«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عيال التحرير‏..!!‏

هذه رسالة ما كنت أرجو معاودة كتابتها لكم بذات الأيام والظروف بل وكنت أتمني أن تقطع يدي ولا تفعل هذا أبدا‏..‏ لكن للأسف ما باليد حيلة
ذلك أننا وبعد أروع أيام اجتازتها مصر من التحرير.. للأربعين.. للقائد ابراهيم.. و سالت فيها دماء أنقي شهداء.. وجرحي أبرياء بالآلاف.. وأعين ثوار تم فقؤها( وعن عمد) ليواصلوا مسيرتهم بالحياة في ظلم وظلام.
وملايين شباب وبنات( كالورد).. وكهول وأمهات( كالعطر).. تضوروا جوعا وبردا علي الأسفلت ليالي طوالا.., هواؤهم فيها غاز خانق مسيل للدموع.., ووجباتهم هراوات وقناصة وطلقات.. وسموم من الإعلام وافتراءات وبذاءات.
وليلهم حظر تجول, ورهبة وظلام, ونهارهم سنج وسيوف وبلطجية وجمال وحصار..,وأدوية وأغذية يجري إتلافها وإلقاؤها بالنيل والبالوعات.
و.. و..
والتي كانت لنا( برغم كل ذلك) أروع أيام وذكريات اكتشفت فيها مصرنا الحبيبة والغالية نفسها.. وتعارفت علي أبنائها وذاتها, وتصالحت وأشتاتها, وأخرجت أنبل ما في سلوكيات شعبها, وجمع الرصيف فيها( والبقسماط ولقيمات العيش الحاف) بين عشاقها وثوارها المدافعين عن شرفها وعرضها.
ودعك عن زجاجات وقطرات الماء النادرة وهي تنتقل بإيثار مذهل من فم لآخر بحب( ودون تأفف) من مسيحي لمسلم.. ومن فقير لغني.. ومن مثقف وعالم لأمي لا يخط اسمه لكنه يحفظ جيدا ذكر ومقام وطنه.
لكن( للأسف) شقيقنا الفاضل:
كنا نتخيل( أو بالأحري نتوهم) وعقب كل ما سبق أن أولي مهام الحكومة التي أتي رئيسها من قلب الميدان لثورة كانت تنادي أساسا بالعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية هي خطة عاجلة لإنقاذ فقراء وأطفال وأرامل ومتعطلي الوطن المدهوسين بل والمردومين تحت خطوط الفقر بسنوات وأميال.. وذلك بما يحفظ كرامتهم ولو فقط من حد الذل والكفاف.
لكن( ويا للخزي) جاءت موازنة حكومة الثورة لصالح الفئات ذات الصوت الأعلي بالمجتمع.. ومقلصة أكثر لمخصصات الفقراء والأرامل والمعاشات!!
لنعود أدراجنا يا وطننا الغالي وبأول استفتاء بعد الثورة لشراء أصوات( وبطون) الغلابة بشنط طعام.. فقتال مرير ومهين حاليا حول مراكز توزيع أكياس وصدقة رمضان.
أمن أجل هذا قامت يامصر ثورتنا.. وترشح رئيس حكومتنا من الميدان؟؟
وتلومون بعد ذلك الشباب( ومنهم الفقير والضائع والمتعطل) الذي يواصل التظاهر والاعتصام؟!
أين العدل والمنطق يا سادة..؟؟ وما هو ثمن أرواح الشهداء..؟!
وأين قبل هذا وذاك كرامة المصري الذي يقاتل ويدهس من أجل شنطة أو رغيف لأبنائه الجوعي.. بما لا يحدث بأي دولة حولنا ونحن أساس الحضارة والكرامة أصلا.. بل واليد العليا علي الجميع؟؟
ولماذا.. وكيف.. وإلي متي.. ودعك عن الغاز الدلال والتباطؤ في التطهير.. ومحاكمة القتلة والفاسدين؟؟
تساؤلات عديدة مبكية ومريرة حاصرني بها شقيقنا الفاضل( والدموع بأعينهم) عيال التحرير وشباب قافلتنا منهم بالتحديد وان ترفقوا بي حاملين الاجابة المؤسفة والمخزية التي لم تواتني شجاعة أو نخوة رفضها.
