في التاسع من شهر ذي الحجة من كل عام يتم استبدال كسوة الكعبة الشريفة بكسوة جديدة من الحرير الطبيعي أسود اللون المزركش بخيوط الذهب بآيات من القرآن الكريم. وكان كرب بن أسعد, وهو من قوم تبع أحد ملوك اليمن أول من كسا الكعبة بالكامل عام022 قبل الهجرة, فبينما كان كرب بن أسعد مارا مع جنوده بالقرب من مكةالمكرمة, فأشار عليه من معه من العلماء بأن يهدي الكعبة كسوة من القماش اليمني, فأمر بخياطة كسوة وأهداها للكعبة المشرفة, وصارت هذه عادة انتشرت بين الناس وتكاثرت الأكسية المهداة للكعبة حتي أصبحت تشكل خطرا علي الكعبة بسبب ثقل هذه الاكسية, وأستمرت هذه العادة في عصر الرسول صلي الله عليه وسلم إلي أن استقر الحال بعد عام287 ه علي أن تجدد الكسوة مرة واحدة في السنة خلال موسم الحج. وتنوعت ألوان كسوة الكعبة علي مر العصور, فمنذ أن بدأت الدولة الفاطمية, فكان لحاكها اهتمام كبير بإرسال كسوة الكعبة كل عام من مصر, وكانت باللون الابيض كما اوقف الملك الصالح اسماعيل بن الناصر محمد بن قلاوون وقفا خاصا لكسوة الكعبة عبارة عن قريتين ويتحصل من الوقف علي0098 درهم لكسوة الكعبة الخارجية سوداء اللون مرة كل سنة, وظل هذا النظام واستمرت مصر في نيل هذا الشرف حتي بعد سقوط المماليك وخضوعها للعثمانين, فقد اهتم السلطان سليم الأول بتصنيع الكسوة وزركشتها وكسوة الحجرة النبوية الشريفة ومقام إبراهيم عليه السلام ثم أضيف للوقف المخصص للكسوة سبع قري أخري وظلت الكسوة ترسل بانتظام سنويا يحملها أمير الحج معه قافلة الحج المصري. وفي زمن السلطان العثماني أحمد الأول, وكان شديد الحب للرسول والكعبة, فأراد أن تنسج الكسوة في أسطنبول, وفعلا أحضر أفضل الصناع ونسجت الكسوة وصنع ميزان ذهبي للكعبة وعتبة لبابها ثم غلف نطاق الكعبة بطبقتين الأولي من الذهب الخالص والأخري من الفضة الخالصة ولونها من الخارج أسود, ومن الداخل باللون الأحمر وأنشأ نموذجا خشبيا يماثل حجم الكعبة وشاهد تجربة الباسها ثم ارسلت, هذه الاشياء إلي مكة والمدينة, ومن شدة حبه للكعبة الشريفة أراد أن يعيد بناءها, فيضع طوبة من ذهب وطوبة من فضة فنهاه شيخ الإسلام قائلا: لو شاء الله سبحانه لخلقها من الزبرجد والعقيق. وفي عهد محمد علي باشا استمر إرسال الكسوة من مصر, ولكنه توقف نحو أربع سنوات عادت بعدها مصر إلي إرسال الكسوة وتأسست بها دار لصناعتها بالخرنفش ومازالت الدار قائمة للآن وتحتفظ بآخر كسوة صنعت داخلها. وتوقفت مصر عن إرسال كسوة الكعبة التي كانت تخرج في احتفال مهيب بخروج المحمل, وذلك حتي عام2691 عندما تولت المملكة العربية السعودية شرف صناعتها.