دخول مصر إلي عصر استخدام الطاقة النووية في الأغراض السلمية كان حلما يراود كل مصري, بعد أن سبقتنا دول كثيرة في هذا المضمار مثل الهند التي بدأت بعدنا ولم يكن لديها أي إمكانات ولديها اليوم أكثر من10 مفاعلات نووية. لكن هذا الحلم تحول اليوم إلي ضرورة حياتية, بعد أن أصبحت قضية الطاقة قضية أمن قومي, لأن مخزون البترول وفقا لبعض الخبراء قد لا يكفي أكثر من30 عاما, وهو في جميع الأحوال طاقة ناضبة, ولا يمكن العودة إلي استخدام محطات توليد الطاقة التي تدار بالفحم بسبب الأضرار البيئية الجسيمة, ولم يعد أمامنا إلا استخدام الطاقة النووية. لذلك كان من الضروري تكثيف العمل في البرنامج النووي المصري بإصدار التشريع المنظم لذلك, وحسم موضوع اختيار الأرض التي ستقام عليها أول محطة نووية, بعد أن أجمعت معظم الدراسات علي أن موقع الضبعة بالساحل الشمالي, مازال هو الأنسب, ويمكن أن يسع8 مفاعلات. لقد أثبتت الدراسات وتصريحات الخبراء أن الاستخدام السلمي للطاقة النووية هو المحور الرئيسي لمستقبل مصر, نظرا لشدة الحاجة إليه وجدواه الاقتصادية برغم التكاليف العالية في البداية وتوافر عوامل الأمان بعد تطوير التكنولوجيات المستخدمة في بناء وتشغيل المفاعلات النووية. وستكون الطاقة النووية هي الحل الوحيد لتوفير الكهرباء اللازمة في المستقبل التي تصل إلي18 ألف ميجاوات, خاصة في ظل الزيادة السكانية المطردة, فالمستقبل هو للطاقة النووية أولا وأخيرا.