بدأت الدول الكبري الترتيبات لمرحلة ليبيا ما بعد معمر القذافي وذلك مع سيطرة الثوار الليبيين علي معظم الأراضي الليبية بما فيها العاصمة طرابلس باستثناء المنطقة الأكثر حصانة لمقر القذافي في باب العزيزية والتي تشير التحليلات إلي امكانية سقوطها خلال فترة قصيرة مع تفكك نظام القذافي. فقد أبدت الولاياتالمتحدة دعمها للشعب الليبي ووقوفها بجواره في مرحلة التحول الديمقراطي ما بعد القذافي كما أكدت روسيا استعدادها لدعم العملية السياسية في ليبيا وأعلنت رفضها لاستقبال القذافي في حال طلب اللجوء إليها. واشنطن ودعم الديمقراطية وقد جدد الرئيس الأمريكي باراك اوباما أمس دعوته إلي القذافي لوقف اراقة الدماء في ليبيا حيث لا تزال جيوب القوات الموالية له تواصل القتال. وقال أوباما في بيان من مزرعة بولاية ماساتشوستس الأمريكية حيث يقضي عطلة مع أسرته رغم أنه من الواضح أن حكم القذافي انتهي إلا أنه لا تزال أمامه فرصة لوقف اراقة الدماء من خلال التخلي بشكل واضح عن السلطة للشعب الليبي ومطالبته لتلك القوات التي تواصل القتال بإلقاء اسلحتها. ووعد أوباما بأن تكون الولاياتالمتحدة صديقا وشريكا للمساعدة في ارساء الديمقراطية في ليبيا في فترة ما بعد القذافي لكنه حذر أيضا الثوار الليبيين من القيام بأي اعمال انتقامية عن العقود الاربعة التي ظلت فيها ليبيا تحت حكم القذافي. اوغلو خلال زيارته للمجلس الانتقالى الليبي وقال إن العدالة الحقيقية لن تتأتي من الانتقام والعنف. بل تتأتي من المصالحة ومن أن تسمح ليبيا لمواطنيها بتحديد مصيرهم بأنفسهم. مخاوف الغرب من سلاح ليبيا ويري محللون أنه توجد مخاطر من أن يستغل إسلاميون متشددون علي صلة بالقاعدة عدم الاستقرار بعد تداعي سيطرة القذافي علي البلاد ويحققون موطئ قدم قويا في هذه الدولة المنتجة للنفط. وأوضح أوباما أن الولاياتالمتحدة ستعارض أي جماعة داخل ائتلاف المعارضين المسلحين الذي قاتل القذافي من فرض سلطتها علي الاجزاء الأخري للبلاد. ومن جانبه, حذر النائب الجمهوري مايك روجرز رئيس لجنة المخابرات في مجلس النواب الأمريكي من مخاطر أمنية مع انهيار نظام القذافي. وقال روجرز حتي بعد خروج القذافي من السلطة علينا ان نتدخل ونقود لضمان حماية مصالح الأمن القومي الأمريكي. وعلي الأخص علينا أن نتأكد ألا تسقط مخزونات القذافي من الأسلحة المتقدمة والكيماوية والمتفجرات في الايدي الخطأ. وأبلغ مسئول امريكي رويترز أن مخزون القذافي من العناصر الكيماوية مازال خاضعا لحراسة القوات التابعة له. كما يشعر مسئولون أمريكيون وأوروبيون بالقلق علي تأمين مخزونات ليبيا من الأسلحة التقليدية ومنها صواريخ أرض جو وصواريخ مضادة للدبابات وعربات مدرعة وقذائف صاروخية ومتفجرات. وتشير وكالة رويترز إلي أن الخوف هو أن تسقط هذه الأسلحة إما في أيدي جماعات متشددة أو في أيدي متمردين آخرين يسعون لزعزعة حكومات أفريقية أخري. وفي موسكو, قال ميخائيل مارجيلوف رئيس لجنة الشئون الدولية في مجلس النواب الروسي إن روسيا لن تمنح الزعيم الليبي معمر القذافي ابدا حق اللجوء اليها. ونسبت وكالة أنباء نوفوستي الروسية إلي مارجيلوف قوله إنروسيا لن توفر ابدا ملاذا للقذافي.. لقد فقد ثقتنا عندما امر بالهجمات ضد المتظاهرين السلميين ولن نستقبل القذافي ولا ابنه سيف الاسلام ولا أي شخص يده ملطخة بدماء الأبرياء. وفي تل أبيب, أعرب مسئول في الحكومة الإسرائيلية لوكالة الأنباء الفرنسية عن أمله في أن يحقق ثوار ليبيا النصر والتخلص من نظام القذافي لتأسيس دولة ديمقراطية ووصف المسئول الذي رفض ذكر اسمه القذافي بالمهرج المثير للسخرية أحيانا ولكنه ينطوي علي خطورة لتورطه في الإرهاب. اجتماع مجموعة الاتصال بباريس وفي باريس, دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلي عقد قمة دولية في باريس تحضرها مجموعة الاتصال الخاصة بالشأن الليبي لوضع خارطة طريق وتحديد ملامح المرحلة المقبلة بعد انهيار نظام القذافي. ويذكر ان مجموعة الاتصال تضم كلا من الولاياتالمتحدة وبريطانيا ودولا عربية مثل قطر بالإضافة إلي الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية. واصدر قصر الاليزيه بيانا اوضح فيه أن الرئيس ساركوزي تشاور مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون هاتفيا مساء أمس لمناقشة الوضع في ليبيا واتفق الزعيمان علي مواصلة جهودهما لدعم المجلس الوطني الليبي طالما ان نظام القذافي مازال يقاوم ويرفض نزع السلاح. واشار البيان إلي أن القمة المرتقبة من شأنها وضع ملامح المرحلة المقبلة لدعم المصالحة والوحدة الوطنية من اجل عودة الاستقرار وتأسيس حياة ديمقراطية في ليبيا. وفي السياق نفسه, صرح وزير الخارجية الفرنسي الآن جوبيه بإن بلاده تسعي لاستضافة اجتماع للشركاء الدوليين الاسبوع المقبل في باريس لوضع خارطة طريق لمستقبل ليبيا واصفا دخول قوات المعارضة إلي طرابلس بانه مبعث ارتياح كبير, مشيرا إلي أن فرنسا تحملت مخاطر شديدة من اجل قضية عادلة. وأكد جوبيه أنه لا يعلم ما إذا كان القذافي ما زال موجودا في طرابلس ام لا. كما قال وزير الخارجية الفرنسي في مؤتمر صحفي عقده مؤخرا بمقر الوزارة ان الامر انتهي و لذلك يجب ان يتوقف القتال لحقن دماء الليبيين. مشيرا الي انه لا مخرج امام النظام سوي الاستسلام. كما كشف جوبيه عن اقترح بلاده لعقد اجتماع لمجموعة الاتصال الدولية المختصة بشأن ليبيا في الاسبوع القادم لوضع خطة عمل مع السلطات الليبية. وفيما يتعلق بموقف أنقرة, أكد أحمد داود أوغلو وزير الخارجية التركي دعم بلاده الكامل للمجلس الانتقالي الليبي, كما دعا إلي سرعة الافراج عن الأصول الليبية المجمدة في الخارج. وأشار أوغلو إلي أن اجراءات حلف الأطلنطي الأمنية ستستمر بمواصلة مهامه لحين ارساء الأمن تماما في ليبيا.