بعد ساعات قليلة من سقوط معمر القذافي وسيطرة ثوار ليبيا علي العاصمة طرابلس, سارعت دول العالم إلي الإعلان عن سعيها للمساهمة في جهود إعادة إعمار ليبيا ما بعد الحرب، والتي قد تتكلف عشرات المليارات من الدولارات. وأكد وزير الخارجية الصيني يانج جيه تشي إن بلاده ترغب في التعاون مع الأممالمتحدة للمساعدة في إعادة الاستقرار بليبيا في أقرب وقت ممكن, تمهيدا للمصالحة الوطنية, وإعادة اعمار ما بعد الحرب, مطالبا المجتمع الدولي بمواصلة تقديم المساعدات الإنسانية إلي هذه الدولة التي خربتها الحرب. وقال يانج إن بلاده علي استعداد للعمل مع المجتمع الدولي لاستعادة الاستقرار في ليبيا التي مزقتها الحرب سريعا. وقال يانج, في اتصال هاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون, إن الوضع في ليبيا دخل مرحلة حاسمة عقب أشهر من العنف القاتل, مضيفا أن الصين تري أن الأولوية هي لإعادة الهدوء والنظام, وترك الشعب الليبي يقرر مستقبل بلاده. وأضاف أنه يجب أن تطلق الأطراف ذات الصلة في ليبيا عملية سياسية شاملة في وقت مبكر, وتحقق المصالحة الوطنية من خلال وسائل سلمية مثل الحوار والمشاورات, داعيا الأممالمتحدة الي القيام بدور قيادي في ترتيبات مابعد الحرب بليبيا. وأشار إلي أن بكين تشجع الأممالمتحدة في عملية تعزيز الاتصالات والتعاون مع الاتحاد الأفريقي, والجامعة العربية, وغيرهما من المنظمات الإقليمية. وقال يجب ان تلعب الأممالمتحدة دورا بارزا في ترتيبات ما بعد الحرب في ليبيا وتدعو الصين بان كي مون إلي تعزيز التنسيق والتعاون مع الاتحاد الافريقي والجامعة العربية. من جانبه, أشار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلي أن الوضع الليبي يتغير سريعا, متفقا مع ضرورة أن تلعب الأممالمتحدة دورا مهما في ليبيا للمساعدة في استعادة السلام والاستقرار في أسرع وقت ممكن, وخلق مناخ يسهم في إعادة اعمار ما بعد الحرب. وأضاف أن بكين تريد أن تقوم هيئات مثل المنظمة الدولية لا الحكومات الغربية وحدها بتنسيق المشاركة الدولية في ليبيا بعد الحرب. وقال بان إن منظمة الأممالمتحدة تأمل في الحفاظ علي تعاون وثيق مع الصين بشأن هذه القضية, مع التشاور مع المؤسسات الإقليمية ذات الصلة, مؤكدا ضرورة بذل جهود فعالة لضمان سلامة البعثات الدبلوماسية الأجنبية, والرعايا الأجانب في ليبيا. من ناحية أخري, قال شن دان يانج المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية إن بكين تأمل في مواصلة تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري مع ليبيا..معربا عن أمل بلاده في أن تستعيد ليبيا الاستقرار في أقرب وقت ممكن, إضافة للقيام بدور نشط في إعادة اعمار ليبيا. وفي السياق ذاته, توقع وزير خارجية ألمانيا جيدو فيسترفيله أن تلعب بلاده دورا محوريا في التنمية الاقتصادية لليبيا. وقال فيسترفيله في تصريحات لصحيفة باسور نويه بريسه الألمانية الصادرة: ليبيا تحتاج الآن إلي إعادة إعمار يحقق لها الاستقرار الدائم, وألمانيا لديها خبرة وكفاءة خاصة في هذا المجال. وأضاف الوزير: سندعم ليبيا بالنصح والفعل إذا رغبت في ذلك, مؤكدا أن الإعمار الاقتصادي في ليبيا من الأمور الحاسمة في نجاح التحول السياسي إلي الديمقراطية.