هيا بنا نترك أشقاءنا بالميدان ونعود نحن لنتسول نيابة عن( وفداء) لأهلنا فقراء وضائعي وأيتام الريف لنكفيهم شر المهانة والسؤال.. ونسترهم في اللقمة الشحيحة التي باتت( مع الغلاء) صعبة المنال.
وبدلا شقيقنا الفاضل من برنامج وطني طموح( نرفق كتيبا تفصيليا به) كنا نتحرك في إطاره وهؤلاء العيال بشتي الاتجاهات: من زيارات حوار لقواتنا المسلحة العظيمة.. ووضع أنفسنا( تطوعا) رهن اشارتهم واحتياجاتهم.. لحوار ومصالحات ونماذج شرطتنا الوطنية الشريفة.. لزيارة مصانع ومستثمري العاشر من رمضان للتحاور معهم حول سبل النهوض بمصر والتوظف والانتاج.. و.. وصولا لما كنا نستهدفه من أنشطة بالغالية سيناء لاستردادها( فعلا لا قولا) لأحضان ودفء الوطن.
فإذا بنا نعود أدراجنا ياوطن مرغمين ومقهورين لذات الأنشطة التي كنا نمارسها في ظل نظام الإفقار والجوع والفساد المخلوع: من شنط طعام.. لتزويج أيتام.. لأدوات وكساء مدارس.. وأدوية وأجهزة مستشفيات.
فالعيون المحرومة تحاصرنا.. والأنفس المكسورة تقهرنا.. وبطون الأطفال الجائعة لا تحتمل الانتظار.. وتمزقنا, ودعك عن المرضي منهم من الكلي.. للكبد.. للسرطان وبلا علاج..!
وإذا كان الكثير من رجال المال والأعمال قد تراجعوا هذه الفترة عن المعاونة والمساندة, لظروف.. أو عن عمد كي يكفر الفقراء بالثورة التي قامت لأجلهم.. فانقلبت عليهم وبالا.
أو ترقبا للانتخابات القادمة.. فتوظيف شنطهم وموائدهم وتبرعاتهم من أجلها( وما الاستفتاء الماضي عنا ببعيد)..!
فلا نجد أمامنا شقيقنا الفاضل من حل كريم سوي العودة لذلك النهر العظيم الذي طالما أفاض معنا وغيرنا بتعفف وعزة تليق برائده النبيل والجميل( عبد الوهاب مطاوع) الذي واصلتم انتم وذات الفريق من بعده الإبحار فيه: نهر العطاء الذي كان لنا معكم فيه بالسابق مشروعات انسانية نبيلة بشتي المجالات.. استفاد منها عشرات الآلاف من الشرقية.. لطوسون( الاسكندرية).. للغالية والحبيبة سيناء.
من هنا أرغمت يدي.. وتسللت وراء ضميري.. وغافلت نخوة وكرامة شهداء التحرير وثورته وعياله.. كي أحرر لكم هذا الخطاب الذي أدعو أن يكون الأخير من نوعه..
محددين لكم فيه المجالات التي نرجو أن تتولوها بأنفسكم( والقراء) رافعين عنا حرج الإلحاح والسؤال.. وشبهات الانفاق والمستندات مقتصرين ومركزين دورنا فقط علي توصيلها لمستحقيها.. وذلك بمجالات:
أولا: الشنط الشهرية( وليست فقط الرمضانية).. فالحرمان والجوع وللأطفال خصيصا لا يقتصر علي زمن أو شهور.
مع تطويرها مسلكا وفقا لما انتواه شبابنا( عيال التحرير) كي تسلم لمستحقيها بكرامة وليس كصدقة أو تربيط لانتخابات وذلك باعتبارها دينا بأعناق الوطن( وأعناقنا) تجاههم.. وكهدية مرسلة لهم من أرواح الشهداء, مرفقا بكل شنطة علم مصر.. وصورة لهؤلاء الشهداء.. ورسالة موجزة منهم توضح لفقراء شعبهم لماذا ثاروا وضحوا من أجلهم.
