.
حرق الأقسام إنتقاما من الشرطة
في منطقة بولاق الدكرور كما يقص أحد أطفال المنطقة, كانت فرصتنا للإنتقام بالهجوم علي القسم. و لم لا وكثير من الاطفال كانت الأقسام بالنسبة لهم أماكن للتعذيب كما حدث مع محمد,14 سنه الذي خرج من قسم امبابة يشكو ما تعرض له من تعذيب شديد الي مشرفي جمعية نور الحياة. أما إسلام فقد علقه ضباط قسم الوراق مقيدا في شباك الحجز بالقسم في عز البرد حتي أغمي عليه وذلك قبل حرق القسم بيومين.
أطفال أفرزتهم أسر مشوهة اجتماعيا و نفسيا وتعاني اقتصاديا وتلقفهم مجتمع ليكمل أدوات تعذيبهم و ايذائهم. ورغم سقوط الريس كما يقول عبد الرحمن,12 سنه لم يلتفت أحد الي مشاكلنا وكل الناس بتتكلم عن الشباب, طب ما احنا شباب بكره. يردد الطفل بتلقائيتة و باحساس بالمرارة يجعله علي استعداد لفعل اي شئ و كل شئ ضد مجتمع يهمله ويقسو عليه. فعبد الرحمن مثل كثير من الأطفال منذ بدايه الثورة, لم يعد يتردد علي مؤسسة الإستقبال أوالمدارس الصديقة, لكن يذهب ليبيع المناديل أو يشارك في سرقات قائلا انه يجد هذه الأشياء ملقاة. وهم انفسهم من يبيعون أجهزة مثل التليفزيونات وشاشات الكمبيوتر بثمن بخس في ميدان لبنان ووسط البلد.
الأطفال أكثر إهمالا بعد الثورة
وفي نفس المنطقة التي كان يخرج منها عبد الرحمن, بولاق و زنين, كان الأطفال في عمر ال15 و16 يسرقون عابري اللجان الشعبية. و كما يقول أحدهم كنا بنوقف العربيات ونسرقهم. سلوك متوقع كما تقول علا, أخصائية إجتماعية, من صغار يشعرون بكره المجتمع لهم و إهداره لحقوقهم. وتضيف الأخصائيه التي تدرك مدي خطورة المشكلة أن هؤلاء الاطفال أصبحوا اكثر إهمالا بعد الثورة.( لا أحد يفكر فيهم و في مشكلاتهم, نخشي المجرمين و الهاربين من السجون و لا نفكر في خطورة هؤلاء الصغار بما يحملونه من عنف و كره للمجتمع إذا ما استمر تجاهلهم وإهمالهم خاصة انه كما تقول أغلقت اكثر من جمعيه خاصة أبوابها في وجوههم بعد الثورة بسبب نقص الإمكانات وتحول الاهتمامات.) تقول علا مؤكده أنه حتي بعض مكاتب الهيئات الدولية التي كانت تعمل علي قضيه هؤلاء الصغار تحولت إلي الإهتمام بالشباب وكأنها موضة نلهث خلفها لا قضايا إجتماعية حقيقية نعمل من أجل إيجاد حلول لها.
ورغم حديث البعض ممن يعملون في المجال عن بحث أجرته منظمة اليونسيف بخصوص وضع هؤلاء الاطفال اثناء الثورة إلا انني وجدت عدم اكتراث وإهمال شديد للامر حين طلبت الإطلاع عليه. فالبعض يبدو متعجبا من الحديث عن هؤلاء الأطفال في الوقت الذي أطاحت فيه ثورة مصر برأس النظام لكن لازالت تواجه الكثير من التحديات لإعادة ترتيب بيت الوطن الذي أحدثت فيه سياسات النظام السابق الكثير من الفوضي والمآسي. لكن ما لا يعرفه الكثيرون أن مشكلات هؤلاء الصغارهي جزء من هذه الفوضي و المآسي و أنها, في ظل المزيد من الظلم الإجتماعي, مهددة بالتفاقم.
