مذكرات الفريق أول صادق حسم الرئيس السادات أمره, وقرر إبعاد الفريق أول محمد صادق وزير الحربية القائد العام للقوات المسلحة, وبهذا القرار أزاح الرجل الذي سانده وضمن له البقاء علي مقعد الرئيس خلال الصراع علي السلطة مع مراكز القوي وبعد الابعاد اطلق السادات حملة تشهير واسعة النطاق ضد الرجل, ولم يلتزم صادق الصمت بل رد علي كل ما يقال ووجد من ينشر له مقالاته دون خشية من غضب السادات. وبالرغم من علم الفريق أول صادق بما قرره الرئيس فقد اختار الا يلجأ للانقلاب عليه. ويمكن القول إن صادق عاش دائما في قلب الصراع منذ بداية حياته العسكرية وكان مشاركا في معظم التنظيمات الثورية داخل القوات المسلحة. وبعد نجاح 23 يوليو اختار الاستمرار في الحياة العسكرية ورفض تماما التحول الي العمل السياسي, واستطاع ان يحتفظ بموقف متوازن بين جمال عبدالناصر وعبدالحكيم عامر ولم يخسر صداقة أي منهما. ويتضمن سجل النجاح كثيرا من الانجازات منها اطلاق حرب الاستنزاف ودماء نكبة 1967 لم تجف بعد وبدء التخطيط لمعركة اكتوبر وممارسة ضغوط عاتية لتحرير مصر من الاحتلال السوفيتي, والعمل علي إحباط الانقلاب العسكري الشيوعي في السودان عام 1971 وكشف صفقة الأسلحة الألمانية لاسرائيل. وبعد قرار الإبعاد تفرغ الرجل للإشراف علي أملاكه الزراعية وكتابة مذكراته حتي انتهي منها. ولكنه تلقي عشرات الرسائل من الرئيسين السادات ومبارك لتأجيل نشر هذه المذكرات واستجاب الرجل لكل منهما. ورحل عن الدنيا دون ان يري مذكراته منشورة وكانت وصيته لأولاده, أن يعملوا من أجل نشر هذه المذكرات, وبعد نشر كتاب عن مذكرات الرجل كتب دكتور من الذين تابعوا سيرته ومسيرته تصور الأبناء ان الوقت قد حان لنشر المذكرات وتعاقدوا فعلا لنشرها, الا ان الأجهزة المسئولة طلبت إرجاء النشر دون إبداء الأسباب. لقد ترك الرجل القوات المسلحة عام 1972, أي أن ما لديه من أسرار مضي عليه 40 عاما تقريبا, وهناك معلومات عمرها أكثر من 60 عاما, فهل يعد نشر هذه المعلومات تهديدا للأمن القومي أو كشفا لأسرار عسكرية؟ لقد كتبه كل من الفريق أول فوزي والفريق سعد الشاذلي مذكراتهما, كما تم نشر مذكرات عشرات من كبار القادة, والتساؤل لماذا لا تنشر مذكرات الرجل؟ أو فليقل لنا المسئولون عن منع النشر ماالأسباب التي تمنع نشرها. المزيد من أعمدة عبده مباشر