ثانيا: وأيضا حقائب وأدوات.. وملابس.. ومصروفات مدارس للأيتام وغير القادرين معها ألبوم موجز بأهداف الثورة.
ثالثا: إعفاف وزواج اليتيمات وغير القادرين وبالأخص مساعدتهم بالأجهزة الكهربائية والضروريات آملين في أن يجري زفافهم الجماعي هذا العام بأندية قواتنا المسلحة العظيمة.
رابعا: مصروفات طلاب الكلية والجامعة غير القادرين.. والذين تخرجوا مع وقف التنفيذ لعدم منحهم شهادات التخرج لعجزهم عن السداد.
والذين نأمل بقرار عاجل من المشير( أو د.شرف) في إسقاط هذه المصروفات عنهم أو تقسيطها علي الأقل مع تسليمهم شهاداتهم علي الفور.
فعار علي مصر أن يستمر بعد الثورة نهج جباية وابتزاز د.غالي.. وإذلال الطلاب الفقراء راجين أن يمتد قرار اعفاء ايتام المدارس الحكومية من المصروفات ليشملهم بالجامعات أيضا بشرط النجاح.
خامسا: وأحباؤنا( أطفال وفلذات أكباد مصر) الذين تسبب نظام الفساد والتلوث المخلوع في إصابة الملايين منهم بالفشل الكلوي والكبدي والأورام.., والذين يعانون بشدة بمستشفي جامعتنا تحديدا بالزقازيق من نقص حاد ببعض الأدوية الضرورية العاجلة وأجهزة تعقيم وتنفس وحضانات وأسرة وأثاثات.
والتي نرفق لكم بيانا تفصيليا بها.. نأمل توفيرها عينيا و(بصفة عاجلة) وليس بشيكات تفاديا لعقم وبطء اجراءات الحكومة في الشراء.
مع المساهمة في إنشاء وتأثيث حديقة ألعاب لهم أسفل المستشفي.. تخفيفا عن نفوسهم البريئة المعذبة والمنهكة من قسوة المرض والعلاج الكيماوي وجلسات الإشعاع, مع توفير بعض أجهزة لاب توب( مستعملة) لهم.. للتسلية والتعليم علي حد سواء.
سادسا: وصولا للملايين من أعراضنا ولحمنا المنتهك بأطفال الشوارع الذين يلتقطون وجباتهم من القمامة.. ويتنفسون الجنس والمخدرات والانحلال, وباتوا يشكلون احتياطيا استراتيجيا للبلطجية والعصابات, والذي نقترح بصفة مبدئية وعاجلة بشأنهم ان تخصص لهم مقار الحزب الوطني المنحل بالعاصمة وجميع المحافظات قبل ان يهبط عليها أصحاب السطوة والنصيب بدعوي تشجيع السياحة أو الاستثمار.
راجيا منكم شقيقنا الحبيب رفع هذا الاقتراح ايضا لكل من المشير والوزارة بصفة عاجلة ودعك عما سيوفره ذلك من وظائف مثمرة للخريجين المتعطلين.
سابعا: انتهاء شقيقنا الفاضل بسيناء.. وما أدراك ما سيناء وما يجري بشأنها علنا.. ومن وراء الستار.
والتي تشاركنا معكم فيها منذ كارثة السيول بتحمل مسئولية بعض من فئاتها المحرومة.. بما أثمر عن تفاعل ودفء غير محدود بيننا.
والتي ومنذ ثورة يناير انقطعنا عنهم تماما, بل ولم نوف بعهدنا الذي قطعناه لهم بزفاف جماعي بعيد تحريرها الماضي, والذي نأمل في ان نعقده هناك بعيد الفطر وبنادي القوات المسلحة تحديدا بعدما يتوافر لنا ما يحتاجونه من تجهيزات.
وصولا لاحتياج منطقة الوسط هناك( والمحرومة من جل الخدمات) لمركز طبي وتعليمي واجتماعي وثقافي متكامل, نرجو أن تتولاه قواتنا المسلحة العظيمة تجهيزا وإدارة بما لديها من رصيد رائع هناك( عكس غيرها).
