في الوقت الذي بدأت فيه أمس جلسات محاكمة اندرس بهرينج بريفيك النرويجي اليميني المتطرف المتهم بتنفيذ الهجوم المزدوج الذي هز النرويج الجمعة الماضي وأودي بحياة نحو مائة شخص كما اصيب 90 آخرون بجراح، لاتزال التكهنات تدور حول دوافع المشتبه به ووجود شركاء له في بريطانيا من جماعة" فرسان الهيكل" الماسونية. وكان بريفيك( 32 عاما) قد اعترف بشن هجوم علي معسكر لشباب الحزب الحاكم في جزيرة يوتويا بالقرب من العاصمة النرويجية اوسلو راح ضحيته ما لا يقل عن 93 شخصا ويواجه بريفيك، الذي وصف هجومة بأنه "بشع لكنه ضروري"، عقوبة السجن 21 عاما كحد أقصي. وقد شنت قوات الأمن النرويجية عملية أمنية بالعاصمة أوسلو، علي خلفية الهجمات، مرجحة ضلوع أشخاص آخرين بجانب المعتقل الذي اعترف بفعل القتل بمفرده لكنه لم يقر بالمسئولية الجنائية. من جانبه، أعلن جير ليبستاد، محامي ريفيك إن موكله يرغب في شرح دوافعه وأن تكون جلسة المحاكمة علنية وأن يسمح له خلالها بارتداء بزة نظامية ولم يتضح بعد هل ستكون الجلسة علنية أم سرية، لكن آلاف الأشخاص النرويجيين رفضوا علي مواقع التواصل الاجتماعي منح بريفيك منبرا للترويج لأفكاره. وعلي صعيد التحقيقات، أشار القائم بأعمال قائد الشرطة النرويجية سفينانج سبونهايم إلي عدم إحراز تقدم بشأن دوافع ريفيك وأردف قائلاً بإن المحققين يواصلون دراسة أزمة وثائق مكونة من 1500 يعتقد أنها نشرت في الإنترنت عشية الهجمات. وتكشف الوثائق عن آراء مناهضة للمسلمين وتنامي المد الإسلامي في أوروبا، ودعوات للإطاحة بالحكومات الأوروبية، والقضاء علي "التعددية الثقافية، وظهرت صور ثابته لبريفيك وهو يحمل بندقية آلية كما بث مقطع فيديو معاد للمسلمين وبث باسم "فرسان الهيكل 2083"، علي موقع يوتيوب. فيما كشفت مصادر طبية في وقت سابق عن أن بريفيك استخدم نوعا خاصاً من الرصاص يسمي" الدمدم" لإحداث أكبر قدر من الإضرار بضحاياه. كما ذكرت صحيفة "أفتنبوستن" نرويجية أن منفذ المذبحة في جزيرة أوتويا النرويجية قال أثناء الاستجواب انه كان يعتزم أيضا قتل رئيسة الوزراء النرويجية السابقة جرو هارلم برونتلاند وهي التي تولت منصب رئاسة الوزراء في بلادها عدة مرات عن الاشتراكيين الديمقراطيين كما شغلت منصب مدير عام منظمة الصحة العالمية حتي عام 2003 . في غضون ذلك، كشفت صحيفة" الديلي تليجراف البريطانية امس ان الاسكتلنديارد تقوم بعملية بحث عن شركاء بريطانيين لبريفيك، مشيرة إلي إنه نفذ جريمته بعد اجتماع عقده مع متطرفين يمينيين في لندن. وأضافت الصحيفة إن بريفيك قام بطبع كتيب من 1500 صفحة عن خططه كتبه بأكمله باللغة الإنجليزية وحدد تاريخه بعبارة "لندن 2011" أرسله بالبريد الإلكتروني إلي أصدقائه قبل ساعات من ارتكابه الهجومين، موقعاً باسم "أندرو بيرفيك" وهو اسمه باللغة الإنجليزية، وتحاول وحدة التطرف الداخلي بالشرطة البريطانية التعرف علي سبعة أشخاص آخرين حضروا اجتماعاً لجماعة "فرسان المعبد" في لندن إبريل الماضي. وقالت: إن بريفيك حدد اسماء مسئولين بريطانيين ومنهم رئيسا الوزراء السابقان جوردون براون وتوني بلير وولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز ، ووصفهم بأنهم "خونة" يستحقون القتل.