نادر أبو الفتوح : أصبح محمد يتيم الأبوين ولم يكن قد جاوز السادسة من عمره وأصبح يعيش في رعاية جده عبد المطلب بن هاشم سيد قريش في ذلك الوقت يقول الدكتور محمد الدسوقي أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم أنه خلال تلك الفترة عاش محمد في رعاية جده عبدالمطلب الذي تولي رعايته وتربيته. وقد كان لقريش تقاليد في تربية أبنائها فلم يكن الولد يستطيع أن يجالس أباه إلا حين يبلغ سن الرجولة وكانت مجالس الآباء خالصة لهم لا يغشاها الأبناء ما داموا صغارا وكان هذا سائدا في قريش وتقليدا يشب عليه الصغار. وكان من عادة عبد المطلب بن هاشم أن يتخذ له مجلسا بجوار الكعبة يتحدث فيه إلي رجال قريش وكان أولاده يجلسون حول فراشه حتي يخرج إليهم ولا يجلس أحد منهم قبل وصوله إجلالا له إلا حفيده محمد بن عبد الله وعندما كان يأتي أعمامه ليؤخروه كان عبد المطلب يمنعهم ويقول دعوا ابني. وقد كان يحبه حبا شديدا لأنه ابن عبدالله الذي كان أحب أبناء عبد المطلب إلي قلبه, ومما كان يزيد عبد المطلب تعلقا به وحرصا عليه ما كان يراه من إعجاب الناس بحفيده محمد وبما كان يبدو عليه من آيات السمو والعزوف عن اللهو والباطل كما كان ذلك موضع العجب من كل من يراه, وكما كانت هذه الظواهر تزيد تعلق عبد المطلب بمحمد كانت تزيده كذلك خوفا عليه, وعندما مرض عبد المطلب وشعر بدنو أجله أوصي ولده أبو طالب بأن يتولي رعاية محمد بن عبد الله وأن يجعله في كفالته وكرر عبد المطلب القول عليه بأن يرعاه حق الرعاية وظل محمد في رعاية جده عبد المطلب لمدة عامين وعندما توفي عبد المطلب أحس محمد بالفاجعة وأدرك عظم المصيبة لأنه فقد القلب الكبير الذي يحنو عليه وبكي بكاء الحزين الحائر, وقد قالت أم أيمن رأيت رسول الله يومئذ يبكي بكاء شديد, وعندما سئل الرسول صلي الله عليه وسلم أتذكر موت عبد المطلب ؟ قال: نعم وأنا يومئذ ابن ثماني سنينب.