ثامنا: وقبل كل ما سبق( وبعده) أسر شهداء وضحايا الثورة بكل المحافظات, والذين أضحت رعايتهم الجادة ماديا واجتماعيا دينا بأعناقنا جميعا وليس الدولة وحدها.
معذرة في النهاية شقيقنا الحبيب ان اثقلنا عليكم بتلك الاحتياجات والهموم.. والتي لم نقترب فيها بعد من أهم طلب يحلم ويقاتل في سبيله شبابنا عيال التحرير.. وهو:
وطن يرفع فيه الجميع( الفقير مع الغني) رأسه لفوووق.. لأنه مصري.
بلا شنط تسول.. أو موائد إذلال ومهانة. أو ملابس مهلهلة كمعونات.. أو أطفال شوارع.. أو استجداء دواء أو علاج.. أو تعليم مضروب ودروس خصوصية خربت البيوت.. أو توريث جائر بالقضاء والشرطة والإعلام والجامعات.. أو أصوات وانتخابات يجري الاتجار بها بجماعات توظيف الأموال والأديان.. أو..
وقسما يا مصر سوف يحدث.. لأن هذا ما يريده ويناضل من أجله( وسوف يفرضه بإذنه تعالي) هؤلاء الفرسان ونبلاء الوطن العيال وإن تعددت توجهاتهم وشعاراتهم( وأحيانا أخطاؤهم).
فهل علمت كاتبنا الكبير ( وكل السائلين) عيال التحرير عايزين إيه؟
ولماذا عادوا مكرهين ومنفعلين ومحبطين بجحيم يوليو المستعر بعدما عانوا به صقيع طوبة وأمشير ثم غادروه شهورا كئيبة طوالا اكتشفوا بعدها أن القط( والفساد المتجذر) بالنظام والمعارضة الانتهازية علي حد سواء مازال يملك مفتاح الكرار.. ويأبي أن ينزع مخالبه ويكف عن مص دماء الوطن والفقراء..؟؟
ويبقي في النهاية كاتبنا الكبير في ذمتنا( والوطن) ولأشقائنا بالتحرير من عيال الثورة بقافلتنا كلمات ضميرية خمس.. نذكرها دون تزويق أو التواء:
الكلمة الأولي: أن التحرير( بعياله ونبلائه) ليس مجرد حيز جغرافي وظرف مكان بحيث كل من يوجد فيه يسب ويصرخ ويدمر ويحدث فتنة ووقيعة يمكن ان يعد من الثوار..
بل هو ظرف ضمير وطني راق.. وسلوك متحضر رفيع.. وتضحية( واستشهاد) بإنكار ذات واختلاف بسماحة ونبل وأخلاق.
فما عرفت ثورتنا الناصعة بأبهي أيامها الصعبة والمستحيلة بيناير وفي عز وجود الديكتاتور وجلاديه تعطيلا عن العمل.. أو قطعا لطريق أو كورنيش أو سكة حديد علي مسافر أو مريض.
بل وكان شبابنا المتحضر والمسالم والنبيل يغني للأمن المركزي بجبروته آنذاك: احنا اخواتك مش ارهاب!
ولعلك تذكر رسالتي الحانقة لك صبيحة مصرع جندي أمن مركزي بجوارنا مختنقا بقنابل الغاز.. وسقوط عشرات من زملائه مصابين لذات السبب, والتي كنت أتمزق وأشكو فيها لله ذلك الوزير الدموي الجلاد الذي يفترض إذا لم يراع الله فينا والمتظاهرين.. فليراعه في جنوده شباب الريف المجند المقهور المنتزع من أحضان أمه دون ذنب ليحارب لهم معركة الفساد.
تلك هي ثورتنا شقيقنا الحبيب: انسانية بامتياز.. وحضارية.. وسلمية( لكل المقهورين بالوطن وجنوده).
وغير ذلك هي بكل تأكيد محاولات خبيثة لدفع الثورة لقبرها وحتفها.. وتشويهها كي ينقلب الشعب عليها مترحما علي أمان واستقرار أيام الفساد والاستبداد.
والكلمة الثانية: ان التحرير ترسخ بضمير الوطن كرمز.. وميدان للتضحية والجهاد والعطاء النبيل المجرد بشتي المجالات أحدها( وفقط) التظاهر والاعتصام.
