كتب:أحمد عامر عبدالله: بدأ تعلم القراءة بمنزله فى قرية محلة نصر بمحافظة البحيرة وهو فى السابعة من عمره، ثم أرسله والده إلى الجامع الأحمدى بطنطا عام 1862م، وكان وقتها عمره 13 عاما، لتلقى أول دروس تجويد القرآن حتى أتم حفظه وتجويده.وبدأ فى تلقى الدروس. العلمية بالجامع الأحمدى عام 1864م، وعاد بعد ذلك بعام إلى قريته حيث تزوج بها عام 1865م، ثم أعاده والده مرة أخرى إلى الجامع الأحمدى، فى العام التالى ألتحق للدراسة بالأزهر، وفى عام 1873م أخذ فى الكتابة المنشورة ونال شهادة العَالِمية فى 25 مايو 1877، وعين بعدها مدرساً بدار العلوم عام 1878م. وتتلمذ الإمام محمد عبده على يد كبار العلماء المشهود لهم بسعة العلم والمعرفة مثل الشيخ «درويش خضر» والشيخ «حسن الطويل» والشيخ «جمال الدين الأفغانى» الذى رافقه فى رحلاته وشاركه فى جهاده وتأثر به. وفى 3 يونيو سنة 1899صدر مرسوم وقعَّه الخديوى عباس حلمى الثانى بتعيين الشيخ محمد عبده مُفتيًا للديار المصرية. وبهذا المرسوم استقل منصب الإفتاء عن منصب مشيخة الجامع الأزهر، وصار الشيخ محمد عبده أول مفت مستقل لمصر معين من قِبَلِ الخديوى عباس حلمي، وقد أصدر خلال فترة توليه الإفتاء حوالى (944) فتوى مسجلة بسجلات دار الإفتاء.انتقل إلى رحمة الله تعالى بالإسكندرية فى الساعة الخامسة مساء يوم 11 من يوليو سنة 1905م عن سبع وخمسين سنة، ودفن بالقاهرة ورثاه العديد من الشعراء.