بدأت نيابة السويس تحقيقاتها، أمس، فى حريق يخوت ولنشات الشركة المصرية للصيد والمعدات فى ميناء «القزق» التابع لهيئة الثروة السمكية، وانتقل فريق من المحققين، بإشراف المستشار أحمد محمود المحامى العام، إلى موقع الحريق لإجراء المعاينة، وتحديد الأسباب، وتقدير قيمة الخسائر. وأمر اللواء محمد سيف الدين جلال، محافظ السويس، بغلق الميناء المحترق تمهيداً لنقله إلى ميناء «الاتكة» بالسويس، وشدد المحافظ على رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للصيد والمعدات بعدم العمل فى إصلاح أو إنشاء «يخوت» لحين نقل «القزق» إلى ميناء الأتكة للصيد. وأوضحت التحقيقات الأولية أن الحريق شب فى أحد اليخوت، فى الثانية والنصف من صباح السبت واستمر لمدة 20 ساعة كاملة، حتى تمت السيطرة عليه وإخماده فى التاسعة والنصف من مساء اليوم نفسه، واستغرقت عمليات التبريد 5 ساعات أخرى. وشاركت 47 سيارة إطفاء من السويسوالقاهرة والإسماعيلية وحلوان والقوات المسلحة وشركات البترول والأسمدة فى مقاومة ألسنة اللهب، بالإضافة إلى مشاركة طائرتين هليكوبتر، وقاد اللواء أحمد نادر، مدير الإدارة العامة للحماية المدنية، واللواء أبوبكر محمد على، وكيل الإدارة العامة للحماية، والعمداء هشام رفعت، مدير إدارة الإطفاء فى القاهرة، وخالد بهجت، مدير إدارة الدفاع المدنى فى السويس، وعاطف عبدالعزيز، مدير إطفاء السويس، عمليات الإطفاء، وتعالت أصوات انفجارات «تانكات» السولار فى اليخوت واللنشات المحترقة. وكاد الأمر أن يتحول إلى كارثة بسبب قرب الحريق من صهاريج البترول التابعة لشركة النصر للبترول إلا أن العمال تدخلوا بإبعاد أسطوانات الغاز كبيرة الحجم، المستخدمة فى اللحام، عن اللنشات واليخوت المحترقة، واستخدم رجال الإطفاء مواد رغوية للسيطرة على الحريق. وأرجعت المعاينة المبدئية سبب الحريق إلى حدوث ماس كهربائى فى «اليخت تايجون» الذى بدأ منه الحريق، وتبين من المعاينة أن شدة الرياح وسوء الأحوال الجوية تسببا فى امتداد الحريق وتدميره يخوت تايجون وسينا دارين وسويد دريم وتايفون والحياة و4 لنشات ومركبى صيد. وأرجع فتحى محمد، رئيس مجلس إدارة جمعية إنشاء وبناء السفن، سبب الحريق إلى افتقاد «القزق» للأمن الصناعى، رغم تحصيل رسوم أمن صناعى من أصحاب السفن، وكشف عن عدم وجود حنفيات حريق فى «القزق»، وقال إن الخسائر المبدئية تجاوزت الأربعين مليون جنيه. وقال عبدالعزيز إن الحريق وقع فى يوم الإجازة فى الوقت الذى كان فيه بعض العمال يقومون بأعمال لحام، لافتاً إلى أن أسباب الحريق الحقيقية لم تظهر بعد، وقال: «لا أحد يعلم إن كان ماساً كهربائياً أو إهمال عمال اليخت المحترق وهو ما ستكشف عنه لجان المعاينة والتحقيقات فى الساعات المقبلة». من ناحية أخرى ثار أصحاب اليخوت واللنشات المحترقة، والعاملون عليها، وطالبوا بالتعويضات عن خسائرهم، لافتين إلى أنهم جاءوا بيخوتهم ولنشاتهم من شرم الشيخ والغردقة لإجراء الصيانة بها، وليس لتدميرها. وحرر أصحاب اليخوت محاضر ضد شركة الإصلاحات التابعة للقزق لاندلاع الحريق فى يخوتهم وتدميرها.