ومن ثم يجب ألا يكون هذا الميدان لبانة نلوكها( ونغلقه) بمناسبة وبغير مناسبة أياما متصلة لاعتصام بضع عشرات أو مئات.. بما يستمطر علينا( وثورتنا بأسرها) من الشعب اللعنات.. وبما لا يختلف أبدا عن أيام مواكب وتشريفات نظام الاستبداد المخلوع.
فرجاء أحباءنا المعتصمين هناك( وأنتم الأفضل منا بالتأكيد).. والذين غادرناكم للتخفيف عن أهلنا فقراء الريف: استمروا كما ترغبون.. لكن استشعروا معاناة الملايين من بسطاء وفقراء العاصمة أيضا بالطرق والمواصلات والحر الخانق والاتوبيسات المتهالكة وغير المكيفة وافتحوا لهم فقط الطريق للتخفيف عنهم( خاصة في رمضان).
أما الكلمة الثالثة: فالتحرير كأيام خالدة وكرمز ينبهنا ويذكرنا دائما بأن نجاح ثورتنا لم يكن أبدا( ويالسذاجة التصور) لمجرد مبيتنا عنده بالميدان.. بل بفعل اقتناع ومساندة ملايين الشعب وقدومهم لنا هناك.
ومن ثم فتلك هي شرعية الوجود الوحيدة هناك: الاقتناع الشعبي.. والحشد والذي لا يحق معه بالتالي لأي عدد هزيل( بالعشرات أو المئات) أن يغلقوه لمجرد أن لهم مطالب وأنهم ثوار.
ودعك عن أن الثائر الحق هو الذي يعي ويدرك جيدا متي يحق له التصعيد( وأين.. وكيف).. ومتي يحتاج الوطن والشعب لالتقاط الأنفاس.. وتلك أبسط حقوقه مادمنا نحمل همومه وندافع عنه.
والكلمة الرابعة( والعسيرة): أن التحرير( بثورته الناصعة وضميره) يحتم علينا شجاعة مواجهة النفس وتصحيح المسار وتطهير الذات( قبل الغير):
(1) بدءا من تبرئة صفحتنا بشفافية وإعلان ما يتم انفاقه بالميدان( مصدرا وقيمة) لكل الحركات والأحزاب.
(2) مرورا بهوية وفئات المرابطين دوما هناك عدا الطلاب ومصادر تكسبهم.
(3) وصولا لأصحاب الشعارات المشبوهة( أو الحمقاء علي أقل تقدير).. التي لا هدف منها سوي إشعال الوطن وتوريط الثورة ووأدها بأسرع وأحقر طريق.
فإذا نجحنا( وبعناء) بإقناع شبابنا بالانصراف عن مبني الداخلية التي ذبحتنا.. نجد من يحشدهم للتوجه بمظاهرة ضخمة لوزارة الدفاع!!
بما يمكن ان يستتبعه ذلك من تهور وحصار وسباب واعتصام من بعض المتشنجين والمندسين كما جري بمجمع التحرير!!
ودعك أصلا( ولنكن صرحاء) بتلك الدعاوي الهدامة والمشبوهة لإزاحة الجيش بذكري ثورته23 يوليو كما جري وللشرطة بعيدها25 يناير.
فهل لدينا شجاعة الحساب ومواجهة الذات والبتر ان اقتضي الأمر دون خوف أو نفاق لبعض المحسوبين علي الثوار والمورطين لهم..؟؟
أم اننا نطالب الآخرين فقط بالاعتذار دون أنفسنا!!
(4) انتهاء( بل وابتداء) بأطهر صفحة بثورتنا وهم الضحايا والشهداء وضرورة تنقيتها من اللصوص والمجرمين الذين أصيبوا بالأحداث.
