يجب الالتزام بتوفير معدات الامان والسلامة واتخاذ كل الاحتياطات التى تمنع تكرار الحريق الذى تعرضت له ورش اصلاح المراكب فى السويس. وذلك بتجفيف منابع الاهمال والتسيب. الكارثة أن الورشة التي تعرضت للحريق تجاور احدي شركات البترول مما يعرض خليج السويس باكمله لمخاطر حرائق يصعب السيطرة عليها, ولمعالجة هذه المسألة من جذورها جاء قرار اللواء سيف الدين جلال محافظ السويس الذي قرر فور اندلاع الحريق نقل القزق وابعاده عن موقع تكرير البترول ومراجعة شروط الأمن والسلامة في الورش الأخري. الأوضاع الآن في منطقة الورش بالسويس نرصدها في هذا التحقيق. بداية يقول سامح سعد نائب رئيس لجنة السياحة بجمعية شباب الأعمال: يمكن أن تكون السويس نقطة صناعة وصيانة واصلاح السفن في منطقة الشرق الأوسط لجغرافيتها المتميزة والقريبة من البحرين المتوسط والأحمر ولوقوعها علي قناة السويس ولقربها من القاهرة موطن ملاك السفن واليخوت وموطن بيع الخامات وهي الأقرب إلي الغردقة وشرم الشيخ فضلا عن مناطق العمل للصيادين في البحرين الأحمر والمتوسط ونقطة متوسطة لكل السفن التي تحتاج الي صيانة واصلاح. ولكن حالة معظم ورش صناعة وصيانة السفن طبعا باستثناء ترسانة السويس العريقة سيئة جدا من حيث تدني مستوي النظافة وانعدام الأمن خصوصا في قزق الجمعية بالاتكة. ويحذر صلاح محمد الصاوي فني لحامات من امكانية انتشار الحرائق في القزق لا سيما أن كميات القمامة والمخلفات وبقايا الأخشاب كثيرة جدا فضلا عن أن المسافة بين المراكب المرفوعة للاصلاح والصيانة أو التصنيع لا تتعدي مترا واحدا تقريبا مما يساعد علي انتقال النار من مركب إلي مركب مجاور, وهو ما حدث قبل ذلك وحدث في حريق قزق المعدات الأخير حيث كانت المراكب متراصة بجوار بعضها البعض. ويضيف فرج محمد فرج وكيل احدي الشركات التركية المتخصصة في اليخوت أن عوامل الأمان تتطلب أن تكون المسافة بين المراكب لا تقل عن4 أمتار. وهو ما لا ينتبه اليه أحد. فرغم وجود وحدة اطفاء في جانبي القزق إلا أن سرعة الريح وملاصقة المراكب ساعد علي سرعة الاشتعال. ويتساءل الدكتور ابراهيم أدهم كيف سيكون الحال اذا شبت النيران في أحد المراكب ليلا؟ وينبه إلي عدم وجود سور أو نظام تأمين ضد السرقات وامتداد القزق إلي الأرض الخاصة بمصنع الحديد والصلب وعدم وجود أي اهتمام من جانب المحافظة أو من أي جهة من الجهات المختصة؟! الصورة التي سجلناها خلال جولتنا بالمنطقة تؤكد ان ورشة جمعية الصيادين أو ما يعرف ب قزق الجمعية بالأتكة هي الأسوأ حالا بين جميع ورش السويس من حيث سوء حالة النظافة فالأوراق والكراتين ونشارة وبقايا أخشاب تصنيع المراكب تغطي أرض القزق بأكملها مما يعتبر بيئة مناسبة جدا لاشتعال الحرائق خصوصا مع استعمال الفنيين والعمال لأجهزة اللحام بالأوكسجين التي يتطاير منها الشرر وقد تسبب في أكثر من مرة في اشتعال عدة حرائق خلال السنوات الأخيرة فضلا عن قيام عدد من العمال باشعال بعض الأخشاب للتدفئة عليها في ليالي الشتاء ولعمل الشاي والقهوة وقد لاحظت تحقيقات الأهرام والتقطت عدستها صورا ل راكية نار عليها إبريق شاي. وكانت النار خامدة إلا انه بعد عدة دقائق ومع هبوب الرياح اشتعلت النار في محيط المكان ولولا قيامنا بإطفائها لحدث ما لا يحمد عقباه خصوصا أن الوقت آنذاك كان بعد الغروب ولا يوجد عمل أو حركة بالقزق. أما السرقات فهي متكررة فحسب ما صرح به مصدر أمني أن خفير هذا القزق يتكرر استدعاؤه الي قسم شرطة عتاقة لسؤاله عن السرقات. وهو ما لا يتم تلافيه أو مواجهته من خلال مجلس ادارة الجمعية وآخرها كانت سرقة بعض الأجهزة من أحد المراكب. ويقول صاحب أحد المراكب سامح سعد نائب رئيس لجنة السياحة بجمعية شباب الأعمال: فوجئت بفك وسرقة بعض المعدات من مركبي) تحت الإنشاء( وهو أمر متكرر وعندما توجهت للشرطة لعمل محضر للبحث عن السارق وإعادة المسروقات لم يتم عمل معاينة إلا بعد عدة أيام تم خلالها تغيير الوضع وبالتالي أصبح من الصعب الاستدلال علي السارق أو المسروقات فضلا عن تنصل مجلس ادارة الجمعية من المسئولية والقائها علي عاتق أصحاب المراكب رغم اننا ندفع الرسوم التي حددتها الجمعية إضافة الي عدم وجود سور حول القزق وامتداده الي أرض الحديد والصلب.