حين قررت صفحة رمضان2011 نشر هذا التراث الغالي والقيم في هذا الشهر الكريم, لاتقصد من النشر أن يتعبد المسلمون بهذه الشواهد أو الايمان بها.. إنما هي روابط وذكريات جميلة يصعب علي الزمان محو تأثيرها عن العقول والقلوب, وهي في نفس الوقت أرقي انواع الفنون الإسلامية التي يمكن ان توحد قلوب المسلمين وتؤكد روابط الإيمان بينهم. فالشكر واجب لمتحف طوب قابي باسطنبول الذي حوي كل المقتنيات النبوية التي حاول سلاطين العثمانيين تجميعها في مكان واحد. ونجح في ابرازها حلمي أيدين في مؤلفة الذي يحمل نفس الإسم توفي رسول الله صلي الله عليه وسلم بحجرة السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها ودفن فيها ثم دفن بحواره سيدنا أبو بكر الصديق وبجوارهما سيدنا عمر بن الخطاب. وكان الحسن بن علي رضي الله عنه قد أوصي بأن يدفن في الحجرة عند جده رسول الله صلي الله عليه وسلم, فعندما توفي في المدينة أخذه شقيقة سيدنا الحسين إلي الحجرة ليدفنه فيها, فأعترض بعض الناس عليه ودار خلاف كبير, فتدخل بعض الصحابة لإزالة هذا الخلاف, وأنتهي الأمر بأن يدفن بالبقيع, وحتي لا يحدث مثل هذا الخلاف مرة أخري ثم سد باب الحجرة تماما. ثم أنشأ عمر بن عبد العزيز غرفة حول الحجرة النبوية, وحتي لا تشبه بناء الكعبة جعلها مخمسة الشكل, وبدون باب, ولقد غطيت هذه الغرفة بالستائر علي مدي العصور إلي أن أسس حولها سور من القضبان الحديدية حتي يري الزوار القبر الشريف من وراء القضبان, ولا يؤذن لأحد أن يتجاوز القضبان سوي خدام الروضة الشريفة, كما لا يسمح لأحد بالدخول إلي الحجرة التي تضم القبر النبوي الشريف. ولم يتم الدخول إلي هذه الحجرة عبر التاريخ الإسلامي إلا للضرورة القصوي ولمرات معدودة, وذلك بعد وفاة الحسن, حيث من الداخل بعض الترميمات, فبنيت الجدران وسدت الحجرة تماما. ويذكر أن القبور الشريفة في الحجرة النبوية قد غطيت برمل أحمر.