هناك عدة دروس يمكن استخلاصها ودراستها والعمل مقتضاها في مواجهة إسرائيل من مقتل العضو البارز في حماس المبحوح ويتمثل بعض ذلك في, خطورة الاسترخاء الأمني. وعدم الحذر امام إسرائيل التي تحلل كل المكالمات التليفونية, الارضية والمحمولة ورسائل الشبكة العنكبوتية, وكل الشفرات بما لديها من أجهزة نتصت وتحليل وكمبيوترات متقدمة يعاونها في ذلك أقمار صناعية, ونشاطها ليس موجها للعدو فقط بل انها كانت موجهة حتي للولايات المتحدة السفينة لبرتي في حرب عام1967. وكما قال بن جوريون لقواته غداة الانتصار في حرب1948 انكم لم تنتصروا لانكم اقوياء, بل لان عدوكم ضعيف. عملية بحجم ماجري في امارة دبي تؤكد ان هناك اختراقا في صفوف حماس أيا كان درجة ونوع ومكان وسبب طريقة هذا الاختراق فلم يهرع العملاء لتنفيذ العملية بعد التقاط مكالمة المبحوح التليفونية لاسرته في غزة, بل انهم تدربوا عليها لمدد طويلة مرات ومرات. ان إسرائيل في سبيل التخلص من اعدائها لايمر علي ثأرها التقادم فكل حساب مفتوح حتي يتم تصفية كل من تريد لو بعد عشرات السنين وفي اي مكان من العالم والامثلة علي ذلك كثيرة وقد يكون دليلا علي ذلك تصفية المسئولين الفلسطينيين كما حدث في دورة الالعاب الاوليمبية في ميونخ بالمانيا. ان إسرائيل لاتحسب اي حساب لا للقانون الدولي ولا للقانون الانساني ولا لاية معايير خلقية أو اعتبارات لسيادة الدول أو مغبة تورط الحكام أو أية تأثيرات علي سياستها وأهدافها من جراء القيام بأعمال مخابراتية في اي مكان في العالم تصفية خليل الشقاقي زعيم الجهاد الإسلامي في مالطة علي سبيل المثال لا الحصر. إن إسرائيل تعلم ان ردود افعال الدول الأوروبية لجرائمها لن تسفر إلا عن إدانات لفظية عامة اعلان دول الاتحاد الأوروبي في بروكسيل يوم2010/2/22 كمثال واذا اردنا مثالا أوضح فان بيرلسكوني رئيس وزراء ايطاليا في زيارته الأخيرة لإسرائيل اوضح بصريح العباراة ان الحرب علي غزة مبررة رغم قتل1400 مواطن فلسطيني وجرح4000 ثلاثة أرباعهم اصبحوا مقعدين بقية الحياة. كما تعلم إسرائيل ايضا ان موقف الولاياتالمتحدة سيكون داعما لها ليس بفيتو في مجلس الأمن فقط بل بعبارات الادانة من تلك التي تسمي كلمات فارغة فقط أو كلام ساكت كما يقول المثل السوداني. ان إسرائيل لاتفهم ولاتعي ولايهمها سوي رغبتها في الانتقام والتشفي برغم انها تعلم انه اذا سقط شهيد فان وراءه عشرات سيحملون الراية ولن تزيد أعمالها الوحشية سوي مرارة في الصدور والنفوس واستبعادا لاي حل سلمي لاحتلالها للارض الفلسطينية. تريد إسرائيل أن تقول ان الموساد له اليد الطولي في الخارج في عمليات تطال حتي الدول العربية التي لاتعترف ولاتقيم علاقة معها, وان الشاباك له السيطرة الكاملة في الداخل وان المخابرات العسكرية.. امان ترصد اي تحرك يمكن أن يؤدي إلي الإضرار بالدولة سواء في السودان ضرب قافلة السلاح أو في البحر المتوسط احتجاز سفينة السلاح أو الوجود في مدخل باب المندب علي بداية البحر الأحمر. ان إسرائيل لا ولن تعتمد ولاتثق في أي قوة في العالم في مجال أمنها سواء كانت حلف الاطلنطي الذي استخدمت جوازات سفر مواطنين من دوله والذي أبرمت معاهدة مع الحكومة الأمريكية في عهد الرئيس بوش في آخر ساعاتها في السلطة في يناير2009 لتكون رأس الحلف في حمايتها حتي لو كانت هناك بطاريات صواريخ امريكية باتريوت منصوبة في صحراء النقب للدفاع عنها وتهدئة روعها ولجم حركتها امام ايران. انه للأسف فان الفلسطينيين لايتعلمون الدرس, فوزير الدفاع باراك هو الذي قاد المجموعة التي قامت في تونس بالقضاء علي قيادات المنظمة وكذلك في لبنان وهي خطط معادة لم يستفيدوا من دروسها. كما انها ايضا للأسف قابلة للتكرار في المستقبل, حتي لايكون اي ضابط من مجرمي الحرب الإسرائيليين في خطر قضائي أمام محاكم الدول التي قد يسافرون إليها, لكن خطر الموساد يمكن أن يتربص بكل ما تضعه في قائمة اعدائها.