كانت حياة النجم الراحل مليئة بقصص الحب التي تفوق في أحداثها أجمل قصص الحب التي جسدها علي الشاشة, من هذه القصص اخترنا أن نتوقف أمام قصتين أثروا فيه جدا الأولي اعترف لي بها بحكم ارتباطي بصداقة شخصية له في أثناء حوار بيننا, وهنا أتركه يتحدث بها بنفسه كما ذكرها لي حيث يقول:بعد تخرجي في كلية التربية الفنية أوشكت أن أحب موديلا صادفتها علي مقهي في شارع خيرت في الجيزة حيث كان من عاداتنا نحن شباب المنطقة أن نتردد علي هذا المقهي, وفي أحد الأيام وجدت فتاة سمراء اسمها زكية ذات وشم صغير في وسط الذقن وعينين شقيتين ذكيتين فيهما نظرة صادقة وفيهما نداء غريب صامت تحمل مشنة صغيرة علي رأسها وتمشي بخطوات إيقاعية ومع ذلك لم تسقط المشنة من علي رأسها, وكان من عاداتها أن تضع يدها في المشنة لتجلب الفول السوداني وتضعه أمام الجالسين علي الموائد ثم تجمع القروش التي يجودون بها وتمضي, المهم أنها أعجبتني جدا كرسام وصممت علي رسمها وبدأت أنتظرها كل يوم فلم تخلف موعدا, كانت دائما تجيء في الخامسة بعد الظهر, واعتدت أن أشتري منها الفول, وفي أحد الأيام عرضت عليها أن أرسمها فضربت بيدها علي صدرها- علي طريقة بنات البلد- وقالت بكلمات مبطنة بالريبة والشك في قصدي: ترسمني أنا ليه يا سيدنا الأفندي؟! وكان السؤال علي بساطته من الصعب الرد عليه وعلي الأصح إقناعها برد معين ولكنني أثنيت علي جمالها وطابعها الخاص وبعد تردد وافقت أن أرسمها في أحد الغرف علي سطح منزلنا, وبعد مرور أيام سمعت جلبة وضجيجا علي السلم وفجأة انخلع باب الغرفة ووجدت جدي الذي كنت أسكن معه في هذا الوقت بعد أن تركت أهلي في المنصورة يصرخ ويتهمني بالفساد والفجور بل وانهال علي ضربا وهو يصرخ يا مجرم يا منحرف أحلق دقني لو فلحت؟!, وبعد أن انتهي من عقابي بيده ولسانه استدار جهة زكية وراح يضربها ويركلها ويصفها بأنها عاهرة رخيصة تحاول إفساد أخلاقي, وتسللت المسكينة هاربة ولم يرحمها أهل الحي بالطبع الذين شاهدوها تغادر البيت والدموع في عينيها واللعنات تطاردها واختفت زكية من الحي. وبعد سنوات من احترافي التمثيل في الإذاعة وأثناء جلوسي مع زملائي الفنانين فريد شوقي وعبد المنعم مدبولي وعبدالبديع العربي علي أحد المقاهي مرت بنا فتاة جميلة جدا ترتدي ثوبا من أحدث طراز وتقص شعرها علي طريقة ذيل الحصان ونظرت الفتاة إلينا جميعا ثم احتضنتني بابتسامة حلوة أطالت النظر إلي, فانتحلت عذرا لمغادرة المقهي وما إن رأتني الفتاة أخرج من المقهي حتي سارعت إلي شارع جانبي فذهبت إليها وما إن دققت النظر إليها حتي صحت زكية! فقالت وهي تبتسم لا زوزو يا أستاذ كمال وركبنا أول سيارة أجرة وفي أحد الكازينوهات الهادئة علي شاطيء النيل لم تتكلم زوزو أو زكية كثيرا عن التحول الذي طرأ عليها ولم أكن في حاجة إلي كلماتها لأعرف أي الطرق سلكت وماذا باعت بعد أن كانت تبيع الفول السوداني وتركتها وأنا أسأل نفسي هل كنت مسئولا عن انحرافها؟!. - أما قصة الحب الثانية في حياة نجمنا الكبير دارت أحداثها في الفترة من عام1952 إلي عام1961 حيث أحب امرأة من خلال صوتها, وكانت تلك العلاقة يتكفل بها التليفون فلم يرها أبدا ولم يعرف عنها أي شيء أكثر من أنها معجبة به, كان حديثها يسعده واهتمامها به يدعوه إلي الاعتزاز فإذا مرض التفت ليري الورد بطيبه وعطره يفاجئه ومعه بطاقة لطيفة منها, وفي يوم عيد ميلاده يفاجأ بأن يرسل له جروبي كل مستلزمات حفلة كبيرة, وهكذا استمرت علاقته بهذه السيدة دون أن يراها مرة واحدة إلي أن اختفت من حياته دون أن يعرف شيئا عن سر اختفائها,وفي عام1965 قدم بعض تفاصيل قصة حبه هذه في فيلم الوديعة مع هند رستم وناهد شريف.