الأيام دي صعب نلاقي اللي يحمينا, حد يضربك, آخر يهينك, شرطة تييجي تلمنا زي البلطجية و المجرمين, هذه هي كلمات محمد, ذوالعشر سنوات و الذي قررترك أسرته بلا عودة بعد أن انفصل كل منهما وضاقت به حياتهما. يصف محمد حاله وزملائه بأنه سيء جدا مشيرا الي اصاباته العديدة في ساقه و ذراعه.
الهروب من الشرطة و البلطجية
يجتمع مع غيره في الشرابية و أحمد حلمي و يؤكد أنهم يحاولون الهروب من الشرطة التي لا تفرق حملاتها حين تنزل هذه الأيام بين الكبار و الأطفال. و هو ما يؤكده محمد خليل, المشرف النفسي لجمعية نور الحياة في إمبابة. هنا مركز استقبال للأطفال بلا ماوي, يمنحهم الأطعمة,بعض الملابس, العلاج أحيانا و قدر من الاستماع و التفهم النفسي لربما يساعدهم علي العوده لاسرهم إن أمكن أوتحويل بعضهم إلي مقر إيواء دائم. يتعامل المركز كما يقول محمد مع حوالي500 طفل من إمبابة والمناطق الاخري اما التردد اليومي فهو حسب الظروف ما بين20 و25 طفل لكنه قل عن ما قبل الثورة. و يشرح أنه يعلم ان هناك عشرات الأطفال محبوسين. فالصغار ليس لديهم أوراق تثبت هويتهم, لذا فمن السهل القبض عليهم خاصة في وقت تريد فيه الشرطة اثبات تواجدها. ويشرح اننا نحاول معرفة اماكن حبسهم و مخاطبة الضباط الذي لا يكون لدي بعضهم اي فكرة عن التعامل مع طفل الشارع و هو ما كنا قد قضينا سنوات من العمل والتوعية قبل الثورة فهل سوف نبدأ من جديد؟ يتساءل محمد مضيفا ان الأوضاع الإقتصادية للكثير من الأسر قد ازدادت سوءا خاصة من يعمل منهم باليومية ذاكرا قصة احدي السيدات المطلقات و التي كانت تكسب رزقها من البيع في الشارع و هي الآن مهددة بالبقاء فيه مع أبنائها الستة بسبب عدم قدرتها علي دفع ايجار السكن.
ظروف اجتماعية واقتصادية تهدد بوجود المزيد من الأطفال في الشارع بينما هم معرضون أكثر كما يقول رضا للبلطجة والإستغلال وكذلك الحبس. رضا,19 سنة هو أحد الاطفال الذين قضوا اكثر من عشر سنوات في أحضان الشارع وعجن بسلوكياته لكنه استطاع بعد مجهود مجموعة العمل في مؤسسة الحياة الافضل و بسبب ارادته, تعلم الحياة بدون سجائر و مخدرات وعمل بطاقة شخصية. يحاول اليوم كسب الرزق بالحلال وفرض احترامه علي الآخرين الذين يصنفون طفل الشارع علي انه بلطجي و مجرم. والآن يساعد الأستاذ عبد السلام, مسئول الجمعية في التعامل مع الأطفال الآخرين في محاولة للتخفيف من حدة مشكلاتهم او استقطابهم الي حياة الاستقرار. رضا الذي نزل الي التحرير يوم موقعة الجمل مندفعا بعد تأثر البعض بخطاب الريس لضرب الثوار يقول انه ادرك خطأه بعد ما شاهد كم الاعتداءات علي الشباب. و لكنه يؤكد ان خمسين جنيه كانت بتفرق مع العيال التانيين ليعتدوا ويضربوا الشباب.
