اختتمت هيئة قصور الثقافة منذ أيام فعاليات احتفالاتها بليالي رمضان في مختلف الأقاليم الثقافية تحت رعاية الشاعر سعد عبدالرحمن رئيس الهيئة. وشهدت ليالي رمضان الثقافية هذا العام اقبالا جماهيريا ملحوظا, حيث حرص الجمهور علي ارتياد أماكن الاحتفالات بجميع الاقاليم والمحافظات, خاصة ان رمضان هذا العام يأتيهم مختلفا عن ذي قبل بعد نجاح ثورة52 يناير في تحقيق ارادة الشعب, وتغيير رئيس استمر جاثما علي صدره طيلة03 عاما. ثم التطلع بعد ذلك لمستقبل مصر بروح جديدة وثابة. ويلاحظ ان الاحتفالات بليالي رمضان الثقافية في مختلف المواقع بالوجه البحري والقبلي ومن قبلهما القاهرة, قد بدأت يوم التاسع من شهر رمضان الذي يأتي ترتيبه التاسع بين الشهور العربية, وكان النشاط اليومي يبدأ في الساعة التاسعة مساء, وقد لاحظت دنيا الثقافة أثناء مشاهدتها الاحتفالات في أكثر من موقع خاصة في الصعيد غياب بعض الأنشطة مثل السيرة الهلالية, ومعارض الحرف البيئية, وألعاب الأطفال ومعرض الكتاب التي كانت تصاحب النشاط الفني كما كان من قبل. في المنوفية, أقيمت احتفالات رمضان في الحديقة الثقافية تحت اشراف الشاعر طاهر صقر مدير ثقافة المنوفية وتناول برنامج الاحتفالات عدة ندوات ولقاءات فكرية حول المرحلة المصرية الراهنة, مستضيفا كبار النقاد والمثقفين حيث ألقي الناقد الدكتور حلمي القاعود محاضرة عن فلسفة الإسلام في التغيير, وتناول الدكتور سميح شعلان الثورة والمقاومة في الأدب الشعبي, فيما تناول الكاتب الصحفي محمد هزاع علاقة الإعلام والصحافة بالأحداث الجارية والدور الذي يجب علي وسائل الإعلام ان تقدمه في سبيل العبور بالوطن إلي بر الأمان. وفي اقليم شرق الدلتا خاصة في المنصورة كانت هناك عروض فنية متنوعة وتضمن برنامج الاحتفالات ركنا إبداعيا مهما يقام لأول مرة وهو عكاظ الشعراء الذي يتباري من خلاله شعراء الدقهلية في القاء أحدث ما لديهم وجاءت معظم الإبداعات عن الثورة وعاقبة الظلم, ومعاناة الشعوب من قهر حكامها.أما في اقليم وسط وجنوب الصعيد فكانت الأغاني الوطنية والدينية هي القاسم المشترك في مختلف المواقع بمحافظات الجنوب, وبما ان المصريين شعب غناء فهو يحمد ويسبح بغناء وفن وإبداع, كما يقول محمد موسي توني رئيس الاقليم الذي أكد أهمية ان يركز برنامج الاحتفالات علي ثقافة النماء والانتماء, وكان من أهم ملامح الاحتفالات التي اقيمت بقصر ثقافة أسيوط تحت اشراف ضياء مكاوي مدير القصر فقرة المنتدي السياسي الذي يستضيف أحد كبار الكتاب والمثقفين والمفكرين في حوار مباشر مع الجمهور حول احدي القضايا الراهنة التي طرحها المنتدي كهوية الدولة المصرية القادمة, والتيار الديني صعودا وهبوطا في التاريخ المصري المعاصر وثورة52 يناير من الوقائع إلي الآمال. وفي احدي ليالي المنتدي دعا الكاتب الصحفي عبدالعظيم مناف رئيس تحرير الموقف العربي إلي الاستمرار في رصد الفساد وكشف الحربائيين المتلونين الذين انقلبوا علي الرئيس السابق بعد ان كانوا خدما له, ليسطوا علي منجزات الثورة وطالب بمحاكمة المخلوع محاكمة سياسية, وقال ان الأرض الآن صارت تحت ايدينا, ولابد ان نستردها من قطاع الأعمال بضم القاف وتشديد الطاء المفتوحة وفي سوهاج أصر الشاعر أحمد الليثي مدير الفرع الثقافي علي خروج أنشطة قصر الثقافة إلي الحدائق العامة للالتحام بالناس, وتقديم أكثر من لون فني و إبداعي لهم في الهواء الطلق. وقال ان الفرع قدم أنشطة جديدة هذا العام منها مسرح العرايس الليلة الكبيرة والليلة المحمدية ورسالة إلي رفاعة الطهطاوي, وهي حكايات تعرض من خلال مسرح العرايس بمناسبة احتفالات رمضان, بالإضافة إلي ورش الإبداع ومراسم الأطفال مشيرا إلي تركيز الندوات الفكرية علي رسالة الثقافة بعد ثورة52 يناير, ودور الشباب والمشاركة الاجتماعية في التنمية البشرية بعد الثورة. وإلي جانب ذلك كانت القوافل الثقافية التي جابت قري ومراكز المحافظة بصحبة الشعراء والمنشدين والفرق الفنية التي قدمت تابلوهات عن رمضان وسوهاج والثورة, وقدم الشاعر جميل عبدالرحمن أحدث قصائده عن ميدان التحرير التي استمتع بها جمهور حديقة الأوبرا بسوهاج, وقدمت فرقتا الخارجة والوادي الجديد أكثر من عرض فني كان يتفاعل معها الجمهور إلي ان ينصرف لتناول السحور بعد وجبة ثقافية تحمل نكهة روحية علي مائدة الشهر الفضيل.. وكل عام وثقافتنا بخير.