طالب أندريس بريفيك المتطرف اليميني الذي اعترف بتنفيذ هجومين إرهابيين في النرويج الأسبوع الماضي باستقالة الحكومة اليسارية وبتنازل الملك هارولد الخامس عن العرش مقابل كشفه عن مزيد من المعلومات وتعاونه مع المحققين في توفير معلومات. ونقلت قناة إن آر كيه النرويجية عن مصادر في الشرطة قولها إن بريفيك طالب باستقالة قائد الجيش وتعيينه بدلا منه, وذلك خلال ثاني تحقيق يجري معه منذ المذبحة. وفي تقرير منفصل, ذكرت صحيفة أفتن بوستن النرويجية أن بريفيك كان قد تأخر بسبب الزحام المروري في22 يوليو الحالي, مما أجبره علي تفجير قنبلته في المنطقة التي تضم مقار الحكومة بأوسلو فقط بعد أن أغلقت معظم المكاتب أبوابها بسبب عطلة نهاية الأسبوع. وفي غضون ذلك, أعلن يانز شتولتنبرج رئيس وزراء النرويج عن اتخاذ إجراءات من شأنها منع تكرار وقوع هجمات إرهابية في النرويج. وفي مقابلة مع صحيفة بيلد آم زونتاج الألمانية قال شتولتنبرجبالتأكيد سيتعين علينا استخلاص العبر والدروس من هذه الأحداث المأساوية, لكن هذا من الأمور السابقة لأوانها. وأكد شتولتنبرج أن الإرهاب لن يسلب النرويج قيمها, قائلا: بالعزيمة التي أظهرناها نحن النرويجيين خلال الأسبوع الماضي, ستظل النرويج علي ما كانت عليه قبل الهجوم. وقال شتولتنبرج: لن نتوقف عن تشجيع التعددية في مجتمعنا, ونحن نرحب بكل مناقشة عامة حتي ولو كانت قاسية, لكننا لن نقبل أبدا بالعنف. وحذر رئيس الوزراء النرويجي من تقييد حرية الرأي, فحرية الرأي والقول هي أساس كل ديمقراطية, فعلينا جميعا التسامح مع كل ألوان الرأي حتي ولو كانت متطرفة. وفي هذه الأثناء, حذر ثوربجورن جاجلاند رئيس لجنة نوبل للسلام حاليا ورئيس الوزراء النرويجي السابق من أن قادة أوروبا يلعبون بالنار بسبب مغازلتهم لليمينيين أثناء مناقشة التعددية الثقافية. وذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أن جاجلاند وجه تحذيره إلي قادة أوروبا ومن بينهم ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا من أجل تبني سياسة حذرة خلال مناقشة التعددية الثقافية, موضحا أنهم يخاطرون بتأجيج الشعور اليميني المتطرف والمعادي للإسلام. ودعا جاجلاند- الأمين العام لمجلس أوروبا- القادة السياسين إلي تغيير مصطلحاتهم, باعتبار أن كلمة التنوع الثقافي أفضل من التعدد لأن الكلمة الأخيرة تعرف بطرق مختلفة بين الجماعات المختلفة, وحث علي وقف استخدام كلمة الإرهاب الإسلامي التي تشير إلي أن الإسلام يمثل الإرهاب. وفي هذه الأثناء, كشفت صحيفة ديلي تلجراف البريطانية عن أن بريفيك استخدم موقع إيه باي للتجارة الالكترونية للحصول علي السلاح الذي استخدمه لتنفيذ مذبحة يوتويا ولشراء الكيماويات التي استخدمها لصنع القنبلة التي انفجرت في أوسلو. وأوضحت الصحيفة أن مرتكب المذبحة اشتري المواد الكيمياوية اللازمة لصنع القنبلة من تاجر بريطاني مقابل حفنة قليلة من الجنيهات الاسترلينية, كما أمدته شركة بريطانية بالرصاص المتشظي.