أطفال في خطر
أطفال يستغلون وآخرون مختفون من اماكن تواجدهم المعتادة في شارع جامعة الدول العربية كما قالت وفاء المستكاوي من إدارة الدفاع الإجتماعي كملاحظة شخصية, بينما أخرون مقبوض عليهم.
لتصبح حقوق الأطفال مهدرة و أكثر إهمالا في الوقت الحالي كما يقول هاني هلال رئيس مركز حقوق الطفل.ويضيف أنه بدأت تحدث ردة علي ما حدث من مكتسبات وهو ما اعتبره ضد الثورة. فالهدف هو الحصول علي الحقوق أما الآن فقضايا الطفولة ليست علي أجندة الإهتمامات من الأصل. وهو مايثير القلق خاصة مع ملاحظة إختفاء أعداد من الأطفال.( فهذا معناه انهم في خطر, إما أن هناك جهات أو عصابات تستغلهم أو ان هناك احتمالا لإختطافهم بواسطة عصابات دولية منظمة كما يحدث في أوقات القلاقل و عدم الإستقرار. لذا يجب العمل علي دراسة ما يحدث و التعامل بشكل حقيقي مع مشكلات هؤلاء الأطفال.) يقول هلال مستطردا أن هناك18 طفلا تم عرضهم علي المحاكم العسكرية لكن المجلس القومي للطفولة قدم التماسا لإعادة محاكمتهم امام قاضيهم الطبيعي.
حملة توعية بحقوق الطفل
ويضيف أن المركز بدأ حملة للتوعية بحقوق الأطفال ولمنحهم اهتماما حقيقيا وتوفير أماكن إيواء آدمية بين موظفين يعرفون كيف يتعاملون معهم بدون ايذاء و قتل و اهدار لحقوقهم.( أتحدث عن خدمات حقيقية لا مجرد مؤتمرات و ندوات و كم من التمويلات التي تؤخذ بأسمائهم منذ سنوات و النتيجه صفر.)
مؤتمرات كانت تعقد لسنوات طويلة منذ2003 في أرقي الفنادق لمناقشة قضايا أطفال يأويهم الشارع و تتحدث و تأخذ تمويلات باسمهم بينما هم يعانون تحت الكباري وبين أحضان العمارات المهجورة فض برائتهم واستغلالهم المادي و النفسي وكافة اشكال الإعتداءات. بينما لا يعمل علي الاقتراب من حقيقة مشكلاتهم سوي عدد محدود جدا من الجمعيات تتصادم مع جهل المجتمع بالقضية ومحاولات الكثيرين لإستغلالها. أطفال يحتاجون للجهد والثقة و الإحساس بالأمان حتي لا يقوم أحد بإ ستغلالهم, ولا يسرقون او حتي يقتلون انتقاما من هذا المجتمع الذي طالما ظلمهم ولا زال يقسو عليهم.
أين مباحث الأحداث؟
و السؤال ما هو دور شرطة الاحداث فيما يخص إختفاء الأطفال واستغلالهم خاصة ان الدور المنوط بها هومكافحة الجرائم ضد الأحداث لا ما يرتكبها الاحداث كما هو الشائع لدي البعض و كما شرح لي أحد عناصرها.وقد علمت ان ضباط الاحداث كانوا جميعهم منتدبين إلي المباحث الجنائية طوال الفترة الماضية بسبب كم المشكلات التي تواجهها الداخلية وحملات مكافحة البلطجية و الهاربين من السجون إلي جانب كم القضايا التي يعج بها المجتمع يوميا.
