حين قررت صفحة رمضان2011 نشر هذا التراث الغالي والقيم في هذا الشهر الكريم, لاتقصد من النشر أن يتعبد المسلمون بهذه الشواهد أو الايمان بها.. إنما هي روابط وذكريات جميلة يصعب علي الزمان محو تأثيرها عن العقول والقلوب وهي في نفس الوقت أرقي انواع الفنون الإسلامية التي يمكن ان توحد قلوب المسلمين وتؤكد روابط الإيمان بينهم. فالشكر واجب لمتحف طوب قابي باسطنبول الذي حوي كل المقتنيات النبوية التي حاول سلاطين العثمانيين تجميعها في مكان واحد. ونجح في ابرازها حلمي أيدين في مؤلفة الذي يحمل نفس الإسم ..يضم متحف طوب قابي بإسنطبول12 سيفا حفظت جميعها بعناية بعد تصنيف دقيق لها, والواقع أن أغلب ما تبقي من السيوف التي نسبت إلي أصحابها هو النصل أو الحديدة, أما المقبض والغمد والأسورة والحلقات والأحجار الثمينة المطعمة بها تلك السيوف فإنها صنعت في عصور لاحقة, وكذلك الأغلفة الجلدية للمقابض بدلا من المقابض الخشبية التي بليت وتآكلت علي مر القرون الطويلة. واستعان السلاطين العثمانيون بأمهر وأشهر الحرفيين والفنانين عند تجديد وتزيين هذه السيوف, ولأن لهذه السيوف التي استعملها النبي محمد صلي الله عليه وسلم والصحابة دورا تاريخيا في القرون الأولي للإسلام لذلك حرص المسلمون علي حفظها وصيانتها تبركا وتيمنا واستخدمت هذه السيوف في مناسبات مهمة علي مدي الحكم العثماني حيث كانت هناك مناسبة تقليد السيف وكان احتفالا يقام بعد جلوس السلطان علي كرسي العرش بعدة أيام. ومن الجائز أن تكون عادة تقليد السيف ترجع إلي عهد الرسول الكريم, حيث تقلد صلي الله عليه وسلم السيف, كما قلده بعض الصحابة, ودليل ذلك ما روي عن الرسول صلي الله عليه وسلم أنه قلد علي بن أبي طالب السيف والدرع بنفسه يوم فتح خيبر. علي الرغم من أن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان يتقلد السيف في جميع الغزوات إلا أنه لم يؤذ به أحدا أو يتلطخ سيفه بدم أحد. إلي جانب سيوف الرسول الكريم المغلفة مقابضها بالذهب والمرصعة بأحجار الياقوت والفيروز, والتي كتب علي حافظتها إن السيف عائد لرسول الله صلي الله عليه وسلم, فإن طوب قابي يضم سيف داود عليه السلام ذي النصل العريض المدبب الرأس ومقبضه من الحديد, ونجد رسما يدويا يمثل حادثة قتل داود لجالوت, وأسماء بعض الأنبياء وكتابه لا يمكن قراءتها. كذلك سيوف أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وخالد بن الوليد وعمار بن ياسر والزبير بن العوام وزين العابدين بن الحسين, وسيوف للصحابة.