تصاعدت المخاوف أمس من امتداد أزمة الديون الأوروبية في منطقة اليورو, لتشمل فرنسا وإيطاليا, حيث زادت التكهنات بأن فرنسا ربما تكون المحطة التالية علي طريق خفض التصنيف الائتماني, الأمر الذي تسبب في تذبذب البورصات الأوروبية, حيث ارتفعت الأسعار أمس مع تعافي أسهم البنوك الفرنسية, وذلك بعد تراجع حاد أمس الأول متأثرة بموجة مبيعات في الأسهم الفرنسية, والتي تسببت في هبوط سهم سوسيته جنرال أكثر من21%. وقفز سهم سوستيه جنرال أحد أكبر البنوك الأوروبية أمس6% بعد خسارة كبيرة بلغت15% أمس الأول, وذلك في أعقاب نفي المدير التنفيذي للبنك أنباء ترددت حيال مشكلات في السيولة, بينما نفت الحكومة الفرنسية ووكالة فيتش للتصنيف الائتماني شائعات بشأن خفض تصنيف فرنسا الائتماني. ومن جانبه, دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلي فرض قيود مالية جديدة مع تصاعد القلق في الأسواق, وتعهد ساركوزي بتحقيق أهداف فرنسا في خفض عجز الموازنة العامة مهما كان تقييم الوضع الاقتصادي, وقال إنه طلب من وزير المالية فرانسوا باروان ووزيرة الموازنة فاليري بيكريس تقديم مقترحات بشأن العجز الذي ستتبناه الحكومة في24 أغسطس المقبل, حيث تهدف فرنسا إلي خفض العجز في موازنتها والبالغ حاليا5.7% من الناتج المحلي الإجمالي- إلي4.6% العام المقبل. وفي الوقت ذاته, كشفت صحيفة لوفيجارو الفرنسية عن لقاء مرتقب خلال الأيام القادمة بين ساركوزي- الذي يريد عقد مباحثات مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما- والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل, والرئيس الصيني هو جين تاو, لمناقشة الأزمة المالية التي تهدد الاقتصادات العالمية وأزمة الديون التي تشهدها منطقة اليورو أيضا. وفي روما, تعكف إيطاليا علي اتخاذ جميع الإصلاحات الاقتصادية للقضاء علي عجز الموازنة, والحيلولة دون خفض تصنيفها الأئتماني. وسجلت بورصة ميلانو تراجعا في مؤشراتها بنسبة6.65%, والذي اعتبر أسوأ تراجع في أوروبا, وذلك إثر هبوط كبير في أسهم البنوك الفرنسية. وعلي صعيد متصل, واصل الذهب صعوده ليسجل مستوي قياسيا جديدا مقتربا من1800 دولار للأوقية, عقب تزايد المخاوف من اتساع رقعة الديون الأوروبية. وزاد الذهب نحو3%, حيث قفز سعر الذهب للمعاملات الفورية إلي1796 دولارا للأوقية. كما ارتفعت أسعار النفط الخام الأمريكي في العقود الآجلة دولارا إلي نحو84 دولارا للبرميل مع تراجع سعر الدولار. وفي الوقت نفسه, ساد الخوف وول ستريت دافعا المؤشرات الثلاثة الرئيسية للاسهم الأمريكية لتهبط بنسبة4%, متأثرة بأزمة الديون في أوروبا, بينما بحث الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع رئيس الاحتياطي الفيدرالي( البنك المركزي) بن بيرنانكي في البيت الأبيض, سبل الخروج من الأزمة الحالية, ووضع خطة طويلة الأمد لتخفيض العجز, كما ناقشا أيضا الوضع في أوروبا.