لكن مع ناقوس خطر الأطفال بلا مأوي و وسائل استغلالهم المختلفة الذي بدأ يدق وينذر بالإنفجار بدأت مباحث الاحداث في جمع المعلومات لعمل خطة عمل في مواجهة استغلال هؤلاء الصغار. خطة يجب أن يصاحبها قدر كبير من الوعي و الثقافة الإجتماعية بكيفية التعامل مع هؤلاء الصغار كما تقول وفاء المستكاوي من الدفاع الإجتماعي مشيرة إلي أن قضية الاطفال بلا مأوي, قضية قومية منذ الثمانينات لكن قبل ذلك و منذ1882 كانوا يسمون اطفال مشردين الي أن انتهي الامر بإسنادها إلي وزارة الشئون الإجتماعية في الخمسينات ليصبح لدينا اليوم38 مؤسسة حكومية و سبعة مؤسسات أهلية خاصة تعمل في المجال. و اليوم القضية هامة و نحتاج لدراسة أحوالهم بعد الثورة.
خطط لاجهاض مشروع بلطجي المستقبل
اما فيما يخص خططنا المقبلة للتعامل مع مشكلاتهم فتشرح انه سوف تصدرخلال أيام, عدة قرارات وزارية تمنح حقوق أكثر للأطفال. أهمها عمل صناديق للشكاوي في مؤسسات الرعاية لا تفتح إلا من خلال إدارة الدفاع الإجتماعي. كذلك تكثيف الحملات الرقابية علي هذه المؤسسات لضبط أي خرق لسياسة حماية حقوق هؤلاء الاطفال. و تضيف ان الجمعيات التي تعمل او تريد ترخيصا بمقر إقامة دائمة سوف تخضع الي قواعد هامة خاصة بالمساحات والمباني وكذلك بطاقم العمل و أي إخلال بحماية الأطفال سيعرضها لسحب الترخيص. كذلك سنفرض مدونه سلوك للعاملين و المتعاملين مع الاطفال ليحاسب من يقصر.
ورغم أن ظروف مصر الحالية, من استمرار للتظاهرات و الإعتصامات بحثا عن حقوق و مطالب لم تتحقق, تشغلها عن الاهتمام بهؤلاء الاطفال إلا ان حالة الفوضي الأمنية و عدم احترام القانون يزيد من مشكلاتهم بل ان مهمة الأخصائيين اصعب كما يشرح محمد خليل الذي يعمل ضمن اخصائي خط16000 لنجدة الاطفال. و يشرح:( تصوري أن الأخصائي نازل منطقة مثل ناهيا لمواجهة مشكلة عنف أسري و الأب يرفض التدخل و يستعين بالبلطجية للإعتداء عليه. فيمكن ان يصل الأمرأن يتعرض للقتل. هناك عدد من الزملاء تعرضوا بالفعل للضرب و الاعتداء.) يقول محمد مذكرا بان الأطفال يمثلون ثلث المجتمع المصري لذا يجب ان يصبح الاهتمام بهم و بتعليمهم وتنميتهم هو مشروعنا القومي في الفترة القادمة. بينما تؤكد سهام إبراهيم التي تعمل في المجال منذ سنوات طويلة انه يجب عمل بحوث ميدانية حقيقة لمعرفة واقع الاطفال الحالي و ما وصل إليه العمل المدني بخصوصهم ونبحث عن إجابات عن أسئلة من نوع اين ذهبت التمويلات الخاصة بهم.
أما وفاء المستكاوي فتري انه من الضروري ان ننشر ثقافة التعامل مع هؤلاء الصغار لان المسألة ليست بسيطة و لكنهم المستقبل. ولكل من يستخدم اليوم طفل في اعمال اجرامية و بلطجة فليحتكم لضميره لاننا لسنا في وقت يسمح بموت الضمير. و تؤكد ان مشكلات الاطفال حيوية و لا تحتمل التاجيل.
رضا, الذي طالما عاني من قسوة الاسفلت, يري ان حل مشكلة الاطفال المعرضين لخطر الشارع في وجود أماكن تأويهم وتحميهم في كل منطقة لكن بدون إهانات وضرب أوتقييد قاسي للحرية كما يحدث في بعض المؤسسات, علشان مفيش حد يستغلهم. قنابل لو آن اوان انفجارها سيصيب دويها المجتمع بالكثير من الأوجاع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.