يبدو أن القاهرة الكبري تعيش أزمة تصر الحكومة علي جعلها موسمية حيث بدأ انقطاع الكهرباء والمياه لفترات طويلة فما أشبه الليلة بالبارحة عندما عاشت مصر رمضانا عصيبا عام 2010 نهاره انقطاع في الكهرباء وليله انقطاع للمياه بصورة أججت مضاجع المصريين ولم تكن الانقطاعات تفرق بين مناطق فقيرة وغنية ولا طبقة ثرية ولا رثة فقد عاش الجميع في ليال ظلماء أطفأتها وعود وزارة الكهرباء وشركة المياه بتفادي أخطاء رمضان الماضي وأن لا يتكرر باعتمادات مالية ضخمة وناشد المواطنين بتقنين استهلاك الكهرباد وقال وزير الكهرباء حسن يونس في الخامس والعشرين من يوليو 2010 إن محطات كهرباء الخطة الاسعافية التي نفذتها الوزارة خلال الشهور القليلة الماضية تنتج حاليا 2300 ميجاوات، وتستوعب هذه الطاقة عمليات التحميل الزائدة في استهلاك الكهرباء خلال هذه الموجات الحارة. وقد ناشد المكتب الإعلامي لوزارة الكهرباء والطاقة وقتها المواطنين بترشيد الاستهلاك خلال موسم الصيف الحالي والعمل علي إحلال لمبات الإضاءة الموفرة للطاقة بديلا للحرارية لكن عقارب الساعة عادت للوراء مجددا ودخل المواطن المصري في حالة عصيبة أعنف مما سبق ففي منطقة الهرم يعيش سكان المنطقة الرئيسية حالة من الحيرة بسبب انقطاع الكهرباء المتكررة وخراب الأجهزة مصحوبة بانقطاع حاد في المياه وصل خلال الأيام الماضية لمتوسط عدد ساعات 10 ساعات في مناطق محددة وكذا الحال في فيصل وعانت المهندسين من الأمر نفسه أما منطقة الرحاب فهي تشهد خرابا لمعظم أجهزة المنازل الكهربائية جعلت المواطن يتسأل هل نحن في مدينة أم في صحراء ولم تعفي المناطق الفقيرة التي ليس في نمطها الاستهلاكي وجود أجهزة التكييف فمنطقة بولاق والشرابية تعاني عزلة كهربية وانقطاعا للمياه وعاد السكان في القاهرة إلي تعبئة الجالونات تحسبا لانقطاع كهرباء يؤدي في النهاية إلي ضعف مياه أو انقطاع مياه يصل إلي أغلب ساعات اليوم في بعض الأحيان حاولنا الاتصال بوزارة الكهرباء وشركة مياه الشرب بالقاهرة الكبري التي وعدت العام الماضي باتخاذ إجراءات احترازية لتجنب أخطاء 2010 لكن يبدو أن كل ذلك كانت أحاديث وردية ينطبق عليها المقولة الشعبية "يا كلام اللي يا مدهون بزبدة" وأن كل ما تم اعتماده ذهب إلي أدراج الرياح ويبقي علي المواطن أن يرشد ويقنن دون أن تقوم الحكومة بواجبها محمد سنوسي مواطن يقطن بالقاهرةالجديدة يقول نعاني ضعفا في المياه مريرا يصل إلي ذروته ظهرا لتنقطع بصورة نهائية وهو أمر مقلق إذ كيف بعاصمة مثل القاهرة يحدث فيها ما يحدث الآن؟ أما أمير محمود من سكان منطقة أكتوبر فقد أكد المياه أصبحت تنقطع كثيرا وكذلك الكهرباء وعند الاتصال بالأرقام الساخنة يتم تدوين الشكوي وتعدو بعدها بسبع ساعات في بعض الأحيان حاولنا الاتصال بالوزارة وشركة المياه في العاصمة لكن الإجابة كانت واضحة ذات العبارات في العام الماضي ضغط الأحمال في الكهرباء والمياه من جانبه يؤكد الدكتور عبدالرحمن جاب الله أستاذ الاقتصاد بجامعة حلوان أنه لا توجد أي عاصمة في الدول النامية تشهد ما يحدث في القاهرة وقال إن التخطيط السليم يقضي علي كل المخاوف لكن الصورة والطالع العام تشير أن إلي بقاء الحال علي ما هو عليه فوزارة الكهرباء وشركة المياه أثبتت فشلهما في الوصول إلي حل سليم ويبقي السؤال أين ذهبت الاعتمادات المالية لوزارة الكهرباء لتجنب تكرار الأزمة؟ وأين ذهبت خطط علاج انقطاع المياه الطموحة؟!