شهد شهر رمضان الأمريكي تطورات دبلوماسية ذات مدلولات سياسية أثناء استغلال عادات الشهر دينيا مثل إقامة حفلات الإفطار والسحور. فعلي مدي الفارق الزمني والمكاني بين واشنطنوالقاهرة, حدث تطوران يتشابهان في القصد والمعني, بما يؤكد وحدة العمل والهدف الأمريكي. فالتطور الأول كان بالقاهرة وتحديدا مقر إقامة السفيرة الأمريكيةالجديدة آن باترسون, في سحور أقامته احتفالا بشباب وخريجي برامج التبادل. اما الحدث الثاني, فنقلته كل وسائل الإعلام العالمية والمحلية, لان بطله هو الرئيس الأمريكي باراك أوباما, ويتطابق مضمونه مع سحور السفيرة من الناحية السياسية, اما الوجهة الدينية فلم تكن سوي الواجهة التي تحمل المضمون السياسي والإعلامي. فقد اقام أوباما إفطارا شهيا في البيت الأبيض, واستغله ليشيد بالإسلام, وان بلاده الغنية والعريقة عندما تحتفل بالأيام المقدسة, فهذا يدل علي التنوع الذي يجسد ويحدد الهوية الأمريكية كدولة. ثم مزج أوباما السياسي بالديني, ليتحدث عن هجمات11 ستبمبر, وضحاياها وألمها الكبير في قلوب الأمريكيين. والاهم ان كلماته حملت مسلمي العالم مسئولية هذه الكارثة, وربما حاول إبعاد شبهة تدبير الواقعة علي مسلمي بلاده الذين ساهموا بقوة في إنقاذ ضحايا البرجين. المناسبة الدينية شملت الحديث عن مناصرة أمريكا للكرامة وحقوق الناس في جميع أنحاء العالم, سواء كانوا شبانا يطالبون بالحرية في الشرق الأوسط أو شمال أفريقيا, أو طفلا جائعا في القرن الأفريقي, حيث تعمل أمريكا علي إنقاذ الأرواح. وفي سحور القاهرة, حرصت السفيرة علي تأكيدها انها- مثل بلادها- فخورة جدا بالشباب المصري الذين بذلوا الكثير لمساعدة بلادهم علي بدء الطريق نحو حكم ديمقراطي. وقبل ان تفتح باب المناقشة مع هؤلاء الشباب قادة التغيير عن العلاقات الثنائية, قالت باترسون, إن الأمريكيين تعلموا من تاريخهم أن بناء الديمقراطية ليست مهمة سهلة يمكن انجازها في أسابيع او حتي سنوات, وأن العمل علي بناء الدولة لا ينتهي أبدا. وحرصت باترسون علي تذكير الشباب, بأن ملايين البشر الذين ألهمتهم الثورة المصرية واحترموها, يأملون تحقيق الإصلاحات السياسية والتحول الديمقراطي في مصر. لقد تحول رمضان في دبلوماسية اوباما وباترسون الي الحديث عن الدولة الأمريكية التي تتقدم الي الأمام كعائلة واحدة وبعض المواعظ السياسية. المزيد من أعمدة محمد أمين المصري