أصبح تكرار انقطاع الكهرباء أمر مثيرا للضجر في كل أنحاء مصر, خاصة في أيام الصيف الحارة وكل ما تتعلل به الشركة هو كونها تخفيف أحمال. الغريب أنه مع تأكيد المواطنين الانقطاع المستمر تصر وزارة الكهرباء. علي نفي الأزمة وتؤكد انتماءها. ويقول أحمد حسين موظف الشرقية: تنقطع الكهرباء لدينا يوميا في أثناء النهار فترة ما بين الظهر والعصر إلي جانب ما نعانيه من توقف المراوح الكهربائية في أثناء الصيام فنصاب بالهبوط لقسوة الحر ونحاول مرارا الاتصال بأعطال الكهرباء ويؤكدون لنا أنه سيتم إصلاحه فورا, ونستمر علي ذلك لأكثر من ساعة دون أن يتم الإصلاح وعندما سألنا المهندسين هناك من خلال علاقاتنا الشخصية أكدوا لنا أنها تخفيف أحمال. ويضيف علي إبراهيم مهندس في الجيزة أن الكهرباء تنقطع من مكان محدد بشكل شبه يومي والسبب تخفيف الأحمال فالعاملون بإدارة الكهرباء يختارون مكانا متطرفا يكون المقيمون فيه بسطاء لن يستطيعوا الشكوي ويتم قطع الكهرباء فيه يوميا لتخفيف الأحمال, وهي ليست إصلاح أعطال كما يدعي البعض, لأن كشك الكهرباء بجوارنا مباشرة, ويؤكد لي المختص أنهم يصلحون في الكشك ولا أري أحدا يأتي للكشك ثم تتم عودة النور بعد أكثر من ساعة وربما تزيد بحجة الإصلاح. أما إلهام إسماعيل ربة منزل القليوبية فتؤكد أن انقطاع الكهرباء يعني بالنسبة لها انقطاع المياه أيضا فالمياه لاتصعد إلي الدور الثالث في المنطقة التي تسكن فيها إلا بموتور رفع بالكهرباء ويتم انقطاع الكهرباء لديها يوميا في فترة تحضير الإفطار وتكون كارثة فلا تملك إلا النزول للدور الأرضي وملء المياه لتحضير الطعام, لذلك يكون المجهود مضاعفا بالنسبة لها ولكنها مضطرة لتحضير وجبة الافطار. ويؤكد محمد السيد القاهرة صاحب مخبز أن انقطاع الكهرباء بالشكل المتكرر ولفترات طويلة يجعل محول الكهرباء الصغير غير قادر علي مواجهتها وبالتالي نقع في مشكلة أخري علي رأسها فساد العجين وتوقف إنتاج الخبز, وتؤدي بنا إلي مشكلة ثالثة مع التموين وكثيرا ما شكونا للمسئولين ما نتعرض له من غرامات تموينية نتيجة توقف العمل بسبب انقطاع الكهرباء. ويقول صلاح عبدالراضي طالب بالتعليم المفتوح بجامعة القاهرة إن امتحاناتهم مازالت مستمرة وانقطاع الكهرباء يوميا في فترات متتالية يؤثر علي التحصيل والاسترجاع للمواد الدراسية خاصة أن الاعتماد في المذاكرة لطلبة التعليم المفتوح غالبا مايكون أيام الامتحانات ونكرر الشكوي بشكل مستمر علي إدارة الكهرباء ولكن دون جدوي. إلا أن المهندس أجثم محمد أبوالعلا وكيل وزارة الكهرباء والمتحدث الرسمي باسمها أكد أنه لم يحدث أي تخفيف للأحمال إلا لمدة يومين فقط بسبب ضخ الغاز لمولدات الكهرباء وارتفاع درجات الحرارة, ولكن وزارة البترول قدمت حلا لزيادة ضخ الغاز للمولدات كما قامت وزارة الكهرباء باضافة قدرات توليدية جديدة تصل إلي2350 ميجاوات لمواجهة الصيانة لجميع محطات توليد الكهرباء لتصل قدرات التوليد لدينا إلي27 ألف ميجاوات. وعن سبب ضعف ضغط الغاز الطبيعي اللازم لتشغيل المولدات فقد قامت وزارة الكهرباء بالتعاون مع وزارة البترول من خلال التنسيق بينهما بعقد عدة اجتماعات لتفادي المشكلة تماما, وبالفعل انتهت المشكلة وتم ضبط ضغط الغاز المتجه إلي المولدات ولم يعد هناك تخفيف أحمال. كما يصر أبوالعلا علي استمرار وجود الكهرباء وأن ما يحدث من انقطاعات طفيفة ويكون نتيجة عطل ما يتم إصلاحه سريعا ويوضح مصدر مسئول بوزارة الكهرباء رفض ذكر اسمه أن هناك فرقا بين تخفيف الأحمال وعطل الكهرباء فالتخفيف يستهدف منطقة كبيرة, أما العطل فكون في شارع أو نصف شارع أو ما شابه ذلك, لكنه أكد عدم حدوث أي تخفيف للأحمال وقال إنها مجرد أعطال فقط خاصة في القاهرةوالجيزة,. وأضاف أن هناك محطات قد لا تصل إليها كمية الغاز اللازمة لتوليد الكهرباء فعلا فتقل قدرتها وتضعف فبالتالي لا تستطيع إنجاز كمية الكهرباء المطلوب توليدها مما يؤثر سلبا علي التوزيع, فهي منظومة الجميع يكمل بعضه فيها, ومن يتأثر يؤثر بالسلب علي الجميع, ولا ننكر أن هذا النقص في التوليد قد حدث أخيرا فعلا وأعلنته وزارتا الكهرباء والبترول.