واننا كنا ننادي ونصرخ بأن علم مصر أشرف من ان يوضع علي جثمان من أفسد وطنه وخان شعبه.. وتمت ازاحته وأسرته واركان عصابته ونظامه( بما لم يحدث لحاكم عندنا بالتاريخ).. فان نفس هذا العلم يا سادة أطهر مئات المرات من أن يوضع علي نعش مسجل خطر أو تاجر مخدرات كان يهاجم سجنا أو قسم شرطة لنهب اسلحة أو تهريب مساجين, ودعك ان يوصف مثله أصلا بالشهيد أو يوضع قاتله بقفص الاتهام.. أو نرفع صوره بالميدان.
أما الكلمة الأخيرة والأهم من كل ما سبق شقيقنا الحبيب: فإن المعيار النهائي لنجاح التحرير بثورته وعياله ان نخرج منه جميعا( جيشا وشعبا وشرطة) يدا واحدة.. وأن يولد من رحمه مجتمع جديد متصالح متسامح.. تحكمه المبادئ والأخلاق.
لا يوجد به أمين شرطة يفرض اتاوات.. أو استاذ جامعة( مثله) يربط درجات الامتحان بشراء الكتاب.
وبلا ضابط شرطة متكاسل عن اداء واجبه.. أو طبيب مزوغ من ورديته.. أو مدرس لا يشرح بضمير كي يكره التلاميذ علي الدروس الخصوصية.. وبلا صانع أو تاجر أو مأمور ضرائب أو طالب غشاش.
وبلا توريث جائر للمناصب ليس بالرئاسة فقط بل وبالقضاء.. والجامعات.. والكليات العسكرية.. والإعلام.
فالمبدأ شقيقنا الفاضل لا يتجزأ أو يتلون.
ومشكلتنا لم تكن فقط في رأس الجسد والنظام.. بل وبأجهزته أيضا.. وخلاياه.
ودعاء في النهاية والبداية أن يحمي الله مصر بعيالها ونبلائها وميادين تحريرها وبجيشها وشرطتها وشعبها العظيم.
ونلتقي معكم قريبا( وشباب الثورة) وأبطال العبور يوم العاشر من رمضان علي أرض ومع أطفال وأهل سيناء.
ولنتوجه أيضا جميعا في ذات اليوم( وبجميع المحافظات) لكل مدرعة ومعسكر جيش بباقات العرفان والزهور وأناشيد الزهور.
متمنيا أن يتولي شباب6 ابريل الوطني والرائع تحديدا تنظيم هذا اليوم الذي نرجوه ان يكون ميلادا جديدا وقوميا لمرحلة إعادة صياغة وبناء الوطن.
د.عادل قاسم
التلميذ بمدرسة عيال التحرير
قافلة شعاع الخير جامعة الزقازيق
الاستاذ المعلم.. الصديق صاحب الفضل والعطاء د.عادل قاسم.. كما تعلمت منك دوما, من المحنة تأتي المنحة, ومن قافلة شعاع الخير بأزهارها التي كما أينعت في كل ربوع مصر, تغرس أملا وحبا للفقراء والمحتاجين, نبتت أيضا وأثمرت في ميادين التحرير.
لذا فإني أشعر بالضعف أمام كلماتك التي تبدو قاسية ومتألمة ولكنها كاشفة ومنيرة, ولن أضيف شيئا بعدما قلت, فرسائلك وصلت, والأمل ان يتسلمها ويعمل بها ويسرع لتنفيذ مابها المعني بها.
ما أعدك به سيدي ان أظل أنا وبريد الجمعة وأصدقاؤه من المحبين, القادرين, رجال الأعمال الشرفاء, عونا لك ما استطعنا علي أن تواصل أنت وقافلتك وكل محب للخير والعطاء, رسم الابتسامة علي وجه كل فقير ومريض ودارس وعروس ويتيم ومحتاج في بلادنا.
فهذا لايقل إن لم يزد علي من يحاربون الفساد ويحلمون بشمس الحرية والعدالة وعيونهم لا تغفل عن سلامة مصر وامنها وجيشها..
أنتم وهم ونحن: يد واحدة تبني ولا تهدم, تقاوم ولا تبطش.. تغرس المحبة وتجتث الظلم والظلام.. هذا هو شعب مصر العظيم.. دمت أنت وقافلتنا شباب وفتيات مصر الذين علمونا كيف يكون الحب والعطاء.
وإلي لقاء قريب بإذن


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.