* تعليقا علي رسالة نقاب زوجتي.. أقام البعض الدنيا ولم يقعدها دفاعا عن النقاب الذي يعد مسألة خلافية بين الفقهاء.. علي حين لم نسمع لهؤلاء صوتا بخصوص قضايا أخري مثل العدل والأمانة والنظافة وإتقان العمل التي تمثل جوهر الإسلام وليس عليها أدني خلاف..! * كشفت قضية لنقاب التي احتدمت أخيرا عن عورات التفكير لدي الكثيرين ممن يتصدون للفتيا في أمور الناس بغير علم, فهناك تيار فكري يحمل في طياته الدعوة إلي الوأد المعنوي للمرأة.. فهي يجب ألا تظهر لها صورة حتي لا تفتن الذئاب الكامنة, ويجب ألا تتكلم أو يسمع لها صوت; لأن صوتها عورة.. ويثير الغرائز النائمة..! وكثيرا ما نقرأ دعوات لحضور عقد قران داخل المساجد.. وفي الغالب إن لم يكن دائما نجد الدعوة وقد ذكر فيها اسم العريس دون ذكر اسم العروس.. ولا أدري ما السر في ذلك.. فهل اسم المرأة أيضا عورة..؟! لقد نشأنا منذ نعومة أظفارنا ونحن نتلو القرآن الكريم.. وفيه سورة تحمل اسم السيدة الطاهرة مريم عليها السلام, وأيضا نتدارس السيرة النبوية الشريفة ونذكر فيها بكل توقير وإعزاز أسماء زوجات وبنات الرسول الأطهار.. فلا أدري من أين أتي هؤلاء القوم بتلك الثقافة التي تجعل من اسم المرأة أمرا يستنكف من ذكره ويجب إخفاؤه عن الأجانب..! ومن الغريب أن كثيرا من أصحاب هذه الدعوات يتمسحون في شيخ الإسلام ابن تيمية الذي حمل هذا اللقب منتسبا به إلي إحدي السيدات في أسرته..! * يبدو أن الذين يسعون إلي التقريب بين السنة والشيعة أناس حالمون.. خاصة أننا لم نستطع حتي الآن التقريب بين أصحاب المذهب الواحد في مسألة مثل النقاب..! * معظم السادة الدعاة لا يكفون عن دعوة النساء إلي العفة والوقار.. وتجنب كل ما يثير الشبهات أو يوقظ الشهوات, وهذا أمر طيب ومحمود, ولكن ليتهم توجهوا إلي الرجال أيضا بالدعوة إلي غض البصر والتزام الأدب والوقار في التعامل مع المرأة..! ويحضرني هنا موقف رائع للشيخ الجليل محمد الغزالي في اعتباره أن صوت الرجل قد يصبح عورة إن هو تخنث أو ابتعد عن الجد والرجولة في كلامه في حين أن صوت المرأة ليس بعورة إن هي تحدثت بأدب ووقار ولم تخضع بالقول وقالت قولا معروفا كما جاء في قوله تعالي يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا( سورة الأحزاب: آية32. * وأخيرا.. فإن دعوتي لهذا الزوج صاحب المشكلة.. هي أن يترك لزوجته حرية الاختيار عن قناعة سواء اختارت ارتداء النقاب أو خلعه, فلا يمكن أن نمارس سلوكا ننكره علي الآخرين.. ألا وهو فرض قناعتنا علي غيرنا, بل واتهامهم بالتفريط أو بالمغالاة إن هم خالفونا الرأي.. فحري بكل زوج ألا يجبر زوجته علي ارتداء النقاب.. أما إذا اختارته هي عن قناعة وطمأنينة دون رغبة منه فيجب عليه أيضا ألا يجبرها علي خلعه. رضا نبيه [email protected]